دراسة جديدة تشير إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يفيد صحة الدماغ لكبار السن
إذا طلب منك والداك أو جداك مساعدتهم في كيفية النشر على إنستغرام أو كيفية إرسال رسالة تهنئة بعيد الميلاد إلى صديق على فيسبوك، فقد ترغب في مساعدتهم – ليس فقط لتكون لطيفًا ولكن لأن إيصالهم إلى الإنترنت قد يساعد صحة دماغهم أيضًا.
هذا ما تشير إليه دراسة جديدة نشرت في مجلة “جيرياتريكس”، والتي أجراها باحثون من جامعة ميامي وجامعة ولاية فلوريدا، وشملت 268 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 65 و 95 عامًا.
ووجد الباحثون أن المشاركين الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بانتظام كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف أو اضطرابات المزاج أو القلق أو الاكتئاب، مقارنة بأولئك الذين لم يستخدموها أو استخدموها نادرًا.
كما كان لديهم مستويات أعلى من التفكير التنفيذي والذاكرة العاملة، وهما مؤشران على صحة الدماغ.
ولم تلاحظ هذه الفوائد فقط بين المشاركين الذين استخدموا فيسبوك، ولكن أيضًا بين المشاركين الذين استخدموا منصات أخرى مثل تويتر وإنستغرام وسناب شات.
ولكن كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تحسِّن صحة الدماغ؟
أحد التفسيرات المحتملة هو أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يزود المستخدم بالتحفيزات الإيجابية، مثل التفاعل مع الأصدقاء والأقارب والزملاء، وهذه التحفيزات تؤدي إلى إطلاق دوبامين في مركز المكافأة بالدماغ، وهو “الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالرضى” التي ترتبط بالأنشطة الممتعة مثل الجنس والطعام والتفاعل الاجتماعي
ويقول الباحثون إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساعد كبار السن على التغلب على الشعور بالوحدة والعزلة، والذي يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتهم العقلية والجسدية.
وينصحون بأن يتلقى كبار السن تدريبًا ودعمًا لتعلم كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة آمنة وفعالة، وأن يشاركوا في أنشطة تفاعلية تتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم.
ويقولون إن هذه الخطوة قد تكون مفيدة خاصة في ظل جائحة كوفيد-19، التي حدت من فرص التواصل الشخصي مع الآخرين، وزادت من مخاطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
ولكن يحذرون أيضًا من أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي له أضرار محتملة على صحة الدماغ، إذا تجاوز الحد المعقول أو استخدم بطريقة سلبية.
فقد أظهرت دراسات سابقة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط قد يؤدي إلى انخفاض التركيز والانتباه، وضعف الأداء المعرفي، وانكماش أجزاء من الدماغ المرتبطة بالذاكرة والتعلم.
كما قد يؤدي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة سلبية، مثل المقارنة بالآخرين أو التعرض للإساءة أو المضايقة، إلى زيادة مستويات التوتر والغضب والحزن، وانخفاض مستوى رضى الذات.
ولذلك، ينصح الباحثون بأن يستخدم كبار السن وسائل التواصل الاجتماعي بشكل معتدل وإيجابي، وألا يستبدلوه عن التواصل المباشر مع عائلاتهم وأصدقائهم عندما تسمح الظروف.