مذبحة في ريو دي جانيرو: مقتل 132 شخصاً في أكبر عملية شرطية بتاريخ البرازيل

أفادت هيئة الدفاع العام في ولاية ريو دي جانيرو، مساء أمس (الأربعاء)، بأن عملية شرطية وُصفت بالأعنف في تاريخ البرازيل أسفرت عن مقتل 132 شخصاً على الأقل، فيما لجأ سكان المدينة إلى جمع الجثث ليلاً من الغابات المحيطة وترتيبها في أحد الشوارع الرئيسية، قبل أسبوع من استضافة ريو لفعاليات عالمية كبرى حول المناخ.


تفاصيل العملية

وأكدت شرطة الولاية أن المداهمات، التي جرت الثلاثاء واستهدفت عصابة مخدرات كبرى، تم التخطيط لها على مدى أكثر من شهرين، بهدف دفع المشتبه بهم نحو تلة غابوية حيث نصبت وحدة عمليات خاصة كميناً محكماً.
وخلال مؤتمر صحفي، وصف رئيس الأمن في الولاية فيكتور سانتوس العملية بأنها «فتاكة متوقعة ولكن غير مرغوبة»، مشيراً إلى أن بين القتلى 119 شخصاً مدنياً وأربعة من عناصر الشرطة.


سياق تاريخي

العملية الجديدة كسرت الرقم السابق لأسوأ مداهمة شرطية في ريو، التي وقعت عام 2021 في حي جاكاريزينيو وأسفرت عن 28 قتيلاً. كما تخطت مأساة مذبحة سجن كارانديرو في ساو باولو عام 1992، والتي أودت بحياة 111 سجيناً أثناء قمع تمرد.


ردود محلية ودولية

من جانبها، نفت السلطات أي ارتباط للعملية بالفعاليات العالمية المقبلة مثل قمة الأمم المتحدة للمناخ COP30 وقمة C40، إلا أن توقيتها أثار جدلاً واسعاً.
وانتقد مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة حصيلة القتلى المرتفعة، داعياً إلى تحقيق دولي سريع وفعال، ومذكّراً الحكومة البرازيلية بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان.

أما حاكم ريو كلاوديو كاسترو، فدافع عن العملية، قائلاً: «الضحايا الحقيقيون هم ضباط الشرطة»، مؤكداً أن القتلى ينتمون لعصابة كوماندو فيرميلو التي تسيطر على تجارة المخدرات في العديد من الأحياء الفقيرة. وكشفت الشرطة أنها اعتقلت 113 مشتبهاً وصادرت 118 سلاحاً نارياً.


موقف الرئاسة

الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا عبّر عن صدمته من «عملية دموية للغاية» نُفذت من دون إشراك الحكومة الاتحادية. وأوضح وزير العدل ريكاردو ليوواندوفسكي أن الرئيس يدرس إرسال مزيد من قوات الأمن الاتحادية إلى ريو، عقب اجتماعات طارئة مع الحكومة.


غضب شعبي

العملية أثارت عاصفة على منصة X (تويتر سابقاً)، حيث وصفها آلاف المستخدمين بـ«المذبحة»، فيما طالب آخرون بالصلاة للضحايا ونشروا صوراً مروعة للجثث المصطفة في الشوارع، مطالبين بتحقيق دولي عاجل.