بناء نظام للابتكار بالذكاء الاصطناعي: شراكات سعودية في مجال السواحل
أعلن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عن شراكات جديدة في المملكة لبناء نظام بيئي للابتكار بمجال الذكاء الاصطناعي. كتب “أبدالله السواحة” عن تعاون بين “أرامكو” و”كوالكم” لإطلاق بطاقة تسريع الذكاء الاصطناعي. في قمة بالرياض، أشار أن هذه الشراكات تسرع من تطور التقنية وحل المشاكل. كما تحدث “عبدالله بن شرف الغامدي” عن رعاية ولي العهد لأعمال القمة وضرورة التصدي للمعضلات الأخلاقية. تم تأسيس مركز دولي للذكاء الاصطناعي لدعم المبتكرين وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات. وعبر “عبدالله السواحة” عن دعم المملكة لتطوير التكنولوجيا وتحقيق التنمية المستدامة.
الابتكار بالذكاء الاصطناعي في السعودية: شراكات لبناء نظام في السواحل
جاء ذلك خلال الجلسة الحواريَّة الأولى أمس، على هامش أعمال القمة العالميَّة للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة، المقامة بالرياض، مشيرًا أنَّ هذا الحدث يسرع وتيرة التقدم في هذا المجال والتعامل مع التحدِّيات التي تواجه هذه التقنية.
وتُقام القمَّة في نسختها الثالثة، تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، بمشاركة أكثر من 450 متحدِّثًا دوليًّا، وحضور عدد من الشخصيات المحليَّة والإقليميَّة والدوليًّة وصنَّاع السياسات الاقتصاديَّة، ونُخب من المختصين في الذكاء الاصطناعي من 100 دولة، في مقر مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض.
وقال السواحة -في الجلسة الحواريَّة- إنَّ بطاقات تسريع الذكاء الاصطناعي هي أجهزة مصممة خصيصًا لتعزيز أداء تطبيقات هذه التقنية والتعلم العميق، داعيًا جميع المبتكرين والباحثين للانضمام إلى هذه الرحلة المثيرة؛ لبناء مستقبل أفضل من خلال الذكاء الاصطناعي، واستغلال هذه التقنية لخدمة البشرية.
ولفت إلى أنَّ تطوير الذكاء الاصطناعي واجه تحدِّيات كبيرة، مثل استهلاك الطاقة العالي وكفاءة الأجهزة، فضلًا عن مشكلة نقص البيانات، موضحًا أنَّ القمَّة تشهد للمرة الثالثة جهودًا حثيثة لتطوير الذكاء الاصطناعي تحت قيادة فريق عمل متميز.
وقال السواحة: «نسعى جاهدين لتحويل الذكاء الاصطناعي من مجرد تقنية واعدة إلى أداة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين حياة الناس»، كاشفًا عن تعاون السعودية مع شركاء عالميِّين ومحليِّين لتطوير حلول مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي.
التصدِّي للمعضلة الأخلاقيَّة
وألقى رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، كلمة افتتاح القمَّة، عبَّر -في مستهلِّها- عن خالص شكره وامتنانه لرعاية سمو ولي العهد لأعمال القمَّة في نسختها الثالثة، وقال: «إنَّنا نسترشد رحلتنا في مجال الذكاء الاصطناعي برؤية المملكة 2030، ونرفع السقف اليوم في هذه القمة، وندفع حدود الذكاء الاصطناعي إلى أعلى وأبعد من أجل خير البشريَّة، كما نرى اليوم كيف تطور هذا المجال، وأحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يُعدُّ ثورة في الإبداع والابتكار والتعاون، وتسبَّب صعوده في طفرة بالمعلومات، والتزييف العميق، كما شكَّلت المعلومات المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي معضلة أخلاقيَّة يجب علينا التصدِّي لها وجهًا لوجه.
وأكَّد أنَّ التنافس العالمي على المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي يشكِّل تحدِّيًا معقَّدًا ومتشابكًا وحاسمًا يتوجَّب علينا التغلُّب عليه، مشيرًا أنَّ اجتذاب الشمال العالمي للمواهب يوسِّع الفجوة؛ ممَّا يهدِّد التنمية الرقميَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة على الصعيد الدولي.
واستعرض الدكتور الغامدي الجهود التي بذلتها «سدايا» في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي منذ إنشائها عام 2019م، ومنها تنظيم النسخة الأولى من القمَّة العالميَّة للذكاء الاصطناعي، وفي النسخة الثانية من القمَّة العالميَّة للذكاء الاصطناعي قدَّمت «سدايا» للعالم أكبر حدث لقادة الفكر في الذكاء الاصطناعي.
كما استعرض الجهود الدولية التي بذلتها «سدايا» من أجل تحقيق الاستفادة من البيانات والذكاء الاصطناعي، ومن ذلك استضافة إحدى أكبر مشاورات حوكمة الذكاء الاصطناعي للأمم المتحدة في مدينة الرياض، بمشاركة أكثر من 50 دولة، مشيدًا بجهود منظَّمة اليونسكو في تشكيل أخلاقيَّات الذكاء الاصطناعي العالميَّة، واعترافها في المؤتمر العام لها بالمركز الدولي لأبحاث وأخلاقيَّات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE)، تحت رعايتها ضمن الفئة الثانية كمركز دولي مقرُّه مدينة الرياض؛ ممَّا يؤكد ريادة المملكة في تعزيز أخلاقيَّات الذكاء الاصطناعي.
