في مواجهة مثيرة في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، تمكن ريال مدريد من التغلب على جاره أتلتيكو مدريد في مباراة أقيمت مساء الأربعاء على ملعب ميتروبوليتانو. حيث انتهت المباراة بنجاح الملكي 4-2 بركلات الترجيح بعد التعادل في مجموع المباراتين 2-2. ويأتي هذا الفوز ليؤكد تفوق ريال مدريد على أتلتيكو في المواجهات الأخيرة، حيث حقق انتصاره الخامس على التوالي ضد جاره، بعد أن سبق له أن هزمه في النهائيات عامي 2014 و2016، وأخرجه من دور الثمانية عام 2015 ومن الدور قبل النهائي عام 2017.
المباراة بدأت بأحداث مثيرة بعد مرور 28 ثانية فقط، عندما تمكن لاعب أتلتيكو، كونور غالاغر، من تسجيل هدف مبكر إثر عرضية من رودريغو دي بول، حيث لم يتردد غالاغر في إيداع الكرة في الشباك. ورغم الاستحواذ الواضح لريال مدريد، إلا أن الفرص التهديفية كانت نادرة، حيث كانت أبرز المحاولات تسديدة ضعيفة من رودريغو التي تمكن يان أوبلاك من التصدي لها. وقد شهد الشوط الأول عدة فرص لأتلتيكو، إذ كادوا يسجلون هدفًا ثانيًا، لكن تيبو كورتوا كان حاضرًا بالتصدي لتسديدات جوليان ألفاريز.
مع بدء الشوط الثاني، تراجع إيقاع المباراة نسبيًا. لكن لم يُستغل الوقت، إذ أضاع فينيسيوس جونيور فرصة ذهبية لإدراك التعادل عندما أهدر ركلة جزاء في الدقيقة 70، بعدما سدد الكرة فوق العارضة. رد أتلتيكو جاء بتسديدة خطيرة من جوليانو سيميوني، لكن كورتوا كان بالمرصاد. في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي، تمكن بديل أتلتيكو، خواكين كوريا، من الحصول على فرصة ذهبية، لكن تسديدته أيضًا ارتفعت إلى أعلى العارضة، مما أدى إلى تمديد المباراة إلى وقت إضافي.
في الشوطين الإضافيين، عانت كلا الفريقين من الإرهاق الجسدي، مما أثر على تركيزهم في إنهاء الهجمات. أضاع كوريا وسورلوث فرصتين لفريق أتلتيكو، بينما كانت تسديدات فالفيردي ودياز وفاسكيز من الريال ضعيفة أو غير مؤثرة. وخلال اللحظات الحاسمة، اتجهت المباراة نحو ركلات الترجيح.
في ركلات الترجيح، أظهر ريال مدريد أداءً قويًا، حيث سجل ثلاثة من أصل أربع ركلات سددها كل من مبابي، بيلينغهام وفالفيردي، بينما أضاع لوكاس فاسكيز ركلة ونجح أنطونيو روديغر في تسجيل الركلة الخامسة الحاسمة. أما أتلتيكو، فقد سجل سورلوث وكوريا، ولكن جوليان ألفاريز شهدت ركلته إلغاءً بعد تدخل تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) بسبب لمسته للكرة مرتين أثناء الانزلاق. بالإضافة إلى ذلك، أضاع ماركوس يورينتي ركلة صدمت العارضة، مما حسم الأمور لصالح ريال مدريد.
بهذا الفوز، يواصل ريال مدريد مسيرته في البطولة، مواجهًا في الدور المقبل فريق أرسنال الإنجليزي، وسط آمال كبيرة في تحقيق المزيد من النجاحات هذا الموسم. بينما يعاني أتلتيكو مدريد من خيبة أمل جديدة في مواجهة غريمه التقليدي، مما يجعله أمام تحدٍ لإعادة ترتيب أوراقه في المستقبل القريب.
