محليات

Dar Zubeida: Long History of Generosity for Guests of Allah

«درب زبيدة» درب تاريخي مهم في الجزيرة العربية للحج وسلكته القوافل التجارية، حيث تقابلت الحضارات وتبادلت المعرفة. يعتبر أحد أقصر الطرق بين الكوفة والديار المقدسة، وخُطط بتقنية هندسية مميزة. ذكرت العديد من كتب الجغرافيين والرحالة القدامى ويشمل آثارًا مختلفة كالآبار والقصور والمساجد. يُحدد المسار بواسطة البريد والمشرف الذي يكسر المسافة بينهم. البُرد بين الكوفة ومكة 758 ميل إسلامي (اسو ميل يعادل 2 كم). تضم علامات ومنارات مختلفة توجه المسافرين نهارًا وليلًا. تم بناء العلامات على التلال لتكون مرئية من بعيد لتوجيه السالكين.

“درب زبيدة: تاريخ طويل من الضيافة لضيوف الرحمن”

«درب زبيدة» أحد الدروب التي يصدح بذكرها التاريخ، ومن أهم طرق الحج التاريخية في الجزيرة العربية، الذي سلكته القوافل التجارية قديمًا، والتقت فيه مختلف الحضارات، وشهد مرحلة من التبادل الثقافي والمعرفي بين مختلف الأعراق.

ويعد «درب زبيدة» من أقصر الطرق بين الكوفة والديار المقدسة، ويتميز بدقة مساره واتجاهاته ومحطاته، حيث خُطط بطريقة علمية وهندسية فريدة، وأقيمت على امتداده؛ المحطات والاستراحات، ورُصفت أرضيته بالحجارة في المناطق الرملية، وأنهى معاناة الحجّاج مع الظمأ ولهيب الشمس في ذلك الزمن.

وَقد ذُكِرَ «درب زبيدة» في كتب الجغرافيين والرحالة القدامى من المسلمين وغيرهم، مثل الرحالة الليدي آن بلنت، في كتابها «رحلة إلى بلاد نجد»، كما ذكره ياقوت الحموي، وأبو إسحاق إبراهيم الحربي وغيرهم، من الذين رصدوا الأعلام، والمنارات، والمواقيد، التي حددت المسار من الكوفة إلى مكة، حيث يهتدي سالك الدرب ليلاً بالمواقيد والمشاعل، ونهاراً بالمنارات وعلامات «الرجوم»، إضافة إلى انتشار العديد من المواقع والمنشآت الأثرية؛ مثل: الآبار، والبرك، والسدود، والقصور، والمساجد، وغير ذلك من المرافق الأساسية والعلامات المتعددة على طول الطريق.

وأوضح المرشد السياحي خلف الغفيلي أن العلامات والمنارات على «درب زبيدة» التي يهتدي بها المسافرون على طول الدرب، مبنية من الحجر، بعضها مربع الشكل، والبعض الآخر دائري الشكل، وتسمى البريد والمشرف، والمسافة بين البريد والذي يليه تقدر بنحو 12 ميلًا وبمنتصف المسافة بين كل بريدين يوضع «المشرف»، والمشرف عادة أطول من البريد، وذلك لكسر المسافة بين كل بريدين، وكان يكتب على البريد لوحة موضح عليها رقمه والمسافة المتبقية بينه وبين البريد الذي يليه، وعدد البُرد بين الكوفة ومكة 758 ميلاً إسلامياً – الميل الإسلامي يساوي 2 كيلومتر-.

وأكد الباحث في مجال الآثار والمؤرخ عبدالرحمن التويجري أن درب زبيدة زود بالعديد من أعلام الطريق (المنارات، الرجوم، المواقيد) التي توضح المسالك التي يمر بها المسافرون ليلًا ونهارًا؛ مبينًا أن من أوائل الجغرافيين الذين رصدوا الأعلام والأميال التي تحدد مسار طريق حج الكوفة – مكة هو أبو إسحاق إبراهيم الحربي، والذي رصد انتشار الأعلام في المناطق السهلية بشكل ملحوظ، وحدد المسافة بين العلم والآخر في حدود الكيلين أي ما يقارب الميل، كما تتقارب الأعلام في المناطق التي تتداخل فيها الطرق وتتفرق، موضحًا بأن تقارب الأعلام لبعضها يمنع تضليل المسافرين؛ كما بنيت الأعلام على التلال والمرتفعات الطبيعية بحيث يمكن مشاهدتها من مسافات بعيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى