متحدث وزارة الداخلية يكشف: شركات سياحية احتالت على حاملي تأشيرات الزيارة في بعض البلدان
منذ اليوم الأول، بذلت حكومة المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة لضمان سلامة حجاج العام الماضي. وأكدت الأجهزة الأمنية أن الحجاج غير المرخص لهم قد تعرضوا للتغرير وأصبحوا ضحايا شركات وأفراد غير مسؤولين. تم تسجيل 1079 حالة وفاة لحجاج غير مرخص لهم خلال الموسم الماضي. وأشار العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب إلى نجاح الخطط الأمنية في حج العام الماضي وضرورة الحصول على تصريح الحج. كما تمت مكافحة شركات السياحة التي تروج للحج غير المرخص به وتم تطبيق العقوبات الصارمة ضدها.
شركات سياحية تحت الداخلية: فضيحة غش حاملي تأشيرات الزيارة في بعض الدول
الحجاج غير النظاميين وقعوا ضحية تغرير من قبل شركات وأفراد وجماعات تاجروا فيهم وبأموالهم وبأحلامهم من أجل تحقيق مكاسب مالية ودنيوية وسياسية، غير آبهين بسلامتهم وبالظروف التي من الممكن أن يواجهونها نتيجة اعتمادهم أساليب التنقل البدائية في المناطق الوعرة وسط الأجواء اللاهبة التي تُعد أعلى درجة حرارة تُسجّل منذ نحو 10 سنوات.
التشديد الذي عمدت إليه الأجهزة الأمنية في المملكة بمنع دخول الحجاج غير النظاميين وإبعادهم عن المشاعر المُقدّسة جاء نتيجة استشعارها للمخاطر التي قد يتعرض لها الحجاج في ظل عدم ضمانهم الحصول على وسائل النقل المريحة وأماكن الإيواء والتي تخضع للتنسيق المُسبق ضمن حملات الحج النظامية.
تسجيل 1079 حالة وفاة لحجاج غير مُرخّص لهم يؤكد بما لا يدع مجال للشك أهمية الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الأجهزة المختصة في الحج وضرورة الحصول على تصريح في إطار الحملات والبعثات النطامية لما لذلك من دور في ضمان تجربة حج آمنة ومُيسرة وبعيدة عن المجازفات غير مأمونة الجانب.
جميع من حرّض أو أفتى الحجاح غير النظاميين على الحج يتحمّل وزر الضحايا الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم نتيجة لذلك، وسيكونون مُسائلين من الله قبل أي أحد عن الأرواح الطاهرة التي زهقت نتيجة الجشع المادي والأدلجة السياسية.
أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب، نجاح الخطط الأمنية في حج هذا العام، والتي تم العمل عليها من وقت مبكر، وفق توجيهات القيادة الرشيدة – أيدها الله – وبمتابعة وإشراف من سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا.
ولفت الشلهوب، في مداخلة له مع قناة العربية، اليوم، إلى أن نجاح الخطط الأمنية دليل على تكامل الجهود بين الجهات الأمنية والعسكرية والأجهزة الحكومية المعنية بالحج كافة في خدمة ضيوف الرحمن وسلامتهم ليؤدوا مناسكهم بسكينة وطمأنينة.
وأشار إلى أنه بلغ عدد الوفيات قرابة (1079) ممن لا يحملون تصريح الحج، وهو ما يعادل نسبة 83% من إجمالي الوفيات خلال موسم الحج والبالغ عددهم (1301)، سائلا الله تعالى لهم الرحمة والمغفرة، وأن يجبر مصاب أسرهم.
كما أكد العقيد الشلهوب على العمل المسبق في تكثيف الحملات الإعلامية والتوعوية التي تحذر من الحج بلا تصريح، وتشدّد العقوبات على المخالفين للأنظمة، مشيرًا إلى أنه تم استغلال البعض لتأشيرات الزيارة بمختلف أنواعها والتأشيرات غير المخصصة للحج.
وأوضح أن هناك شركات سياحية في عددٍ من الدول الشقيقة أسهمت في التغرير بحاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها، وقامت بمنحهم تأشيرات غير مخصصة للحج، وشجعتهم على مخالفة الأنظمة والتحايل عليها، والبقاء في العاصمة المقدسة قبل موسم الحج بشهرين.
وأشار إلى أن تصريح الحج ليس مجرد بطاقة عبور للمنافذ أو نقاط الفرز، وإنما وسيلة وأداة مهمة تسهل الوصول للحجاج والتعرف على أماكنهم؛ لتقديم الرعاية والخدمات المطلوبة في الوقت المطلوب، مؤكدًا أن عدم وجود التصريح كان تحديًا أمام الوصول للمخالفين، وعائقًا لتقديم الخدمة لهم أو رعايتهم.
وبين المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، أنه تم الإعلان وبشكل مستمر عبر حساب الأمن العام عن ضبط قوات أمن الحج داخل المملكة لمن يروجون لحملات الحج الوهمية، وإحالتهم للنيابة العامة لتطبيق الأنظمة بحقهم، مثمنًا ما أعلنته بعض الدول الشقيقة باتخاذها إجراءات صارمة تجاه تلك الشركات، وما عملت عليه من إجراءات تصحيحية للقضاء على محاولة تكرار تلك المخالفات.