محليات

كاوست ومجتمع أيون يدعوان القادة العالميين لمواجهة التغير المناخي

دعا باحثون من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، بالتعاون مع “مجتمع أيون” قادة العالم إلى إعطاء الأولوية لاستصلاح الأراضي والنظم الغذائية كاستراتيجية رئيسية لمعالجة أزمتي المناخ وفقدان التنوع الحيوي. ونشروا ورقة بحثية في مؤتمر COP16 في الرياض تحدد إطارًا لتحقيق الحياد في تدهور الأراضي بحلول عام 2030. كما دعوا إلى التعاون الدولي، تحفيز التمويل المبتكر، واستخدام التقنية والبيانات. الهدف هو تحقيق أهداف مستدامة للزراعة وتحويل ممارسات الإنتاج الغذائي والتركيز على تعزيز الحياة المستدامة.وركزوا على ضرورة زيادة الاهتمام بالقضايا البيئية لضمان مستقبل مستدام.

“كاوست” و “مجتمع أيون” يطالبان القادة العالميين بمواجهة تغير المناخ”

أصدر باحثون من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، بالتعاون مع “مجتمع أيون”، دعوة عاجلة لقادة العالم لإعطاء الأولوية لاستصلاح الأراضي والنظم الغذائية كاستراتيجية رئيسية في معالجة أزمتي المناخ وفقدان التنوع الحيوي؛ حيث نشر الباحثون ورقة سياسات بحثية جديدة بعنوان “دعوة إلى العمل على استصلاح الأراضي واستدامتها”، في مؤتمر مكافحة التصحر (COP16)، الذي تستضيفه العاصمة الرياض هذه الأيام، تحدد إطاراً شاملاً لتحقيق الحياد في تدهور الأراضي بحلول عام 2030 وخفض الأراضي المتدهورة بنسبة 50% بحلول عام 2050. تهدف هذه المبادرة إلى عكس الآثار السلبية لتدهور الأراضي، والتي تشمل زيادة انعدام الأمن الغذائي، وانخفاض الموارد المائية، وتفاقم تغير المناخ بسبب تضاؤل قدرة الأراضي على امتصاص الكربون.

وشملت التوصيات الرئيسية التي تضمنتها الورقة ما يلي:

* تعزيز التعاون الدولي: تعزيز التآزر بين اتفاقيات الأمم المتحدة لتقديم توصيات مشتركة بشأن السياسات والإشراف على التنفيذ. ويشمل ذلك إنشاء فريق متكامل للاتفاقيات لضمان المساءلة وتتبع التقدم المحرز.

* تحفيز التمويل المبتكر: إنشاء سندات خضراء وصناديق استثمار مستدامة للأراضي لجذب رأس المال الخاص لمشروعات الاستعادة واسعة النطاق. علاوة على ذلك، تنفيذ مبادلات الديون مقابل الطبيعة ونماذج التمويل المختلط لدعم الإدارة المستدامة للأراضي في البلدان النامية.

* الاستفادة من التقنية والبيانات: استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ومراقبة الأرض للرصد والمساءلة في الوقت الحقيقي. ووضع معيار عالمي لرصد صحة الأراضي لتحسين الحوكمة وضمان الوصول إلى البيانات بشكل متسق في جميع أنحاء العالم.

* تمكين المجتمعات المحلية: دمج معارف السكان الأصليين وتعزيز أطر الحوكمة الشاملة. ودعم صغار المزارعين أصحاب المزارع الصغيرة في الوصول إلى حيازة الأراضي والأسواق والتقنيات الزراعية المستدامة لتعزيز الإنتاجية والقدرة على الصمود.

* تعزيز النظم الغذائية المستدامة: تحويل ممارسات إنتاج الأغذية للحد من الأثر البيئي، مع التركيز على الزراعة المتجددة والحد من هدر الأغذية بنسبة 75% بحلول عام 2050. تشجيع التحولات الغذائية نحو خيارات أكثر استدامة، مثل زيادة استهلاك الأغذية النباتية والمأكولات البحرية من مصادر مستدامة.

* وضع أهداف طموحة لما بعد عام 2030: الالتزام بالحد من الأراضي المتدهورة بنسبة 50% بحلول عام 2050 وتحقيق الحياد في تدهور الأراضي بحلول عام 2030، ومواءمة الجهود مع الأهداف العالمية المتعلقة بالمناخ والتنوع الحيوي والأمن الغذائي.

وتكتسي هذه الأهداف أهمية بالغة؛ لأنها تركز على استعادة النظم البيئية التي تعزل ثاني أكسيد الكربون، وتدعم أنواعاً متنوعة من الكائنات الحية، وتعزز إدارة المياه. وتلعب جهود الاستعادة هذه دورًا مهمًا في التخفيف من آثار تغير المناخ وزيادة القدرة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية. كما تحث هذه الورقة صانعي السياسات على زيادة الاهتمام السياسي بقضية تدهور الأراضي وضمان أن تعتمد الاستراتيجيات المستقبلية على تقييمات علمية وعمليات تشاركية.

dd183aed-c20b-4cc8-bf4e-9e3f5c3014f7

وقال البروفسور فرناندو مايستري، الخبير الشهير في مجال التصحر في كاوست وأحد مؤلفي الورقة البحثية “النظم الغذائية ليست مجرد قضية بيئية أخرى، بل هي قضية مركزية بالنسبة للتحديات العالمية التي تواجهنا في مجال تغير المناخ وتدهور الأراضي وفقدان التنوع الحيوي، وهي أساسية لتنميتنا. وعلى الرغم من وجود أهداف قائمة بالفعل للعمل المناخي وحماية التنوع الحيوي، فإن قضية النظم الغذائية لا تزال غير معالجَة بالقدر الكافي من قبل المجتمع الدولي. ويجب علينا التحرك الآن لتطبيق سياسات قوية تعتمد على التقنية والتمويل والمشاركة المجتمعية”.

وأضافت كل من ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟـﺴﻤﻮ اﻷﻣﻴﺮة ﻧﻮرة ﺑﻨﺖ ﺗـﺮﻛﻲ آل ﺳﻌﻮد وصاحبة اﻟﺴﻤﻮ اﻷﻣﻴﺮة ﻣﺸﺎﻋﻞ ﺑﻨﺖ ﺳﻌﻮد اﻟﺸﻌﻼن، مؤسستا وﻗﻒ ﻣﺠﺘﻤﻊ أﻳﻮن “رؤيتنا في مجتمع أيون هي بتحويل الاستدامة من طموح إلى واقع ملموس تكون فيه المملكة مثالاً يُحتذى به. من خلال دمج اقتصادنا وبيئتنا وتراثنا وثقافتنا، نهدف إلى إنشاء مجتمعات نابضة بالحياة تزدهر بشكل متناغم مع الطبيعة. إن تعاوننا مع كاوست دليل على التزامنا بالحلول الرائدة التي تحقق التوازن بين هذه العناصر، وتضمن مستقبلًا مستدامًا للأجيال القادمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى