موسم رمضان جدة التاريخية يٌعيد تراث حرفة صناعة الفخار
أعاد موسم جدة التاريخية، تراث حرفة صناعة الفخار للحياة على مرأى من زوار موسم رمضان، والتي تمثل أقدم الصناعات البشرية في التاريخ وتعود بدايتها إلى العصر الحجري، حيث استخدم الإنسان في ذلك الوقت الأواني المصنوعة من الطين في حفظ الأطعمة.
وفي جولة لـ “واس” على فعاليات الموسم، التقت بالحرفي هشام أبو لين، الذي أوضح أن التطور في صناعة الفخار يمتد إلى العصر الإغريقي والروماني وصولاً إلى العصر الإسلامي، مشيراً إلى أن الحرفة تميزت بالمهنة المتوارثة ويتم التطور فيها تدريجياً بناء على خبرات “الفخرانية” القائمين عليها مثل إضافة بعض التصاميم الهندسية المساعدة على إنجاز الأواني الخزفية بشكل أجمل، أو استخدام أجهزة تساعد على تحضير الطين لبناء الآنية الفخارية بشكـل أسرع وأكثر دقة وإضافة بعض المواد الخام المساعدة لإعطاء شكل الجمالي للأنية في المرحلة النهائية للتصنيع.
وأفاد أن صناعة الفخار تمر بعدة مراحل تتمثل في خلط خامة الطين الجافة بالماء بحيث تترك فترة لتجف مع بقاء نسبة بسيطة من الماء وذلك للمرحلة التالية، حيث تصبح جاهزة للعجن وتعجن من خمسة إلى عشرة دقائق بالقدم ، بعدها تؤخذ كتلة من الطين حسب حجم الجسم المراد تشكيلة ووضعها على دولاب الفخار المعروف حاليا بعجلة الفخار وهنا أهم مرحلة بالنسبة للحرفي وهي تشكيل الفخار على الدولاب، وبعد الإنتهاء من هذه العملية تترك الآنية لتجف لفترة تتراوح من يومين إلى ثلاث أيـام بحسب حجم الآنية وقد يتم تعريضها للشمس لتسريع عملية الجفاف بعد ذلك تبدأ المرحلة الأخيرة وهي إدخال الأنية الفخارية في الفرن لتكون أكثر صلابة وجفافاً وتخرج بشكلها النهائي لتصبح جاهزة للاستخدام.
وأضاف “تطورت صناعة الفخار كثيراً بحيث أصبحت تدخل في صناعة الكثير من الديكورات و التحف والأواني وذلك باستخدام مواد خام أخرى مثل الخزف والسيراميك بحيث يعطي إحساس بالفخامة عند إضافتهـا للمكان، وعلى عكس الفترة السابقة هناك حالياً اهتمام بعودة الحرف اليدوية كنوع من الهوية الوطنية للبلد من خلال الإهتمام بالمراكز التراثية التي تقدم مثل هذه الخبرات”، لافتاً إلى أن خبراته التراكمية أهلته من خلال حرفته إلى عقد ورش عمل وتدريب المهتمين على صناعة الأواني الفخارية .