محليات

الكشافة السعودية.. خمسون عامًا وأكثر في خدمة حجاج بيت الله

قرن من الزمان مضى على بداية الحركة الكشفية في المملكة العربية السعودية، بدعم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن. تأسست أول فرقة كشفية في عام 1361هـ وتكوين جمعية الكشافة في عام 1376هـ. تعمل الكشافة السعودية على تنظيم خدمات الحج وتقديم المساعدة للحجاج. كما تتعاون مع الجهات الحكومية وتسهم في تنظيم الإرشاد وتقديم المواد التوعوية. تم تحديث معسكر عرفات الكشفي لتوفير بيئة مريحة وتكنولوجيا حديثة. تعطي الكشافة السعودية أهمية للخدمة العامة والتقنية خلال موسم الحج وتعمل على نشر قيم الكشافة في المجتمع المحلي والدولي.

نشطاء الكشافة في المملكة العربية السعودية: اكثر من 50 عاما في خدمة حجاج البيت الحرام

قرابة قرن من الزمان مضى على بداية الحركة الكشفية في المملكة العربية السعودية، عندما أمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – بإدخالها في المدارس عن قناعة بمبادئها وحسن أهدافها، في عام 1353 هـ.

وبعد مضي سبع سنوات، كون مدير مدارس النجاح الليلية عبدالله خوجة – رحمه الله – أول فرقة كشفية عام 1361هـ بجهود فردية ، وكان من مهام الفرقة حفظ النظام والقيام بالخدمة العامة في المدرسة.

وشهد العام 1376هـ ميلاد فكرة تكوين جمعية الكشافة، من خلال ما جاء في توصيات اجتماع مسئولي وزارة المعارف ومسئولي النشاط المدرسي برئاسة أول وزير للمعارف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -.

حيث أوصى المجتمعون بتكوين هيئة تتولى تنظيم العمل في ميدان التربية الكشفية من أجل توجيه هذه الحركة والنهوض بها وصدر في عام 1381هـ مرسوم ملكي يقضي بتكوين جمعية الكشافة العربية السعودية واعتبارها هيئة ذات شخصية اعتبارية مقرها الرئيس مدينة الرياض، وفي عام 1383هـ تم تسجيل جمعية الكشافة العربية السعودية عضواً بالمكتب الكشفي العالمي.

الكشافة في الحج

شهدت أواخر السبعينات الهجرية تفعيل نظام الخدمة العامة في موسم الحج بمشاركة مجموعة من كشافي العاصمة المقدسة، بلغ عددهم 100 كشافٍ.

و اقتصر عملهم في ذلك الحين على التعاون مع جهاز وزارة الحج بالأراضي المقدسة، ثم شاركهم مجموعة من كشافي محافظتي جده والطائف إلى عام 1382هـ حيث بدأت الخدمة رسمياً برعاية جمعية الكشافة العربية السعودية حيث اتسعت دائرة الخدمة لتشتمل الإسهام مع جمعية الهلال الأحمر السعودي في تقديم الخدمات الطبية.

وقد أقيم أول معسكر كشفي لخدمة الحجاج عام 1382هـ في مشعر منى، وللنجاح الكبير الذي حققه الكشافون إثناء أداء الخدمة العامة في مواسم الحج، دفع بجمعية الكشافة العربية السعودية إلى توسيع القاعدة وتعميم الفائدة ، لتشمل العالميين العربي والإسلامي، لا سيما وقد حظيت بموافقة مجلس الوزراء في ذلك الوقت.

فوجهت الدعوات إلى تلك الدول وأقيم التجمع الإسلامي الأول بمكة المكرمة عام 1384هـ ، واشترك فيه حوالي 120 جوالاً يمثلون 16 دولة ، فيما بلغ عدد كشافة المملكة العربية السعودية 250 كشافاً ، وهكذا توالت التجمعات الكشفية إلى عام 1394هـ .

ورغبت جمعية الكشافة بعد هذه التجربة، أن يختص أبناء المملكة بشرف هذه الخدمة، بعد أن انتشرت الحركة الكشفية في المملكة واشتد عودها، وتنوعت المراحل الكشفية فيها، فكانت الانطلاقة سعودية خالصة بشكل سنوي منذ عام 1395هـ حتى الآن.

