الرياضية

بجدارة التأهل

في الجولة الأخيرة من بطولة خليجي ٢٦، تأهلت عمان والكويت من المجموعة الأولى، وتميز منتخبنا بأداء مميز وتأهله لدور النصف النهائي بفوزه على العراق بثلاثية. مباراتي نصف النهائي بين الكويت والبحرين وعمان والسعودية كانت مفتوحة على كل الإحتمالات. البطولة شهدت تنافسًا شديدًا وروح أخوية بين جماهير المنتخبات. البطولة تظل مكانًا للمنافسة المثيرة وروح التسامح بين أبناء الخليج.

التأهل للمرحلة التالية بفعالية


الجولة الأخيرة في خليجي ٢٦ كانت قمة في الإثارة و كتم الأنفاس و التقلبات و الآهات فطارت عمان و الكويت بورقتي التأهل من المجموعة الأولى و قال أخضرنا كلمته في الوقت المناسب و رد على ضحكة (الأستهزاء) في بداية البطولة و أعطى صاحبها خروجاً نهائياً و لا ازال اتذكر نقاش ابناء عمومتي قبل انطلاق البطولة و أصراري أنا و ابن العم العزيز الحكم الدولي السابق و مقيم الحكام فهد بن إبراهيم الملحم ان منتخبنا برفقة البحرين سيخرجون العراق خارج الدورة و هو ما حدث من الفريقين بجدارة !

في الأولى كانت نتيجة التعادل بهدف هي المسيطرة على المباراتين الأخيرة في مصادفة غريبة بأن تسير جميع مباريات المجموعة بنفس السيناريو و نفس النتائج و كان في امكان الإمارات التأهل في الوقت بدل الضائع إلا أن (ليما) اضاع جزائية أطاحت بأمال الأبيض و رمته خارج المنافسة و كان استاد جابر مسرحاً لزف الكويت لدور نصف النهائي بعد مباراة حماسية امام قطر و الذي كاد أن يقلب الطاولة في الوقت بدل بدل الضائع لو امتلك (غربال) الجراءة في احتساب ركلة جزاء جدلية لأكرم عفيف و لكن ذلك لم يحدث لتنتثر الفرحة في كل ارجاء وطن النهار و في وجهة نظري المتواضعة فكل فرق المجموعة الأولى كانت تستحق التأهل و كان التعادل بهدف في جميع المقابلات هو النتيجة المنطقية لسيناريو سير كل مباراة على حدة !

الإثارة انتقلت للمساء الأخير و بحضور ٥٥ الف متفرج في استاد جابر الدولي حيث تواجه اخضرنا و شقيقه العراقي في مباراة انقسمت لشوطين مختلفين فالأول كان صراعاً بدنياً جباراً و كرات طويلة بطريقة تعجب العراقيين اجبرت اخضرنا على مجاراته في الأسلوب و النهج مما أدى إلى سهولة فقدان لاعبينا للكرة في جميع اللقطات التنافسية و كان العراق الفريق الأخطر و الأكثر استحواذاً في الوقت الذي عاد اخضرنا إلى هيمنته و فرض أسلوبه باللعب الأرضي و التمريرات المتقنة و استغلال المساحات حيث فتح سالم شوارعاً في الدفاع العراقي و كانت النتيجة كبيرة بثلاثية و لا اروع ذهبت بالأخضر للدور نصف النهائي !

مباراتي نصف النهائي مفتوحة على كل الإحتمالات فالأرض و الحضور الجماهيري هما ورقة الأزرق الكويتي الرابحة أمام منتخب البحرين الذي قدم أداء أشاد به الجميع برغم الخسارة الغير مؤثرة امام اليمن و الذي كتب التاريخ بفوزه الأول خليجياً في مشاركته العاشرة و في ظني انها ستكون مباراة تكتيكية بحتة و ربما ستكون كلمة الحسم من كرة ثابتة في أواخر المباراة و الأمر نفسه ينطبق على مواجهة الأخضر و شقيقه العماني فعمان قدمت فريقاً منظماً بأدوار واضحة يرى اكثر المتابعين انه الأفضل في البطولة بينما يعتقد البعض و أنا منهم أن الأخضر في حال ما كان قادراً على فرض أسلوبه السهل و المتحكم بالكرة فإن الوصول للنهائي سيكون حتمياً و إن كان رينارد واقعاً تحت ظروف الإصابات المتعددة و الغيابات القسرية التي تجعل خياراته محدودة جداً و اعتقد جازماً اننا سنشهد إثارة و متعة كروية في المواجهتين و النتائج ستكون في علم الغيب !

برغم التنافس الكروي الشديد في البطولة إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت لنا وجهاً جميلاً إلا و هو حالة الإحساس بروح الأخوة و روابط الدم بين جماهير كل المنتخبات فما نشاهده في سوق المباركية هو صورة جميلة لتلاحم ابناء الخليج قاطبة و الأهازيج التي يترنم بها محبي اي منتخب تجد الجميع يشارك بها بفرحة و سعادة و هذا هو الهدف الأسمى لهذه البطولة التي فقدت الكثير من رونقها الفني و لكنها لا تزال متنفس جميل و منافسة محمومة لأبناء المصير الواحد و دائماً و أبداً (خليجنا زين) !

@DrKAlmulhim

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى