مارك إيفانز يعيد خطى (فيلبي).. رحلة لاستكشاف 1300 كيلو متر من صحراء المملكة
إعداد: طلال بن مشعان بن سيف
ينطلق غداً المستكشف البريطاني مارك إيفانز، وفريقه الذي يضم: الرحالة السعودية (حفيدة عبدالله فيلبي) ريم فيلبي، وخبير الخدمات اللوجستية البريطاني آلان موريسي، بالإضافة إلى المصورة السويسرية آنا ماريا بالافاتشي .
وتهدف الرحلة لتعقب رحلة ” قلب الجزيرة العربية ” التي قام بها الرحالة عبدالله فيلبي عام 1917م الذي بدأ رحلته قبل 106 أعوام، وسيقطع الرحالون في (المسار الثاني) من مدينة الرياض وتحديداً من حي الطريف من وادي حنيفة مروراً بدرب المنجور ثم جبل معانيق ونفوذ دلقان إلى حدبا قذلة، ليصل إلى منطقة القويعية ووادي السرداح، ليكمل مسيرته على ظهور الإبل لأكثر أسبوع بين وعورة منحدرات النفوذ والجبال والوديان في أرض الجزيرة العربية وصعوبتها حتى يحط رحالة في (قصر شبرا) بمحافظة الطائف، ومن ثم سيكمل مسيرته الأخيرة عبر الإبل من أعالي الجبال والوديان وصولاً إلى جدة (بيت نصيف) ليسجل نهاية تلك المسيرة بعد قطعه مئات الكيلوات في (جدة التاريخية) أو ما يعرف بالبلد، مسجلاً بذلك ما يقارب مسيرة 1300 كيلومتر من الجزيرة العربية من شرقها إلى غربها، بهدف التعرف على الصحراء، وجمع بيانات علمية.
ويقود الفريق الذي سيقضي 3 أسابيع عبر الصحاري، المستكشف البريطاني مارك إيفانز، حيث ستبدأ الرحلة غداً في الساعة 10 صباحاً من حي الطريف حتى يصل مارك وفريقه المستكشف للمخيم بالنفوذ في أول يوم من انطلاقتها حاملين معهم أمتعتهم الشخصية، وقوتهم اليومي من طعام وشراب، سيراً على الإبل وسط الشتاء القارص .
كما تسلط الرحلة الضوء على العلاقة التاريخية والدائمة بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا، وتوضيح وبناء الفهم الصحيح للصحراء، والاحتفال بتاريخها العريق الأصيل .
من جانبه، قال المستكشف البريطاني إيفانز: الفريق سيستخدم الرحلة الاستكشافية مثل فيلبي لتوسيع معرفتنا بالصحراء، حيث نجري بحثاً لمشاريع علمية دولية مھمة تبحث في كيفية تطور عالمنا، والتعلم من تلك النظرة نحو مستقبلنا؛ مما يؤدي إلى فھم أكبر لعالمنا .
وأضاف أنهم يحملون علم نادي المستكشفين الذي ذھب إلى القمر، وھو امتياز كبير لا يُمنح إلا لتلك الرحلات الاستكشافية التي تھدف إلى توسيع المعرفة البشرية، حيث سيعمل الفريق على مشروعات رئيسة، هي: البيئات القاسية وعلم نفس الموقع البعيد، الذي سيتناول مشروع DRIFT الذي يقوده الدكتور ناثان سميث من جامعة كوفنتري، ويركز على التأثير النفسي للعيش في بيئات شديدة العزلة، ويهدف إلى إنتاج أداة دعم ذاتي تمكن البشر من العيش على القمر أو المريخ، كما سيعمل الفريق على “توزيع بات” وهو مشروع بقيادة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، حيث يعيش أكثر من 30 نوعاً من الخفافيش في شبه الجزيرة العربية، وتشكل دوراً حيوياً في البيئة الصحراوية ، وأخيراً مشروع “Green Arabia” الذي يقوده مدير المركز الأسترالي للثورة البشرية مايكل بتراجليا، ويقوم بتسجيل القطع الأثرية الموجودة في الصحراء؛ مما سيؤدي إلى فھم أفضل للتغيرات البيئية في الصحراء على مدى مليون سنة ماضية .