تطوير أوَّل نموذج لغوي في المملكة
وعرَّج على العديد من المشروعات والابتكارات التي عملت عليها «سدايا» ومنها: نموذج علَّام، وهو نموذج لغوي عربي كبير رائد، تمَّ تطويره بفخر في المملكة، وكذلك ابتكار «صوتك» الذي تم الكشف عنه في النسخة الثانية من القمَّة العالميَّة للذكاء الاصطناعي، وهو الأداة الأدق في تحويل الكلام إلى نص باللغة العربيَّة، ويغطي 15 لهجة عربيَّة، موضِّحًا أنَّ وزارة العدل تستخدم «صوتك» لتدوين آلاف الساعات من جلسات المحكمة الافتراضيَّة في كل يوم.
ولفت النظر إلى أنَّ «سدايا» واصلت جهودها في العمل على توظيف استخدام الذكاء الاصطناعي مع الجهات الحكوميَّة؛ لتعمل في مجال الرعاية الصحيَّة على إِحداث ثورة في هذا القطاع من خلال الذكاء الاصطناعي، بغية مواجهة التحدِّيات الطبيَّة الحرجة مثل اعتلال الشبكيَّة السكريِّ، كما ساعدت «سدايا» في تقديم حل قائم على الذكاء الاصطناعي بمسمَّى «عيناي»، الذي أسهم في التشخيص المبكر لـ(846) مريضًا محتملًا في آخر 12شهرًا.
تحقيق المساواة بين الجنسين في المجال
وبيَّن أنَّ «سدايا» واصلت مسيرتها في بناء القدرات الوطنيَّة، وعملت على تحقيق المساواة بين الجنسين بنسبة 50% في القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في «سدايا»؛ كما أنَّها وصلت إلى العالميَّة في جهودها الإنسانيَّة لتسهم في تعزيز المساواة بين الجنسين على الصعيد العالمي، مستشهدًا بمبادرة Elevate التي تم إطلاقها في النسخة الثانية من القمَّة العالميَّة للذكاء الاصطناعي؛ وتم خلالها صقل مهارات نساء من 28 دولة.
وشدَّد عبدالله الغامدي أنَّ الذكاء الاصطناعي ليس أداة تحل محل القدرات البشريَّة، وإنَّما عامل تمكين قوي لتوسيع نطاق القدرة البشريَّة، مفيدًا أنَّ هذه الرحلة لا تتعلَّق فحسب بالمُنجزات التقنية، وليست سباقًا نحو أذكى ذكاء صناعي؛ إنما تتعلَّق بصياغة شراكة بين البشر والآلات، لحل التحدِّيات المُلحَّة ولجعل الذكاء الاصطناعي يعمل مع الإنسانيَّة ومن أجلها.
وتخلل حفل الافتتاح تقديم عروض مرئيَّة تناولت أبعاد الذكاء الاصطناعي، وعلاقته بالإنسان وتطور هذه التقنيات، ثم بدأت بعد ذلك جلسات القمَّة العالميَّة للذكاء الاصطناعي التي تستمر على مدى ثلاثة أيام.
المملكة منصة عالمية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي
أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة، أن المملكة بدعم وتمكين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء هي المنصة الحاضنة للمبتكرين المعززة لنهج الحوكمة المبتكرة وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي؛ بهدف خدمة البشرية وضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي.
وأشار خلال مشاركته في جلسة حوارية تحت عنوان «تمكين المجتمعات بتقنيات الذكاء الاصطناعي» ضمن أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» إلى ضرورة توحيد الجهود العالمية للانتقال إلى مرحلة «الإنتاجية» من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو الهدف الذي تسعى المملكة لتحقيقه بالتعاون مع المبتكرين المحليين والعالميين والمنظمات الدولية، من أجل الاستفادة الحقيقية من هذه التقنيات لصالح الإنسانية وتشكيل آفاق جديدة.
وأكد أن المملكة هي الشريك الأمثل للمستثمرين والمبتكرين الذين يسعون إلى تحويل هذه التقنيات إلى أدوات إنتاجية تخدم البشرية والكوكب وتحقق الازدهار.
وفي ختام كلمته، وجّه رسالة إلى الشباب وقادة المستقبل، مشيدًا بدور المرأة السعودية في قطاع التقنية والذكاء الاصطناعي، حيث تحتل المملكة المركز الأول عالميًا في تمكين المرأة في هذا المجال بنسبة 35%.
إطلاق أول مركز تميز دولي للذكاء الاصطناعي
أعلنت منظمة التعاون الرقمي، أمس إطلاق مركز التميز الدولي للذكاء الاصطناعي التوليدي، في بادرة من المملكة من موقعها القيادي وبوصفها قوة عالمية في مجال الابتكار والتقنيات المتقدمة، بهدف إطلاق العنان للإمكانات الكاملة للدول الأعضاء، ودعمها للمنافسة العالمية من خلال تطوير المواهب والموارد لتعزيز تبني حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي، وداعم نمو الاقتصاد الرقمي.
ويعزز المركز الذي أعلن عنه ضمن أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثالثة، دور المملكة بوصفها مركزًا محوريًا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يوفر بيئة داعمة للنمو الاقتصادي والابتكار على مستوى المنطقة والعالم.
وتهدف منظمة التعاون الرقمي من خلال المركز إلى تعزيز القدرات الرقمية في الدول الأعضاء، وتوفير فرص التدريب والتعليم للجيل القادم من المبدعين.
وسيعمل المركز على دعم الابتكار وريادة الأعمال، عبر تمكين الشركات الناشئة ورواد الأعمال في الدول الأعضاء من الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتطوير حلول جديدة تعزز الابتكار في مختلف القطاعات.