مهرجان قمم الدولي يناقش تجربة برنامج ” طروق السعودية ” بعسير
أكد المتحدثون في ندوة “تجربة برنامج طروق السعودية” ، ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان “قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية”، الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية بعسير، أهمية مشروع ” طروق السعودية” إذ اتبع المنهجية المعتمدة دولياً لدى منظمة اليونسكو، لحصر وتوثيق جمع الألوان والفنون الأدائية التراثية.
وبدأت الندوة – التي شارك فيها كلٌّ من الدكتورة رائدة قطي، ورهاف قصاص، والدكتور سلطان الصالح، والدكتور هيثم شقرون، وسعد الثنيان، وأحمد قرقناوي وأدارها إسماعيل نوفل- بعرض فيديو تعريفي عن برنامج طروق السعودية ومراحل المشروع، وعددت قصاص بعض الأرقام والإحصائيات منذ بداية المشروع وقالت:” التقت طروق السعودية ب 800 شخص، وتم حصر أكثر من 36 لوناً رجالياً و15 لوناً نسائياً، بالإضافة إلى 8 عناصر مهددة بالاندثار وبحاجة إلى صون عاجل، و9 ألوان اندثرت وأصبح الممارسون لها غير موجودين، وتم الالتقاء بأكثر من 151 قبيلةً في منطقة عسير”.
وشدد الصالح على أهمية إشراك المجتمع المحلي في مشروع “طروق السعودية ” لأنه هو الممارس لهذا التراث ومن ورثه من آبائه وينقله إلى الأجيال القادمة، ودعا إلى أنه لابد من مواكبة الفنون وأشكالها لمتطلبات الجيل الحالي والتغيرات الحديثة والحفاظ على التراث غير المادي؛ ومن ضمنه الفنون الأدائية.
وأوضح قرقناوي أن هناك العديد من مخرجات طروق السعودية؛ منها ما يخدم الجمهور العام، والمتخصص كالأكاديميين، والموسيقيين، وأضاف” وحدها الموسيقى هي القادرة على احتواء ذاكرة الزمان والمكان وتجسيد تاريخ المجموعة وجغرافيتها، فاللحن غالباً ما ترسمه ذاكرة الإنسان وتذكِّره بالطفولة والأرض والهوية”.
من جانبه، بيَّن شقرون المنهج العلمي المتبع في تحليل موسيقى وإيقاعات الفنون التراثية الجبلية؛ويشمل: الجملة الموسيقية، العبارة الموسيقية، الخلايا الإيقاعية، الخلايا اللحنية، المسار اللحني العام، المجال الصوتي، الدرجات المحورية، الإيقاعات المستعملة، أما عن أدوات البحث التحليلي فذكر أنها الموارد المكتوبة، المسح الميداني، البرمجيات والأدوات المختصة في التحليل الموسيقي والتقصي، والذكاء الاصطناعي، واستعرض بعضاً من النماذج الصوتية والموسيقية ، فيما ذكرت قطي” أن الهوية الثقافية تعني الاستمرارية وترتبط بالهوية الشخصية، وهي دائمة الاختلاف؛ نتيجة التنوع الكبير في وسائل وطرق الحياة، وتركز بشكل كبير على نقل المعرفة وتعزيز الروابط بين الأجيال، حيث إن تدابير الفنون الأدائية التقليدية أساسي ودقة الأمثلة الغنائية والتمشي والإيقاع وحركات الرقص أو اللعب”.
واستعرض الثنيان فيلماً وثائقياً عن المجارير ولقاءات مع بعض الممارسين لها ومناسباتها، وأشكالها المختلفة، وذكر بعضاً من النماذج الشعرية والمقاطع الفنية المتوارثة، وقال: ” المجارير؛ هي فن أدائي وجداني يصور حياة البادية بشكل ميسّر يذكر ما يتمناه مثل الإبل أو المطر، ويتحدث عن الجبال ،ويُسمى مجروراً؛لأن القصيدة إذا غُنِّيَت تكون مجرورة”.
وتأتي هذه الندوات الحوارية والورش من أجل المحافظة على الهوية الثقافية الوطنية، والتعريف بالموروث الثقافي في الفنون الأدائية، ونشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع، وتعزيز روح الانتماء الوطني.