جامع الملك عبد العزيز في تونس .. حكاية جامع تونسي ببصمة وروح سعودية
ارتقت العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية الشقيقة لتشمل جميع المجالات وخاصة منها المجال الديني، ومن هنا ارتأت المملكة أن تدعم المجال الديني والمساجد في تونس بمشاريع كبرى ومهمة حرصت من خلالها على توفير كل مستلزمات الراحة للمسلمين وجعلها منارة دينية يحتذى بها، ومن بينها جامع الملك عبد العزيز آل سعود بمنطقة المنار في العاصمة تونس.
وقد سعت المملكة إلى تقديم هبات لبيوت الله في مناطق مختلفة من البلاد التونسية ودعمت مشاريع متنوعة كان أغلبها عن طريق الصندوق السعودي للتنمية، الذي تبنى مشروع إعادة تهيئة جامع الملك عبدالعزيز آل سعود بمبلغ يقدر بـ 2000000 ريال سعودي.
وقد تجاوزت عراقة جامع الملك عبدالعزيز الـ 35 عامًا، حيث كانت منطلق فكرة إنشائه من الدكتور عبدالله الوصيف الرئيس السابق للمجلس الإسلامي الأعلى في تونس، والذي كان يعمل مدرسًا للفقه الإسلامي بإحدى الجامعات في المملكة، حيث راودته الفكرة بعد رجوعه من المملكة إلى بلاده تونس، وتم مراسلة الجهات المختصة في المملكة عن طريق الجامعة التي كان يدّرس بها آنذاك، وحصل على الموافقة على بناءه بتمويل كامل من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.
ويتسع جامع الملك عبدالعزيز بالمنار لنحو 3500 مصلٍ على مساحة إجمالية تقدّر بـ 500م، ويحتوى على 3 طوابق، منها طابق مخصص للنساء.
ويتميز الجامع بمظهره الخارجي الذي اقتصر على اللونين الأبيض والأخضر في محاكاة لألوان علم المملكة العربية السعودية.
وأكد إمام جامع الملك عبدالعزيز آل سعود بتونس الشيخ إسماعيل الينبعي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، أن “تمويل الجامع بالكامل كان عن طريق هبة سعودية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- وبقي إلى اليوم مرتبطًا ارتباطًا روحيًا وجغرافيًا بالمملكة العربية السعودية، حيث يقع في شارع الملك عبدالعزيز وتمت تسميته على اسم الشارع نفسه.
وكان ارتباط جامع الملك عبدالعزيز بالمملكة وباسم المملكة يتجسد في كل تفاصيله، حيث توقف الشيخ الينبعي عند سفارة المملكة لدى تونس بهذا المعلم الديني منذ سنوات إنشائه، وذلك من خلال توفير المصاحف وسجّاد الجامع وكل المستلزمات الضرورية لراحة المصلين الجسدية والروحية، خاصة وأن الجامع كان يرتاده جلّ ممثلي السلك الدبلوماسي للدول الإسلامية تقريبًا باختلاف جنسياتهم.
وقد استقطب الجامع عددًا كبيرًا من التونسيين لأسباب متعددة، من أهمها ارتباطه بالمملكة وباسم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، حيث يرى كل مرتاديه أن توجه هذا الجامع يكون أقرب إلى المملكة العربية السعودية واقعًا وممارسات دينية وقيم التسامح كونها أرض الحرمين ومنشأ الدين الإسلامي ولها قيمة وحب كبيرين في قلوب التونسيين والمسلمين بصفة عامة.
من جانبه جدد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس الدكتور عبدالعزيز بن علي الصقر في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، سعي المملكة الدائم وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دعم المساجد ودور العبادة في كل الدول العربية والإسلامية وفق ما يتطابق مع رؤية المملكة 2030 .
وشدد السفير الصقر على أن من مستهدفات الرؤية، رعاية المساجد والقائمين عليها وتيسير الإجراءات للمعتمرين والحجاج، لافتًا إلى حرص قيادة المملكة على الإسراع في تنفيذ مشاريع التهيئة والترميم المعلن عنها في وقت سابق في الدول المعنية .