مبادرة قوات الدعم السريع تفتح الباب للحوار ووقف إطلاق النار في السودان
أعلنت قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان عن مبادرة جديدة تستهدف تعزيز الجهود المبذولة لإجراء محادثات مباشرة بين الأطراف المتنازعة في الصراع، حيث أعربت عن استعدادها لتنفيذ وقف طويل الأمد لإطلاق النار مع الجيش، وقدمت رؤيتها لبناء دولة سودانية جديدة.
جاء هذا البيان من قوات الدعم السريع بعد أسبوعين من اندلاع القتال بينها وبين الجيش، دون أن يظهر أي طرف فائز في هذا الصراع. في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الملايين من المدنيين اضطروا لترك منازلهم في العاصمة ومدن أخرى نتيجة لتلك المعارك.
وقد أبدى اللواء أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، استعداده لبدء مفاوضات مباشرة مع الجيش حول تشكيل الدولة السودانية في المستقبل. وتتجاوز هذه المفاوضات الجوانب التقنية لوقف إطلاق النار الدائم، التي تعثرت في وساطات سابقة من قبل السعودية والولايات المتحدة.
وأكد البيان أن الصراع الحالي في السودان يعكس أوجه الأزمة الشاملة في البلاد، وبالتالي فإن البحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد يجب أن يتزامن مع جهود حل سياسي شامل يعالج جذور أسباب الصراعات في البلاد.
وتتضمن رؤية قوات الدعم السريع “تأسيس الدولة السودانية الجديدة”، حيث تلتزم بمبادئ سابقة كالحكم الاتحادي متعدد الثقافات والانتخابات الديمقراطية وضمان الجيش الواحد.
تظهر مواقف الوسطاء الإقليميين تفهمهم للدور المستقبلي المحتمل للعسكريين في الحكومة الانتقالية. وعلى الرغم من ذلك، عبر جون جودفري، سفير الولايات المتحدة في السودان، عن رأيه الذي يرى فيه أن الأفراد الذين لم يظهروا أهلاً للحكم يجب أن ينهوا الصراع ويسلموا السلطة لحكومة مدنية انتقالية، وهو أحد الداعمين الرئيسيين لعملية الانتقال إلى الديمقراطية بعد الانتهاء من حكم البشير.