منوعات

المساجد التاريخية تحظى بالعناية وتستعيد وهجها في عسير

إعداد: إبراهيم مشنوي
يتوزع في منطقة عسير عدد كبير من المساجد التاريخية التي لا زالت تحتفظ بطرازها المعماري القديم, بلغ عددها 470 مسجدًا تاريخيًا منها 100 مسجد ما زالت تؤدى فيها الصلوات الخمس إلى وقتنا الحاضر، وتزدان هذه الجوامع بأسقف من أشجار العرعر والنقوش القديمة والمآذن ذات الطابع والطراز الإسلامي والأشكال الهندسية المختلفة .
ويبرز بين هذه الجوامع والمساجد مسجد ” المخض ” الذي يقع في قرية “المخض ” إحدى قرى بني مازن غرب مدينة أبها، وهو عبارة عن مصلى بأبعاد (14*4 م) ويبلغ وارتفاع سقفه ( 2.9 م)، ويتكون بناؤه من الحجر، وجميع ” السواري ” خشبية من أشجار العرعر, ويوجد به مئذنة تحوي بعض النقوش القديمة، وما تزال تقام فيه الصلوات حتى الآن ويمكن الوصول للمسجد من خلال ممرات مشاة صغيرة في القرية، وكذلك مسجد ” المضفاة ” الذي يقع في قرية المضفاة بمركز بللسمر، وهو عبارة عن مصلى بأبعاد (20*6 م) يبلغ ارتفاع سقفه 3.1م مبني من الحجر، وتتوسط رحابه 5 أعمدة من خشب أشجار العرعر من البيئة المحلية, ومغطى بسقف خشبي ذي لون بني داكن، وللمسجد حرم خارجي ومكان للضيافة ومئذنة قديمة يصل إليها بدرج من الحرم, وما تزال تقام فيه الصلوات الخمس حتى وقتنا الحاضر.
ومن المساجد التاريخية في منطقة عسير التي رصدتها عدسات مصوري وكالة الأنباء السعودية “واس” مسجد “سدوان” في مركز بللسمر، الذي بني على يد الصحابي الجليل معاذ بن جبل في السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة وهو في طريقه إلى اليمن، وزينت جدرانه من الحجر، وما زالت تقام فيه الصلوات الخمس، كما يعدّ مسجد ” الحوزة ” أحد أبرز المساجد التاريخية في منطقة عسير ، حيث يقع في حي الحوزة التراثي بمحافظة ظهران الجنوب, و يُروى أن أول بناء له كان على يد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – عندما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم لدعوة أهل اليمن للدخول في الإسلام، وخضع المسجد للتوسعة عام 1213هـ عن طريق أهالي القرية، قبل أن تتم توسعته مجددًا في عهد الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – وهو أحد المساجد القديمة التي تقام فيها الصلاة منذ بنائها حتى وقتنا الحاضر، وتبلغ مساحته 293 مترًا مربعًا ، وهو أحد المساجد التاريخية التي شملها مشروع سمو ولي العهد لترميم وتطوير المساجد التاريخية, فيما سترتفع طاقته الاستيعابية بعد التطوير من 100 مصلٍ إلى 148 مصليًّا.
وكذلك مسجد ” النُصب ” التراثي الذي أنشئ عام 1101هـ في حي النُصب بمدينة أبها، وهو من أقدم المباني التراثية بمدينة أبها ، ويقع ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية بالمملكة , حيث أسس المسجد محمد آل مفرح الأول، وظل تحت عناية وإشراف أسرة آل مفرح حتى وقتنا الحالي, ويتميز ببنائه على طراز السراة، وتبلغ مساحته نحو 281 مترًا مربعًا ويتسع لنحو (87) مصليًا ، ويتكون المسجد من المصلى القديم وهو الجزء التراثي بالمسجد، وقد بني من الحجر والطين وسقفه من جذوع شجر العرعر، فيما بني المصلى الحديث الذي يقع جنوب المسجد التراثي من البلوك والخرسانة، وفناء غير مسقوف، كما يوجد بالمسجد دورات مياه وأماكن للوضوء ، ومستودع وغرفة للحارس، إضافة إلى مئذنة مربعة الشكل يبلغ ارتفاعها نحو (11.92مترًا ), وبعد التطوير الحالي لمسجد النصب التراثي ضم المسجد التراثي بيت الصلاة، ودورات مياه، وأماكن للوضوء، وساحة المسجد، وأصبح يتسع لـ (117) مصليًا.
ومن المساجد التاريخية التي تزخر بها منطقة عسير وما زالت تقام فيها الصلوات ” مسجد ريدة ” الذي يُرجح أنه بني في عام 1238هـ/ 1823م ، ويقع في قرية ” ريدة التاريخية” أسفل عقبة ” ريدة ” بتهامة عسير، ويمكن الوصول له من خلال ممرات صغيرة في القرية من الجهة الشرقية وعن طريق المركبات من الجهة الغربية، والمسجد عبارة عن مصلى بأبعاد (20*6 م) وارتفاع سقفه يبلغ 3.4 أمتار، وبني من الحجارة وبه 9 أعمدة من خشب العرعر تحمل 9 سواري خشبية وسقفًا خشبيًّا كاملًا, وللمسجد مدخلان من الجهتين الجنوبية والغربية، وله فناء واسع، حيث يقع هذا الفناء غربي الجامع وجنوبه، ويحتوي على رواق كان مقرًّا لتلقي العلوم الشرعية، في حين تضم محافظة النماص 150 كيلومترًا شمال مدينة أبها مسجدًا آخر من أهم المساجد التاريخية, نظرًا لوجود دليل على تاريخ بنائه وهو حجر به نقش أثري عبارة عن وصية أو خطبة تحمل التاريخ 170 للهجرة, ويسمى مسجد ” صدر أيد “، ويقع في قرية ” صدر أيد ” التاريخية التابعة لمحافظة النماص, حيث يمكن الوصول للمسجد من خلال ممرات صغيرة في القرية, وهو عبارة عن مصلى بأبعاد (14*5 م), وارتفاع سقفه يبلغ 3 أمتار, وهو مبني بالحجارة والطين ومسقوف بخشب العرعر ومكسي بطبقة من الجص, وله فناء بأبعاد (15*8)، كما يحظى ببركة ماء وأحواض للوضوء مبنية من الجص.
ويأخذ مركز ” بللحمر ” شمال مدينة أبها بـ 40 كيلومتر، نصيباً من المساجد حيث يتمثل” مسجد القن” أحد أهم المساجد، الذي يقع في قرية ” القن ” التي تبعد عن الطريق العام ( طريق أبها – الطائف ) قرابة 1.4 كيلو متر ويمكن الوصول له من خلال المركبة. والمسجد عبارة عن مصلى بأبعاد (10*6.7 م) وارتفاع سقفه 2.5 متر ومبني من الحجر وبه 3 أعمدة من خشب العرعر والتي تحمل 3 سواري خشبية وسقف خشبي بالكامل.
أما في طبب بالقرب من مدينة أبها يقع مسجد الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود عندما أمر ببنائه عام 1221هـ -1800م, وأعيد ترميمه في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله – عندما كان وليًا للعهد، وظل منارة للعلم، ومنهلًا لتعليم القرآن الكريم وعلوم الدين، في حين استكملت مرافق المسجد بما شمل بناء مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وسكن للإمام، ومغسلة للموتى، ودورات مياه، ومواقف للسيارات، واكتملت أعمال التوثيق والترميم والتأهيل والتطوير للمسجد في سنة 1423هـ (2003م).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى