في عالم كرة القدم، حيث تلتقي الشغف والمهارة، هناك لاعبون يتركون بصمة لا تُنسى على اللعبة. لاعب واحد من هؤلاء هو أليكساندر ميتروفيتش، مهاجم صربي يقف بين جماهير الكرة كلاعب لا يُعلى عليه. منذ الشوارع الرصفة في مسقط رأسه سميدريفو في يوغوسلافيا (الآن صربيا)، وصولاً إلى المسارح العالمية، قصة ميتروفيتش لا تقتصر على الكلمات.
بدايات ورحلة النجاح
ولد أليكساندر ميتروفيتش في 16 سبتمبر 1994 في سميدريفو، يوغوسلافيا (الآن صربيا). منذ صغره، كان واضحاً أن ميتروفيتش مولود ليكون لاعب كرة قدم. بطولته البالغة 1.89 متر كانت تنبأ بالقوة التي ستخدمه في الملعب. اختار أن يكون مهاجماً محورياً “سنتر-فوروارد”، موقف يتطلب القوة والدقة وفهماً عميقاً لدقائق اللعبة.
صعوده في عالم الكرة
بدأت رحلة ميتروفيتش المهنية عندما انضم إلى نادي بارتيزان في عام 2013، وهذه الخطوة كانت مفصلية في طريقه نحو النجاح. استدرك النادي الصربي إمكانياته، وبفضل سجله المميز في تسجيل الأهداف، انتقل إلى نادي RSC أندرلخت في عام 2015. وهنا حقق ميتروفيتش تألقاً حقيقياً، حيث سجل 48 هدفاً في 83 مباراة في مسابقات مختلفة. جذبت أداؤه انتباه أندية أوروبية كبرى، وفي عام 2015 انتقل إلى نيوكاسل يونايتد مقابل 18.5 مليون يورو.
رحلة أوروبية
انتقاله إلى نيوكاسل كان خطوة مهمة في مسيرته. الدوري الإنجليزي الممتاز، المشهور بتنافسه ومدافعيه الصعبة، أصبح ساحة اختباره الجديدة. خلال فترته مع نيوكاسل، لم يُظهر ميتروفيتش قدرته فقط على تسجيل الأهداف، بل أظهر أيضاً قدرته على التكيف مع أنماط اللعب المختلفة. كانت مساهمته في المباريات ليست محصورة في المباريات الدورية فقط، بل تمتد لمباريات كأس الاتحاد وكأس الرابطة.
فولهام: الانطلاق نحو النجاح
لكن الفترة التي قضاها مع نادي فولهام هي التي أظهر فيها ميتروفيتش أقصى إمكاناته. اجتاح الدوري الإنجليزي الدرجة الأولى “تشامبيونشيب” والدوري الإنجليزي الممتاز بأداءه المبهر، حيث بلغ إجمالي 43 هدفاً في 44 مباراة خلال موسم 2021-2022.
تألق دولي
لم تقتصر تأثيرات ميتروفيتش على ملاعب الأندية فقط، بل تجاوزت إلى المنتخب الوطني الصربي. بواقع 81 مباراة دولية و52 هدفاً، أصبح لاعباً أساسياً في هجوم صربيا. سجل أهدافه لعبورها في مراحل التأهيل والمشاركات في البطولات، وكان لهذه الأهداف تأثير كبير على قلوب الجماهير الصربية.
فصل جديد
مع بداية أغسطس 2023، دخل ميتروفيتش فصلاً جديداً في مسيرته. قد ودّع نادي فولهام الذي خدمه لسنوات عديدة، وشرع في مغامرة جديدة مع نادي الهلال السعودي. قيمة الانتقال بلغت 52.6 مليون يورو، مما يعكس قيمته كلاعب يقدم بشكل منتظم ما وعد به من أهداف وعزيمة.
إرث وتأثير
تتجاوز أثر ميتروفيتش على عالم كرة القدم مجرد الإحصائيات. قدرته على تسجيل الأهداف بانتظام هي عبارة عن دليل على مهاراته وتفانيه وعزيمته. تجربته، من بارتيزان إلى أندرلخت، نيوكاسل إلى فولهام، والآن الهلال، هي قصة عن التصميم والنمو. حضور ميتروفيتش على الميدان، سواء كهداف أو لاعب فريق، كسب له احترام وإعجاب الجماهير وزملائه وخصومه على حد سواء.
في الختام، تجسد مسيرة أليكساندر ميتروفيتش جوهر كرة القدم نفسه – رحلة مثيرة وغير متوقعة. مع استمراره في إضاءة الملاعب بأهدافه وروحه، سيكون إرثه بالتأكيد مصدر إلهام للجيل القادم من اللاعبين الطموحين لملاحقة أحلامهم بنفس الحماسة والعزيمة.
