تيك توك (TikTok) تروّج لطرق بديلة لدخول الولايات المتحدة للموريتانيين
عبر عنوان “الحلم الأميركي لا يزال متاحا”، تجري مقاطع الفيديو الترويجية على منصة تيك توك مساعي متواصلة لإقناع مواطني موريتانيا بوجود طرق غير تقليدية للهجرة إلى الولايات المتحدة. هذه المقاطع تسلط الضوء على فرص الهجرة عبر مسارات غير رسمية ومختلفة عن القنوات المعتادة.
تنوّعت هذه المقاطع، بالعربية والفرنسية، لتعرض وجود مكاتب ووكلاء يقدمون خدمات مساعدة للموريتانيين الراغبين في الهجرة، تمثل بديلًا عن المسارات الشكلية المعقدة والمكلفة من الناحية الزمنية والإجرائية.
مفتاح الهجرة: “لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد”
في هذا العام، تم اكتشاف مسار جديد للهجرة يمر عبر نيكاراغوا، حيث يمكن للموريتانيين الحصول على تأشيرات دخول بأسعار معقولة وبشروط سهلة، وذلك دون الحاجة لتقديم العديد من الوثائق والإثباتات.
انتشرت أخبار هذا المسار الجديد بسرعة، دفعت وكالات السفر والمؤثرون على تيك توك إلى الترويج لفكرة “الحلم الأميركي” من خلال تنظيم رحلات جوية تمتد من موريتانيا عبر تركيا وكولومبيا والسلفادور، لتصل أخيرًا إلى مدينة ماناغوا في نيكاراغوا.
من هناك، يتم توجيه المهاجرين وطالبي اللجوء القادمين من دول أخرى شمالًا، عبر رحلات حافلات، إلى الأراضي الأميركية بمساعدة مهربين.
“الحلم” يحيي آمالًا جديدة وتحديات معقدة
دفع تدفق غير مألوف من الموريتانيين نحو هذا المسار الجديد السلطات الأميركية إلى حالة من الدهشة، حيث لم يكن السبب وراء هذه الهجرة هو كوارث طبيعية أو أحداث جذرية، ما يؤكد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في إعادة تشكيل أنماط الهجرة.
على مدى التسعينيات، هاجر العديد من الموريتانيين كلاجئين إلى الولايات المتحدة هربًا من تضييقات نظام الحكم العسكري في بلادهم. ومع ذلك، يُتوقع أن تتجاوز أعداد القادمين الجدد عدد الموريتانيين المقيمين بالفعل في الولايات المتحدة، والذين يُقدر عددهم بنحو 8000، حيث يكاد نصفهم يعيش في ولاية أوهايو.
تدفق ملحوظ
وفقًا لبيانات الجمارك وهيئة حماية الحدود الأميركية، تجاوز عدد الموريتانيين القادمين إلى الولايات المتحدة غير الشرعيّة عبر الحدود البرية من مارس إلى يونيو 2023، 8500 شخص. تدعو معظم هؤلاء القادمين إلى ضرورة الهروب من قمع الدولة وظلمها تجاه المواطنين السود.
تكاليف مُبالغ فيها
يصل تكلفة الرحلة عبر هذا المسار إلى ما بين 8000 إلى 10000 دولار، ما يجعلها مبلغًا ضخمًا وغير متاح للجميع. فقد يلجأ بعض الأفراد والعائلات إلى بيع أملاكهم أو مواشيهم لتمويل هذه الرحلة.
مصاعب وآمال
على الرغم من الصعوبات والمخاطر التي يواجهونها على طول الطريق، يعتبر العديد من القادمين هذا المسار أفضل بكثير من الرحلات البحرية الخطرة نحو أوروبا، التي أودت بحياة العديد من المهاجرين خلال العقد الماضي.
مع ذلك، يُحذّر البعض من تهويل المسار وتجاوز الواقع، حيث يُعبّرون عن تجاربهم الصعبة والمؤلمة خلال الرحلة والتحديات التي يمكن أن يواجهوها في الولايات المتحدة.
المطالبة بالحماية
مع تزايد الأنباء عن انتهاكات حقوق الإنسان ضد السكان السود في موريتانيا، تطالب منظمات حقوقية إدارة الرئيس بايدن بمنح الموريتانيين حماية مؤقتة في الولايات المتحدة، وذلك لتخفيف معاناتهم وضمان حقوقهم. في هذه الأثناء، يُصبح الدعم والمساعدة من الجالية الموريتانية المُقيمة في الولايات المتحدة محورين في تسهيل توطين القادمين الجدد وتجاوز تحديات الاندماج في المجتمع الأميركي.