جائزة “البدر” تُمنح سنويًا لتكريم القصيدة والجمال في “الثقافة والفنون”
أكد محبّو الشاعر الراحل الأمير بدر بن عبدالمحسن أهمية الحفاظ على إرثه الثقافي والفني. تم تكريمه في ملتقى تحت مسمى “الثقافة والفنون في حضرة البدر” بحضور عدد كبير من أحبته. أبدى الأمراء إعجابهم بإبداعاته وتركه الواضح في مسار الثقافة السعودية. تم عرض فيلم ومعرض تشكيلي يبرزون مسيرته. تم اقتراح إنشاء جائزة سنوية باسم الأمير بدر للشعر لنقل إرثه للأجيال القادمة. الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون تسعى لزيادة النشاط الثقافي والفني في المملكة وتعمل على تمكين المبدعين.
جائزة البدر السنوية تحتفي بالثقافة والفنون: تكريم للقصيدة والجمال
وفي ليلة وفاء واحتفاء، نظَّمت الجمعيَّة العربيَّة السعوديَّة للثقافة والفنون بمقرها الرئيس في الرياض، ملتقى تكريميًّا لحامل لوائها الأول سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن -يرحمه الله- تحت مسمى «الثقافة والفنون في حضرة البدر»، وسط حضور كبير من أحبة البدر.
في بداية الحفل ألقى رئيس الجمعيَّة عبدالعزيز السماعيل كلمة، رحَّب فيها بضيوف الملتقى قائلًا: «مرحبًا بكم في جمعيَّة البدر التي استمرَّت ووفَّت بوعدها لكل المبدعين طوال 50 عامًا، وسوف تستمر وتتألق رغم الظروف والصعوبات التي تعترضها حاليًّا، وهذه الليلة نحتفل بذكرى سمو الأمير بدر بمشاركة نبيلة من الأمراء والأصدقاء ممَّن عايشوا وشهدوا حياته، وأكدوا بحضورهم معنى الحب والوفاء له».
كما قدَّم مدير عام الجمعيَّة خالد الباز جلسات الملتقى بكلمة قال فيها: «كان البدر، فكانت القصيدة والفن والجمال، وكانت أولى مؤسسات الثقافة والفنون في وطننا الحبيب»، مشيرًا إلى دور الأمير الرَّاحل في تأسيس جمعيَّة الثقافة والفنون.
أمراء: هو بدر الوطن والإحساس
في كلمته بالملتقى، أكد سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد أنَّ «نور البدر لم يغرب عن حياته إلى اليوم»، لافتًا إلى رحلة الغربة التي جمعتهما معًا نهاية الستينيَّات، ومشيرًا إلى التعاون معه في ملحمة فنية تاريخية تحتفي بمسيرة الوطن عام 1999 عندما سطَّر بمشاعره كلمات أوبريت «فارس التوحيد»، وكذلك توافقهما على الاهتمام بالفروسية والحصان العربي من المنظور الثقافي.
وتحدث سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز عن روعة كلمات الأمير الراحل قائلًا: «كنا دائمًا نقول إنَّ «بدر» يكتب الكلمة، لكنِّي أعتقدُ أنَّ الكلمة هي التي تكتبُ «بدر»؛ لأنَّ عشقها له يختلف عن عشقها لأيِّ إنسان آخر»، مستشهدًا ببعض كلماته عن الجنادرية، والحروف التي تجسِّد إحساسه بالبيئة أينما حل في الصحراء والبر وفي الليل والنهار.
وبدوره، تناول سمو الأمير فهد بن خالد بن عبدالله الجانب الإنساني والعائلي للأمير بدر، موضحًا أنَّه كان قريبًا من الجميع وليس أهله فقط، وكان يعز «غضبه وهمومه» حتى لا يبيَّنها ولايؤذِي أحدًا بها.
فيلم ومعرض تشكيلي
تضمَّن برنامج الملتقى عرض فيلم «في حضرة البدر» الذي أنتجته الجمعيَّة، وسلَّط الضوء على مسيرة الراحل وتأثيره في الساحة الثقافية، وكذلك «ميدلي البدر» وشمل فقرات غنائيَّة قدمتها الفرقة الموسيقيَّة لقصائد البدر المغنَّاة في الوطن والأغاني العاطفية، وعرض مشهد من روايته «توق» إخراج بندر الحازمي. ومعارض فنية تمثِّل رؤى الأمير الراحل وكلماته وإبداعاته، منها معرض للرسم الحي شارك فيه نخبة من الفنانين والفنانات السعوديِّين، ومعرض تشكيلي ضم 37 لوحة فنيَّة أبدعها 17 فنانًا.
وتعد الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الكيان الرائد في خدمة الحراك الثقافي والفني بإرث ممتد منذ تأسيسها عام 1973 حتى الآن وتنتشر في كافة مناطق المملكة، وتساهم في إثراء الحراك وزيادة النشاط الثقافي والفني عبر مجالاتها الأربعة، وهي المسرح والفنون الأدائية، والفنون البصريَّة، وكذلك الأفلام والموسيقى، وتمكين المبدعين من اكتساب مهاراتهم وتطوير مواهبهم.
نواف بن فيصل يقترح جائزة باسم البدر
طالب سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد بإنشاء جائزة سنويَّة تحمل اسم «جائزة الأمير بدر عبدالمحسن»، تكون خاصة بالشعر بجميع أنواعه، وقال سموُّه: «سعدتُ بحضور تكريم سيد الشعر السعودي المغفور له -بإذن الله- الأمير بدر بن عبدالمحسن، بوجود نخبة ممَّن عاصروه، وأشكر جمعية الثقافة والفنون على هذا التكريم، ونحن اليوم في حضرة البدر في المكان الذي بدأ فيه حياته العمليَّة في مجال الثقافة والشعر، وهو أول رئيس للجمعيَّة العربيَّة السعوديَّة للثقافة والفنون بدأها بالمشاركة مع والدي -يرحمهما الله جميعًا-، وكان لهذا الأمر أثر كبير جدًّا على الثقافة السعودية وهذا هو المكان المناسب لتكريمه، وقد اقترحت للصديق رئيس جمعيَّة الثقافة والفنون أنْ تكون هناك جائزة سنويَّة باسم بدر بن عبدالمحسن خاصة بالشعر لتعريف الأجيال القادمة به كرمز ثقافي كبير نعتز به.