الخط العربي بأسلوب الثلث الجلي: فنّ يُزهر كسوة الكعبة المشرفة
تم تزيين كسوة الكعبة المشرفة بالخط العربي والتفاصيل الخطية المتقنة. تمت كتابة الآيات والأدعية عليها بخط الثلث الجلي. تمت مراسم تغيير الكسوة بمشاركة 159 صانعًا مؤهلًا تم التحضير لها بعناية وانتهت العملية بعد ساعات من العمل الجاد. الكسوة مصنوعة من الحرير وتم تطريزها بالذهب والفضة. تم تحضير الكسوة بعناية فائقة وبمعايير الجودة المطلوبة. تم تثبيت القطع المذهبة على الكسوة بعناية وتظليل الكعبة وتركيب ستارة بابها. شاركت منسوبات من الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في هذه المراسم، واستمرت العملية لمدة 4 ساعات.
الخط العربي بأسلوب الثلث الجلي: فنّ يُزهر كسوة الكعبة المشرفة
تزهو كسوة الكعبة المشرفة بالخط العربي، الذي يعد أحد عناصر الجانب البصري للغة العربية، حيث يتم استخدام خط الثلث الجلي المركب في كتابة الآيات على الكسوة، بأحجام مختلفة وأشكال متعددة، حيث يعد هذا النوع من الخط العربي الخط الأنسب والأجمل والأصعب والأكثر طواعية في التشكيل والتنفيذ وإظهار الجمال.
وكُسيت الكعبة المشرفة من الداخل بقماش أخضر كتب عليه بعض الآيات والأدعية، كتب بخط الثلث “”إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين””، وعبارة يا حنَّان يا منَّان ياذا الجلال والإكرام، وأيضًا عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وتمت مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة، بمشاركة 159 صانعًا مؤهلًا من أبناء المملكة، قاموا بصناعتها في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة بأيد فنها الإتقان إذ جمعت نسيجها فيما يشبه البنيان المرصوص على مدار 365 يومًا لضمان خروج الكسوة بأعلى درجات الإتقان والجودة.
ومرت مراسم التغيير بعدة مراحل بدأت بالتجهيزات التحضيرية عند الكعبة المشرفة عقب صلاة عصر يوم 30 / 12 / 1445هـ، تضمنت إنزال ستارة باب الكعبة المشرفة والصمديات والقناديل والحليات، وجاءت المرحلة الثانية بعد صلاة العشاء، حيث نُقلت الكسوة الجديدة من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة إلى المسجد الحرام، واستكملت جميع المراحل بتغيير الكسوة بعد الساعة 12 صباحاً غرة محرم 1446هـ بمشاركة مسؤولي الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وتم تغيير كسوة الكعبة برفع الكسوة الجديدة إلى سطح الكعبة ثم إنزال الكسوة السابقة تدريجياً وإزالتها، واستعملت في مراسم التغيير 8 رافعات، إلى جانب حواجز بلاستيكية بارتفاع 2.2 م، وعدد 2 شاحنة لنقل الكسوة، ونُقلت الكسوة إلى المسجد الحرام وصولاً إلى منطقة المطاف عبر مقطورة طولها 13 متراً.
وأنتجت كسوة الكعبة المشرفة البالغ ارتفاعها 14 متراً، ووزن 1350 كجم؛ بأفخر أنواع الحرير الطبيعي، وتم تطريزها بخيوط من الذهب والفضة، وتضمنت كمية أسلاك فضية بلغت 100 كجم، بالإضافة إلى 120 كجم من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، واستُخدم فيها 1000 كجم من الحرير، ويحوي حزام كسوة الكعبة المشرفة على آيات ويبلغ عرضه من جهة باب الملتزم 85.11 متراً وبين الركنين 33.10 أمتار، وجهة باب إبراهيم 20.12 متراً، وجهة حجر إسماعيل 10.10 أمتار، ويبلغ طول الحزام من كل جهة 94 سم، مما يبرز حجم العمل الكبير في تصنيع هذه الكسوة.
وتمر الكسوة بعشر مراحل لإنتاجها بدءاً من قسم التحلية، وقسم الصباغة وفي المختبر تُجرى اختبارات على عينات الحرير قبل، وبعد الصباغة لضمان مقاومتها للعوامل المناخية، وقوة الشد، ومطابقتها للمواصفات والمقاييس المعتمدة، وفي قسم النسيج الآلي يتم تحويل خيوط الحرير إلى بكرات بواسطة مكائن اللف الآلي، إضافة للقسم اليدوي، حيث تُجهز خيوط القطن لحشو الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية، وتُجهز الملفات بأسلاك الفضة والفضة المطلية بالذهب، وفي قسم الحزام تُطرز الآيات القرآنية والزخارف بأسلاك الفضة المطلية بالذهب وتُحشى بخيوط القطن لبروز الحروف، ثم تُسلم القطع المذهبة إلى قسم تجميع الكسوة، في وحدة الجودة تُحدد معايير الجودة المطلوبة لجميع المدخلات والمخرجات، مع متابعة ميدانية في جميع أقسام المجمع لضمان مطابقتها للمواصفات، في قسم تجميع الكسوة تُجمع قطع ثوب الكعبة وتُوصل ببعضها.
وتُثبت القطع المذهبة على الكسوة وأخيراً في عملية تلبيس ثوب الكعبة المشرفة يتم تغيير الكسوة القديمة بالجديدة في اليوم الأول من شهر محرم، وتُسدَل على جدران الكعبة وتُثبت من الأركان وأسفل الكعبة، مع تركيب ستارة باب الكعبة.
وقد شارك في مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة لأول مرة في هذا العام منسوبات من الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
يذكر أن مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة جرت فجر اليوم مع إطلالة العام الهجري الجديد، حيث تابع العالم الإسلامي، في بث مباشر، مراسم تغييرها والتي استغرقت 4 ساعات.