الإقتصاد - مال و أعمال

“سوق العلوي التاريخي” أيقونة جدة التاريخية وقلبها النابض

“جدة التاريخية” بيوتاتها الأثرية وأسواقها التجارية العريقة، تتوسد على أرض ساحلية جذابة ساحرة، جعلها مركزًا بشريًا يضم العديد من الثقافات عبر السنين، وبوابة للحرمين الشريفين ومركزاً تجارياً يقصده الزوار من كل حدب وصوب، قاومت أسواره العوامل التاريخية بثمانية أبواب جعلها غارقة ُبقصصها التاريخية المعبرة عن تراث إنساني عظيم.
ضمت منطقة جدة التاريخية أعرق الأسواق الشعبية عبر الأزمنة، التي جعلت من التسوق تجربة جميلة وفريدة خاصة في شهر رمضان المبارك، ومن أبرز تلك الأسواق وأقدمها سوق العلوي التاريخي، الممتد من شارع قابل وصولاً إلى سوق البدو، وهو منطقة تجارية كانت بمثابة نقطة لتجمع معظم التجار وفيه الكثير من البيوت التجارية، وكان طريقاً يستقبل مراكب الحجاج الراسية على ميناء جدة القديم منذ مئات السنين، فتأخذهم عبر مسار الحج والأزقة الضيقة التي تطل عليها الرواسيين الخشبية تطل كشاهد معماري أصيل إلى باب مكة في اتجاه مكة المكرمة.
ومن أشهر البيوت القديمة المطلة بيت نصيف وبيت المتبولي ويتفرع من السوق الكثير من المسالك إلى داخل الحارات ويرتاد هذا السوق قديماً سكان الناحية الشرقية من جدة لشراء واحتياجاتهم.
وأشتهر سوق العلوي بأنه سوق للعطارين والتوابل والبخور، يضم كبار تجار العطارة على المستوى المحلي، ميزت دكاكين العطارة والتوابل السوق عن باقي الأسواق القديمة بجدة بأدخنتها الزكية المنسابة للنفس جعل مقصداً للمرتادين والمتسوقين.
رصدت عدسة “واس” خلال جولة لها بين أزقة السوق الضيقة التي يعرض على جنباتها دكاكين العطارة والتوابل واليانسون واللبان والزنجبيل والتي كانت لها أثرها على المتسوقين وتجذبهم عبر الروائح الزكية التي تنتشر داخل طرقات وممرات السوق.
وتجولت “واس” بين المحال المنتشرة على طول سوق العلوي والتي تعتبر أيقونة معبرة في حياة السوق ومرتاديها لما ما تحمله من إرثاً يتجاوز بضاعتها المعروضة التي تتزين بها السوق في شهر رمضان، مروراً بأنواع البخور والعطور والتوابل والتمور والمكسرات التي يحتضنها السوق، الذي يضم العديد من أسماء العطارين القدامى والأسر التجارية العريقة الذين أسسوا تجارة العطارة بالمنطقة التاريخية.
ورصدت كتب التاريخ أن سوق العلوي يعد الطريق الذي مشى فيه الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- مشى فيه واتجه إلى البحر وصلى ركعتين في آخر سوق العلوي وأعلن جدة مدخل رئيسي للحجاج قبل 1400 عام.
ويحتضن السوق بعض أقدم المساجد في مدينة جدة، وأولها مسجد الشافعي، وهو أقدم مساجدها، وهو مسجد فريد في بنيان وعمارته، ومسجد الباشا، ومسجد المعمار الذي يقع في شارع العلوي.
وسوق العلوي يربط ما بين الميناء وباب مكة وكان الحجيج ينطلقون من الميناء إلى باب مكة عن طريق سوق العلوي وفي عودتهم يدخلون من باب مكة إلى سوق العلوي ثم إلى الميناء وذلك عندما كانت قوافل الجمال تستخدم في نقل الحجاج آنذاك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى