عشرة مآذن في المسجد النبوي تعبر عن تراث تاريخي وإسلامي

تم تصميم مآذن المسجد النبوي بشكل مميز لتتناسب مع بناء التوسعات السعودية الأولى، حيث تتألف كل مئذنة من 5 طوابق مزينة بشكل مثلثات وشرفات، ويتميز شكل المئذنة الثالثة بألوانها الزاهية وحليتها بدالات. وتتميز المئذنة الرابعة بأقواسها البيضاء وشرفتها الدائرية، بينما يتميز الجزء العلوي من المئذنة الخامسة بتاج مشرف يحمل هلالًا برونزيًا. وتعتبر مآذن المسجد النبوي بمدينة المدينة المنورة ارثًا حضاريًا وإسلاميًا يعكس تاريخ البناء والتطوير لهذا الموقع المقدس.
المسجد النبوي: 10 مآذن تمثل معلم إسلامي وتاريخ إرث النبي في الشريعة الإسلامية
تعد مآذن المسجد النبوي معلمًا إسلاميًا وإرثًا حضاريًا منذ القدم، ويبلغ عددها 10 مآذن تبهر الزوار وقاصدي المسجد النبوي بشموخها وهويتها الإسلامية.
ولم يكن للمسجد النبوي مآذن في عهد المصطفى ولا في عهد خلفائه الراشدين، وإنما كان المؤذن يصعد على شيء مرتفع، فكان بلال بن رباح -رضي الله- عنه يؤذن للفجر من فوق بيت امرأة من بني النجار، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ، جِنٌّ ولَا إنْسٌ ولَا شيءٌ، إلَّا شَهِدَ له يَومَ القِيَامَةِ” رواه البخاري.
ودعت الحاجة إلى رفع الأذان من مكان عال، فدفعت المسلمين إلى الانتقال بوضع الأذان من مستوى سطح المسجد إلى سطح أعلى المنازل المجاورة، ثم إلى سطح المسجد النبوي فيما بعد، مع بناء شيء يزيد من ارتفاعه، ثم إلى اتخاذ المآذن على مختلف ارتفاعاتها.
توسعات المسجد النبوي
واستمرت توسعات المسجد النبوي وأجرى الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- تحسينات أولى ما بين أعوام 1370 – 1375هـ، أبقى خلالها على مئذنتي الجهة الجنوبية للمسجد النبوي، وأزيلت الثلاث الأخريات، وشُيد عوضًا عنها مئذنتان جديدتان في ركني الجهة الشمالية يبلغ ارتفاع الواحدة منهما 70 مترًا.
وتتكون من 4 طوابق، الأول مربع الشكل يستمر أعلى سطح المسجد وينتهي بمقرنصات تحمل شرفة مربعة، والثاني مثمن الشكل زين بعقود وتنتهي بشكل مثلثات، وفي أعلاه مقرنصات تعلوها شرفة، والثالث مستدير حُلي بدالات ملونة وينتهي بمقرنصات تحمل في أعلاها شرفة دائرية، والرابع مستدير أيضا له أعمدة تحمل عقودا تنتهي بمثلثات في أعلاها مقرنصات وفوقها شرفة.
وفي الأعوام من 1406هـ إلى 1414هـ، أضيفت 6 مآذن أخرى على ارتفاع 104 أمتار لتصبح 10 مآذن، وصممت بحيث تتناسق مع مآذن التوسعة السعودية الأولى.
وتصطف 4 منها في الجهة الشمالية والخامسة عند الزاوية الجنوبية الشرقية من مبنى التوسعة والسادسة في الزاوية الجنوبية الغربية منها أيضًا.
أعمدة من المرمر الأبيض
وتتكون كل مئذنة من 5 طوابق، الأول مربع الشكل، والثاني مثمن الشكل قطره 5.50 متر، مغطى بالحجر الصناعي الملون، وعلى كل ضلع 3 أعمدة من المرمر الأبيض، فوقها عقود تنتهي بشكل مثلثات، وبين الأعمدة نوافذ خشبية تنتهي بمقرنصات تحمل شرفة مثمنة.
والثالث مستدير قطره 5 أمتار وارتفاعه 18 مترًا، صُبغ بلون رصاصي داكن، وحلي بدالات بارزة مموجة شكلت 12 حزامًا ينتهي بمقرنصات تحمل شرفة مستديرة.
والرابع دائري الشكل قطره 4.50 متر، وارتفاعه 15 مترًا عليه 8 أقواس تستند إلى أعمدة رخامية بيضاء، تعلوه مقرنصات تحمل شرفة دائرية.
والخامس يبدأ بشكل أسطواني مضلع، وينتهي بتاج مشرشف يحمل الجزء العلوي المخروطي الشكل، يتلوه قبة بصلية تحمل هلالًا برونزيًا ارتفاعه 6.70 متر، ووزنه 4.5 طن مطلية بذهبٍ عياره 14 قيراطًا.