“ليب23” يختتم يومه الثالث بأربع جلسات تمحورت حول التقنية والابتكار وريادة الأعمال
اختتم مؤتمر “ليب23” جلساته الحوارية لليوم الثالث، والتي جرت من على 7 منصات شارك فيها عدد من المتحدثين من ألمع التقنيين وقادة التغيير والمستثمرين، وتمحورت حول التقنية والابتكار وريادة الأعمال، وتأكيدهم على أهمية تبني التقنيات الحديثة، واستخدام خدمات سحابية، والاهتمام بحل مشاكل العميل وجعل أمرها أولوية.
واستضافت الجلسة المسائية الأولى، كلاً من رئيس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور محمد السقاف، وجيمس كان – رائد الأعمال والمستثمر السابق في برنامج “دراغونز دين” -، وتناولت دور المؤسسات التعليمية في الاقتصاد الرقمي، وأهمية التفرد في نجاح رواد الأعمال.
وكشف الدكتور السقاف خلال حديثه، عن قبول الجامعة لأكبر عدد من الطالبات خلال الفترة الأخيرة مقارنة بأي جامعة أخرى متخصصة بالبترول والمعادن في العالم، مؤكداً أن المملكة تحرص على نقل كل ما يدور في العالم في مجالات الهيدروجين والطاقة وغيرها.
وأرجع الدكتور السقاف، تميز الجامعة عن غيرها لحرصها بأن يكون خريجوها قادرين على التحليق بالاقتصاد ويدفعونه للأمام، وتعليمهم كيفية إيجاد فرص وظيفية للآخرين، وليس الحصول عليها، إلى جانب دورها في تحفيز تعلم الذكاء الاصطناعي واقتناص الفرص، مؤكدًا أن المؤسسات الناجحة تتحسن باستمرار لتطوير الخط البياني للتقنية وتوقع المستقبل، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هنالك مؤسسات أخرى فقدت الكثير من الفرص الكبيرة؛ لأنها ظلت ثابتة، ولم تتحرك للتعامل مع التقنية.
وتحدث رئيس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، حول أهمية دور الموهبة في تحقيق إضافة لأي عامل أو موظف، مشيراً إلى أن الموهبة ليست كافية وحدها، بل تحتاج أيضاً إلى الجانب الأكاديمي الذي يساعد على تحقيقها قفزة كبيرة.
من جهته، تطرق جيمس كان – رائد الأعمال والمستثمر السابق في برنامج “دراغونز دين” – إلى كيفية نجاح رواد الأعمال في المشروعات، قائلاً: “يجب أن يكون لديهم أفكار مختلفة لتنمية أنشطتهم التي ترتبط بالأعمال التجارية”، داعياً حضورهم المؤتمرات لتطوير إمكانياتهم، وأن يكونوا شغوفين، وأن يقفون على استثماراتهم بأنفسهم كأنهم موظفون، مثل ما كان يفعل.
وكشف رائد الأعمال، بأن الذكاء الاصطناعي سيغيّر طريقة الأعمال التجارية التقليدية الحالية، لأنه يعمل بكفاءة عالية، ويسهم في زيادة الإنتاجية، لافتاً إلى عدم تخوفه من حلول التقنية مكان الأشخاص في المستقبل، بقدر مخاوفه من السياسات الجديدة التي ستصاحب ظهورها، موضحًا بأن 60% من رواد الأعمال يركزون على الموهوبين وتدريبهم لمساعدتهم في تنمية أعمالهم.
كما تضمنت جلسات اليوم الثالث لمؤتمر “ليب23” جلسة حول “أهداف الابتكارات”، شارك بها كل من الرئيس التنفيذي لشركة علم الدكتور عبدالله الجضعي، ونائب رئيس المبيعات في شركة “ديل” بالشرق الأوسط وأفريقيا ديرموت أوكونيل، والعضو المنتدب لـ “Google Cloud” عبدالرحمن الذهيبان.
وأكّد المشاركون في الجلسة التي أدارها المقدم التلفزيوني والصحفي البريطاني آدم بالتون، أن رؤية المملكة 2030 عملت على إرساء بنية رقمية متقدمة لتمكين المملكة ومواطنيها رقميًا، وأتاحت لكبرى الشركات العالمية نقل الخبرات وقيادة المحركات التقنية جنبًا إلى جنب مع جهودها، مما كان له إسهامه في إحداثها قفزات رقمية كبيرة أدت بدورها إلى تعزيز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
كما استعرض المتحدثون دور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وفي مقدمتها الجيل الخامس والبيانات الكبرى والذكاء الاصطناعي في تعزيز ثقافتي الإبداع والابتكار، بالإضافة إلى مقومات أخرى تتمثل في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتنمية قدرات رواد الأعمال بشكل فعّال لتحويل أفكارهم إلى أعمال ومشاريع ابتكارية وإبداعية ناجحة، متطرقين في ختام مشاركتهم للأدوار الابتكارية التي تلعبها التقنية للحفاظ على البيئة وحماية كوكب الأرض والمتمثلة في توليد الطاقة النظيفة، والمدن الذكية، والنقل الكهربائي والطاقة الذكية المتكاملة.
فيما تناولت الجلسة التي حملت عنوان “الازدهار الذي يقوده الابتكار” وقدمتها المدير التنفيذي لشركة ” Intuit” ماريانا تيسيل، الفرص التي قدمتها التقنية لنمو الكثير من الأعمال والمشاريع والشركات الناشئة، مستدلةً بتجربة الشركة التي تديرها، والتي استطاعت خلال فترة الجائحة النمو بشكل متسارع والحفاظ على عملائها في الوقت الذي شهدت فيه كُبرى الشركات تراجعًا في أعداد عملائها؛ بسبب عدم مقدرتهم على التعامل مع التغييرات التي طرأت بفعل كوفيد-19، واغتنام الفرص التي أتاحتها الثورة الصناعية الرابعة والتبني المبكر لها.
وأشارت تيسيل إلى أن شركتها وبفضل وجود منصة للتغيير والابتكار وإيقاع متزن للسرعة التي تتوجه بها نحو أهدافها، استطاعت وعبر فترة وجيزة كسب مليون عميل، داعيةً أصحاب الشركات المتوسطة والصغيرة والمقبلين على دخول عالم الأعمال إلى تبني التقنيات الحديثة، واستخدام خدمات سحابية، والاهتمام بحل مشاكل العميل وجعل أمرها أولوية.
وتمحورت الجلسة الأخيرة، التي جاءت تحت مسمى “حلول تقنية التأمين من أجل مستقبلٍ رقمي”، وقدمها رئيس قسم المعلومات في شركة “نجم” لخدمات التأمين المهندس عبدالله الخلف، حول الأساليب والنظم التي تتبعها الشركة لتحسين خدماتها ودعم القطاع المالي، والجهود التي تبذلها في خلق وتمكين المجتمع الرقمي الذي تستهدفه، وتطوير مكانتها الاقتصادية، إلى جانب ما تبذله من أجل خدمة 20 ألف مستفيد على مدار اليوم وبشكلٍ سريعٍ وفعال، مشيرًا إلى أن التقنية تلعب دورًا رئيسيًا فيما تقوم به الشركة من أعمال وما تقدمه من خدمات خاصةً وأنها تمتلك نظامًا يتضمن أكثر من 65 مليون عملية وبه أكثر من 12 خدمة.