تعكس البشوت والمشالح أصالة المجتمع السعودي في ألوان الإبل
ألوان الإبل تمثل مصدرًا ثقافيًا مهمًا في الثقافة السعودية، حيث يستمد الرجل السعودي ألوان بشوته ومشالحه من تلك الإبل، مما يحملها من خصائص تناسب الطقس المحلي وتميزها بالجودة والأناقة. حياكة البشوت والمشالح من وبر الإبل تعد تراثًا غنيًا يمتد منذ قرون، وترتبط بتطور الأزياء التقليدية في المملكة العربية السعودية. الإبل كانت ومازالت تلعب دورًا اقتصاديًا هامًا في حياة العرب، حيث يُعتبر برها ذو قيمة عالية للحليب والحلويات والأزياء التقليدية. تُعد مشالح وبر الإبل من هدايا الضيوف الراقية وتتميز بالجودة والأناقة في التصميم.
“تأثير البشوت والمشالح في إظهار أصالة المجتمع السعودي: ألوان الإبل”
التحفت ألوان الإبل الحياة الثقافية والاجتماعية لدى الرجل السعودي منذ مئات السنين، ليجد في ألوانها مصدرًا ثقافيًا ملهمًا في أشكال البشوت والمشالح الأشهر بروتكولًا خلال أيام الأسبوع.
وصنع من وبرها تنوعًا مختلفًا لأنواع العباءات الرجالية المشتقة من ألونها لإبل المجاهيم الذي تصدرت شكلًا ولونًا في البشت الأسود، واللون الفاتح والناصع لإبل المغاتير التي أخذت الأبيض والبيج، وكذلك الشقح الأقل بياضًا من الوضح، والصفر للإبل ذات اللون الذي يميل إلى الصفرة مثل البشت البني، والحمر للإبل ذات اللون الذي يميل إلى الحمرة في البشت العودي، ليخرج منها أفضل وأجود أنواع الوبر الأشهر عالميًا والأغلى ثمنًا.
أشكال البشوت والمشالح
وأتى استنساخ الرجل السعودي لهذه الألوان لما يحمله “وبر الإبل العربية” من خاصية تحمل لكافة درجات البرودة المختلفة وجودته العالية، وتميزه بخف الوزن وقوة التدفئة، ويعطي مظهرًا مميزًا يضفي على مرتديه الفخامة والرقي.
ويجري تنظيم ارتداء البشوت بألوان محددة تمثل تقاليد تم نهجها في أيام الأسبوع مثل يوم السبت الذي يشهد بداية الأسبوع بارتداء البشت البني المزين بلمسة من الأصفر أو الذهبي، وكذلك يوم الأحد، الذي تعتمد ألوان البشوت إلى السكري وكذلك بقية أيام الأسبوع التي تحمل فيها ألوان الإبل من الشكل العودي، والبني الفاتح والبيج، ليختتم دورة الأسبوع في بروتوكول البشت إلى الأبيض الناصع يوم الجمعة.
حياكة البشوت والمشالح
وأكد المختص يوسف بن محمد العياف، الذي ورثت عائلته حياكة البشوت والمشالح من وبر الإبل، قائلًا: إن حياكة البشوت لها دلالات، حيث إن ألوان البشوت أخذت من ألوان الإبل ومن وبرها الأصيل.
وأضاف أن هناك نوعين للبشوت بحسب فصول السنة: البشوت الصيفية: الأقمشة الناعمة، والخيوط ذات الجودة العالية، وباهظة الثمن، وتأخذ وقتًا أطول في صناعتها، والبشوت الشتوية المنسوجة من وبر الإبل، ومن أشهر أنواعها البرقة ولونها الأبيض والأسود أو غيرها من الألوان، أما فصل الربيع فيأخذ منه “مرينه الوبر” ويدخل في نسيج المشلح بشكل مبسط.
تراث المملكة
وأوضح العياف أن البشت أو المشلح حرفة يدوية من تراث المملكة توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، ويمثل قصة فريدة من الأناقة ورمزًا للفخامة، وهو من العباءات الرجالية الفاخرة التي تعكس المكانة الاجتماعية ذات القيمة التراثية والثقافية، كما يجسد في ألوانها أصالة تطور الأزياء التقليدية في الثقافة السعودية، كما يرمز تاريخ المشلح إلى تراث ثقافي عميق استنسخ من الإبل التي لعبت دورًا اقتصاديًا كبيرًا في حياة العرب قبل الإسلام وبعده.
وتابع: ترجم ابن الجزيرة العربية معطيات الإبل مع الطبيعة بشــكل أكبر، وحضرت معه بكامل تفاصيلها، وجعل منها أيقونة أساسًا لتراثه وحياته واقتصاده، إضافة إلى كونها مصدر غذائي مهـم، للحــوم والحليب والجلود وما يوفره من وبر غالي الثمن، حيث أن هذا التميز الذي حملته الإبل، أفادت في تطوير منتجات أعمالنا من التقليدية إلى الاستخدامات المتعددة لجلدوها وأوبارها في الأزياء والملبوسات الرجالية الأصيلة.
وبر الإبل
وأفاد العياف أن مشالح وبر الإبل تعد من أهم الهدايا التي تقدم للضيوف والوفود والأجانب، وتزدهر مبيعاتها خاصة في مواسم الأعياد الذي تفضل فيه الألوان الفاتحة مثل البني والبيج والسكري، حيث تلبس في النهار، ولذا تكون الألوان الفاتحة مرغوبة بشكل أكبر من الغامقة منها، والمحملة بأرقى النقوش في الزري الذهبي، ويمكن التمييز بينها وبين المشالح الأخرى من خلال نوعية الخيوط حيث تمتاز خيوط مشالح وبر الإبل بالجودة الأصلية، وملمسًا رفيعًا للمستوى في الخامة المصنعة.