زراعة نبتة “الاستيفيا” في نجران تجربة زراعية رائدة بدأت بالإنتاج
إعداد: عبدالمحسن زباره
تصوير: أحمد بالحارث
تمكن مزارع بمنطقة نجران يدفعه حبه وشغفه بالزراعة إلى زراعة أكثر من 15 ألف نبتة من الاستيفيا العشبية “بديل السكر” على مساحة تقدر بـ 2 دونم، في تجربة زراعية تعتبر رائدة على مستوى مناطق المملكة، تهدف إلى إدخال النباتات العشبية والأشجار الجديدة على البيئة المحلية بغرض الإنتاج والتوزيع التسويقي داخل وخارج المنطقة.
ووقفت “واس” على مزرعة المواطن حمد منصور آل عباس النموذجية للتحول للعضوي بحي الحضن، الذي أكد أن شغفة وحبه للزراعة دفعه لإدخال نباتات وأشجار نادرة، مستفيداً مما تتمتع به المنطقة من مقومات بيئية وطبيعية كخصوبة التربة وعذوبة المياه واعتدال الأجواء، للبدء في زراعة نبتة الاستيفيا حيث تمكن من غرس أكثر من 15 ألف نبته بديلة للسكر، بدأت في الإنتاج ويتم تجهيز المحصول لتوزيعه على الأسواق المحلية، كما قام باستزراع 10 ألاف نبته جديدة سيبدأ إنتاجها بعد 3 أشهر، مبيناً أن الحصاد بعد السنة الأولى من زراعة النبتة يتم ثلاثة مرات في السنة الواحدة، وتجفف العشبة بعد الحصاد بعيداً عن أشعة الشمس، ثم يتم فصل الأوراق عن السيقان يدوياً.
وتحدث آل عباس، عن أهمية زراعة نبتة الاستيفيا التي تحتاج لتربة معتدلة واستوائية لتنمو وتعيش، حيث تعتبر نبات عشبي معمر يمكث في التربة إلى سبع سنوات، وتزرع على مسافات تبلغ 5سم بين كلّ نبتة وآخري، ويبلغ طولها 8 سم، وتتميز باحتواء أوراقها على مجموعة من المركبات الطبيعية التي لها قوة تحلية عالية مثل السكر ، ولها خصائص غذائية وعلاجية مذهلة، وهي مادة آمنه جدا مقارنة بالمحليات الصناعية المتوفرة بالأسواق، باعتبار أنها ليست لها سعرات حرارية ، وبها الكثير من العناصر الهامة كالفيتامينات والمعادن، وكذلك استخدام أورقها المجففة في تحلية الشاي والمشروبات الدافئة، إضافة إلى ما يتم استخلاصه منها من مسحوق أخضر ناعم أو مجروش ، كما يتوفر مسحوق ابيض شبيه للسكر العادي وهو مستخلص نبات الاستيفيا ذو التركيز العالي، بالإضافة الى استخلاص الصابون المفيد للبشرة.
وتقوم وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة بتقديم الإرشاد الزراعي للمزارعين ومساعدتهم في استزراع النباتات والأشجار المحلية والنادرة بما يوفر سلاسل الأمداد الغذائي، والمساهمة في تسويق منتجاتهم الزراعية، كما تساهم بشكل فعال في تشجيع الزراعة العضوية وتحول المزارع إلى الإنتاج الآمن من خلال تشجيع الممارسات الإنتاجية دون استخدام المواد والأسمدة والمبيدات المصنعة كيميائياً والمواد المعدلة وراثياً، والمحافظة على أنظمة الطبيعة ودوراتها بما يعزز صحة التربة والماء والنباتات والحيوانات والتوازن بينها، ويساهم على المحافظة على التنوع الحيوي باستخدام الطاقة والمواد الطبيعية لإنتاج منتجات غذائية صحية ذات جودة عالية.
كما تسهم برامج الوزارة في تقديم الدعم المباشر للمزارع العضوية تحت التحول لإنتاج الغذاء الآمن والمحافظة على الموارد البيئية، وترشيد استهلاك المياه والري، ورفع مستوى الإنتاج الزراعي العضوي، إضافة إلى دعم الجهات الرقابية في مجال الزراعة، ومراكز ابحاث الزراعة، وتسهيل إجراءات استيراد دخلات الإنتاج العضوي، وتسويق وتجهيز المنتجات، وزيادة وعي المستهلكين بشأن الأغذية العضوية.