في تطور ملحمي يشهده عالم الفضاء، تتنافس الهند وروسيا على مشهد الوصول الأول إلى القطب الجنوبي غير المكتشف للقمر، في إنجاز سيزيد من مكانتهما كقوى فضائية رئيسية. وذلك في ظل الاهتمام المتجدد بالاستكشاف الفضائي، وفقاً لما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
في يوليو الماضي، أطلقت الهند مركبة فضائية بدون طيار في محاولتها الثانية للهبوط على سطح القمر، ومن المقرر أن تبدأ المركبة محاولتها الجديدة للهبوط يوم الأربعاء المقبل، وفقاً لإعلان منظمة أبحاث الفضاء الهندية.
صحيفة “وول ستريت جورنال” عبّرت عن أهمية نجاح هذه المحاولة الهندية، حيث سيكون لها تأثير كبير على المستوى الوطني، وصرّح رئيس الوزراء الهندي بأن هذه المركبة تكتب فصلاً جديداً في ملحمة الفضاء الهندي. ومن المتوقع أن يرتقي هذا الإنجاز بمكانة الهند إلى مستوى متقدم في مجال الفضاء، حيث تصبح ثالث دولة تهبط على سطح القمر بعد الولايات المتحدة وروسيا.
من جهتها، تعمل روسيا أيضاً على هبوطها الأول في هذه المنطقة الغامضة وغير المستكشفة، التي من المعتقد أنها تحتوي على جليد مائي. أطلقت روسيا مركبة الهبوط “Luna-25” في أغسطس الماضي، ومن المتوقع أن تبدأ مرحلة الهبوط خلال الأيام القادمة.
يُظهر هذا السباق بين الهند وروسيا تفانيهما في استكشاف الفضاء واكتشاف مناطق لم تستكشف من قبل، مما يعزز من مكانتهما على الساحة العالمية في مجال البحث الفضائي والاستكشاف.
في نفس السياق، يُظهر فيشيش راجارام، شريك إداري في شركة “Speciale Invest”، أهمية هذه البعثة في تعزيز الهند على الساحة الدولية في مجال الفضاء. وبغض النظر عن نتائج المهمة، سيكون لها تأثير إيجابي على الوجود الهندي على الخريطة العالمية.
تتسع دور الهند في ميدان الفضاء، حيث أصبحت أول دولة آسيوية تضع قمراً اصطناعياً في مدار حول المريخ في عام 2014، وأطلقت بعد ذلك 104 أقمار ضمن مهمة واحدة. ومن المقرر أن ترسل مهمة مأهولة إلى مدار حول الأرض في العام المقبل.
تسعى الهند أيضاً لزيادة حصتها في سوق تجارة الفضاء العالمية من خلال تقديم أسعار أكثر تنافسية من منافسيها. رغم أن ميزانية الفضاء الهندية تعتبر صغيرة مقارنة بميزانيات وكالات الفضاء الكبرى كناسا وروسكوزموس، إلا أنها تستمر في تحقيق إنجازات مهمة في مجال الفضاء.
من ناحية أخرى، تسعى روسيا أيضاً للاستفادة من هذا السباق لتحسين مكانتها الفضائية. حيث أطلقت مركبة الهبوط “Luna-25” في أغسطس، وبالرغم من حادثة طارئة وقعت خلال محاولتها دخول مدار ما قبل الهبوط، إلا أن روسيا تسعى لاستمرار تقدمها في مجال الاستكشاف الفضائي.
بات هذا السباق بين الهند وروسيا تحدياً تاريخياً وإنجازاً مهماً في عالم الفضاء، حيث تسعى الدولتان لتحقيق نجاح في استكشاف مناطق جديدة على سطح القمر وتوسيع حضورهما في مجال الاستكشاف الفضائي والأبحاث العلمية.