خدمات الكشافة

خطت جمعية الكشافة العربية السعودية, خطوات واسعة في مجال التقنية خلال تقديمها خدمات لحجاج بيت الله الحرام، بدءًا من تحويل الخرائط العادية إلى رقمية، وانتهاء بتقنية الرموز الرقمية.

حيث خصصت الجمعية لجنة لتقنية المعلومات و الدعم الفني بمعسكرات الخدمة العامة، التي تقدم الخدمات التقنية سواء في جانب التجهيزات بتوفير الحواسيب والطابعات ومستلزماتها وتوفير خدمة الانترنت، أو في جانب البرمجيات، لنقل جميع أعمال معسكرات الكشافة إلى الإلكترونية.

وتجد الكشافة السعودية دعماً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – حيث يحمل عضوية زمالة بادن باول العالمية الكشفية ، وشرف رعاه الله العديد من المناسبات الكشفية ، ويتشرف أعضاء الكشافة بالسلام عليه كل عام في نهاية

وتقدم جمعية الكشافة العربية السعودية خلال موسم الحج الخدمة والمساعدة لحجاج بيت الله الحرام عبرعدد من القطاعات الحكومية بالحج ، من أبرزها وزارة الحج والعمرة ، ووزارة الصحة ، ووزارة التجارة والاستثمار ، والأمن العام ، والبنك الإسلامي للتنمية وغيرها ، إضافة إلى الكشافين الذين يخدمون الحجاج زوار المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ، وفي المنافذ البرية والجوية ومدن الحجاج.

من الأدوار التي تقوم بها الكشافة مع وزارة الحج والعمرة، المساهمة بإرشاد الحجاج التائهين ، حيث يمر هذا المجال بعدة مراحل من أهمها التدريب على مهارات الإرشاد وإصدار الأدلة الإرشادية والخرائط الإرشادية وتنفيذ العمليات الإرشادية وتوثيقها ، حيث ترشد الكشافة سنويا ما يقارب 200 ألف حاج تائه.

كما تسهم مع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بتنظيم أعمال المفتي وتنظيم المستفتين ، وتسهم مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتوزيع المواد التوعوية.

كما تسهم الكشافة مع أمانة العاصمة المقدسة بمتابعة الممارسات المرتبطة بصحة البيئة ومنها منع الباعة الجائلين والبسطات العشوائية والمحلات غير المرخصة والقضاء على الحلاقة غير النظامية في المشاعر المقدسة.

كما يساهمون مع وزارة التجارة والاستثمار بتحقيق دورها الريادي في مجال توفير المواد التموينية ومراقبة الأسعار وصلاحية المنتجات الغذائية وتصاريح المحلات التجارية وحصر البرادات ومتابعة الغش التجاري ، والإسهام مع الشؤون الصحية بالقوات المسلحة في تنظيم دخول المرضى للعيادات ، ومع الأمن العام من خلال توفير إرشاد نوعي بمشعري منى وعرفات وتنفيذ عددا من البرامج الإرشادية والتوعوية والأمنية.

معسكر عرفات الكشفي

شهد معسكر عرفات الكشفي الرئيس الذي يعود تاريخه إلى بدايات معسكرات الخدمة التي انطلقت عام 1382هـ، تطورا ملحوظا منذ ان بدأ العمل على ذلك عام 1435هـ ، على مساحة 9536 متراً مربعاً.

حيث تشتمل على مهاجع للكشافين بطاقة استيعابية تتجاوز الــ 1200 سرير، بالإضافة إلى مكاتب القيادة والصالات متعددة الأغراض مع التكييف في جميع غرف ومكاتب وردهات ومرافق المعسكر، ومطعماً يتسع لــ 250 فرداً، ومطبخ جُهز بأفضل تجهيزات المطابخ لإعداد وطهي الوجبات الغذائية الصحية للكشافة والجوالة والقادة، ومستودعات، ومصلى مزود بأفضل الأجهزة الصوتية وأفضل الفرش، وملحق به مواضئ ودورات مياه.

كما جرى تركيب شبكة حاسب آلي، وغرف مراقبة مرتبطة بالمركز الرئيس في العزيزية، وخدمات ذكية للإنذار المبكر من الحريق ضمن أعلى معايير الجودة ووفق منظومة متطورة ، بالإضافة الى شبكة لتصريف الأمطار من علو المبنى والسيول من أرضية المعسكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى