تشهد جزيرة تينيريفي الواقعة في جزر الكناري الإسبانية، معركة ملحمية تخوضها فرق الإطفاء للسيطرة على حريق هائل اندلع منذ ستة أيام، محدثًا دمارًا واسعًا في غاباتها ومجبرًا الآلاف على ترك منازلهم.
هذا الحريق الذي بدأ يوم الثلاثاء الماضي، ألتهم ما يقرب من 12800 هكتار من الأراضي الخضراء داخل الحديقة الوطنية المحيطة ببركان تيده، الذي يعتبر أعلى قمة في إسبانيا.
تصاعدت صعوبات إخماد هذا الحريق بسبب التضاريس الصعبة في المنطقة، التي تتضمن وديانًا ومنحدرات شديدة، بالإضافة إلى تأثير موجة الحر الأخيرة التي أصابت أشجار الصنوبر بالجفاف.
في مقابل هذه التحديات، عبّر رئيس حكومة جزر الكناري، فرناندو كلافيحو، عن تفاؤله صباح اليوم، قائلاً لإذاعة كادينا سير: “لقد تجاوزنا المرحلة الأصعب.”
وأضاف بثقة: “سنستمر في العمل… لا يمكن أن نؤكد بعد على سيطرتنا على الحريق، وسنراقب بجهد لنرى إذا كان بإمكاننا تحقيق الاستقرار في جميع الجبهات.”
كلافيحو أشار إلى أن بعض السكان الذين أُجبروا على الإجلاء تمكنوا من العودة إلى منازلهم يوم أمس الأحد في قريتي أرافو وكانديلاريا.
وأوضح: “نحن نقوم بتقييم الوضع، حيث أن الجزء الشمالي الشرقي من الحريق بدأ يهدأ، ونأمل أن تساعد رحلات الاستطلاع الجوي في تقديم أخبار جيدة للمتضررين.”
وبخصوص أسباب الحريق، أشار كلافيحو إلى أنه يُشتبه بأنه نتيجة فعل إجرامي، وأكد أن الشرطة تقوم حاليًا بالتحقيق لتحديد المتسببين وتقديمهم للعدالة.
في الوقت ذاته، أعلنت الأرصاد الجوية الوطنية عن توقعات بموجة حر جديدة ستجتاح البر الرئيسي لإسبانيا اليوم الاثنين، مما يزيد من خطر اندلاع حرائق الغابات. وعلى الجانب الإيجابي، هناك فرصة لهطول بعض الأمطار في تينيريفي لاحقًا اليوم.
