عاجل

مركزية المدينة تُعلِن بألسنة العالم – آخر أخبار السعودية

بعد الحج، تتحول المنطقة المركزية حول المسجد النبوي في المدينة المنورة إلى خلية نحل من ضيوف الرحمن، حيث يتوافد الناس من مختلف الجنسيات والأشكال. تجتمع مئات اللغات في هذه المنطقة، مشاركة لغة الإشارة للصم والبكم. الزوار يتجولون في الشوارع ويتبادلون الحديث ويستمتعون بجمالية المسجد. اقتصاديًا، فإن تواجد الزوار يسهم في نمو القطاع الفندقي ومحلات الصرافة. المسجد النبوي يعتبر إرثًا إسلاميًا يوحي بعظمة الرسالة، وزواره يحرصون على زيارة المواقع الأثرية المرتبطة بسيرة النبي محمد.

أخبار السعودية: مركزية المدينة تغمر بألسنة العالم

تتحول المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي بعد الحج إلى خلية نحل من ضيوف الرحمن؛ الذين يتوافدون إليها من مختلف الجنسيات والأجناس والأشكال والألوان، إذ تحتضن خلال الموسم مئات اللغات من العالم تشاركها لغة الإشارة، للصمِّ والبكمِّ الذين لم تحرمهم ظروفهم من الاستمتاع.

مناظر جميلة لزوار المسجد النبوي، تكتظ بها جنبات المركزية أشبه بظلال الغيم، يجوبون الطرقات، فهناك أشخاص يلتقطون الصور، وآخرون يتجاذبون أطراف الحديث، وهناك شخص متكئ على أسوار المسجد النبوي يتمعن في الصورة الجمالية للمسجد، وآخر يتخذ من ساحات الحرم زاوية يختلي فيها مع ربه بين قراءة قرآن ودعاء وخشوع.

«عكاظ» ناقشت في هذا التقرير مع عدد من المختصين في عدة تخصصات عمّا تشهده المنطقة المركزية في المدينة المنورة من تواجد لضيوف المسجد النبوي، وقال الأستاذ بالجامعة الإسلامية وجامعة طيبة سابقاً الدكتور غازي غزاي العارضي: «إن المدينة المنورة تتجمل طوال العام بتوافد زوار المسجد النبوي، إذ تتأهب لاستقبال طلائع وفودهم منُذ وقت مبكر وتشهد تواجدهم كافة المواقع في المدينة المنورة، لا سيما المنطقة المركزية التي تحتضنهم في صورة مليئة بالروحانية تحمل لنا الأنس والسعادة ونحن نشاهدهم يقضون أياماً معدودة بيننا وهم يعيشون بكامل سعادتهم ويغتنمون ساعات ولحظات بقائهم على هذه الأرض الطيبة بما يمكن تخليده في ذاكرتهم طيلة حياتهم، ولعل الذاكرة تختزن لهم صورة من كل جزء وزاوية من زوايا المدينة النبوية».

من جهته، قال الخبير الاقتصادي حسين محمد الردادي: «إن المدينة المنورة أضحت طوال العام في حراك اقتصادي، يساهم ذلك بشكل ملحوظ ويعزز تنوعاً في الاستهلاك بمختلف السلع بسبب توافد المعتمرين والزوار لها في أغلب فترات الموسم، بالإضافة إلى موسم الحج، الذي يعتبر اللاعب الرئيسي في نمو الاقتصاد، وذلك لتوافد الملايين من الحجاج والمعتمرين والزوار، ويشكِّل وجود الزوار من المعتمرين والحجاج في المنطقة المركزية محركاً اقتصادياً كبيراً، لا سيما قطاع الفندقة، إذ إن هذا القطاع يشهد نمواً كبيراً خلال هذا الموسم ونسبة إشغال كبيرة، فمن الملاحظ أن المنطقة المركزية تعتبر (السنتر) لوجود الزوار بحكم أنها المحيطة بالمسجد النبوي الذي ساهم في أن تكون طوال العام أشبه بخلية نحل، ما يجعل الاقتصاد في المدينة يشهد نمواً».

ولفت الردادي إلى «انتعاش محلات الصرافة في المنطقة المركزية، ووجوده يحرك هذا القطاع بشكل كبير، خصوصاً مع تزايد وفود الحجاج والزائرين من مختلف أنحاء العالم ومع اختلاف جنسياتهم واختلاف عملاتهم التي يتداولونها».

إرث يفوح منه عبق النبوة

الإعلامية سماح ياسين قالت: إن المسجد النبوي يشكل في نفوس المسلمين شيئاً عظيماً، كونه إرثاً إسلامياً يفوح بعبق النبوة ويجسّد عظمة الرسالة، ويحرص ضيوف الرحمن خلال وجودهم على زيارة الأماكن الدينية والمعالم التاريخية، ويعتبر زوار المسجد النبوي الزيارة فرصة لتوثيق رحلتهم والتقاط الصور التذكارية في كل موقع تاريخي بالمدينة، ولعل المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي تأخذ النصيب الأكبر من وجود ضيوف الرحمن؛ كونها تحيط بالحرم النبوي مهوى الأنفس المؤمنة، ويضم في جنباته العديد من الآثار المرتبطة بالسيرة النبوية التي منها مسجد الغمامة، مسجد الإجابة، وبقيع الغرقد أشهر مقابر العالم الإسلامي. وأضافت أن فترة التي تعقب انتهاء موسم الحج لا تقل كثافة عن وقت تواجد الحجاج فما نشاهده من كثافة طوال الموسم يؤكد ذلك أن كافة الخدمات التي تقدمها الدولة قد يسرت على ضيوف الرحمن حيثما كانوا في المشاعر المقدسة وفي المسجد النبوي يؤدون شعائرهم بيسر وسهولة.

جلسات ومقاهٍ ومطاعم

الباحثة في التراث مريم الحربي تقول: إن زوار المسجد النبوي يحرصون خلال فترة وجودهم في المدينة المنورة على زيارة المواقع الأثرية والتاريخية المرتبطة بسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، يسبقهم الشوق لرؤية هذه المواقع عن كثب. وقد أولت حكومة المملكة اهتماماً بالغاً بهذه المواقع، فقد تم تأهيلها لتكون مناسبة لاستقبال هذه الأعداد الغفيرة، وإثراء تجربتهم في رحلة العمر. كما أضافت إذا تحدثنا عن المنطقة المركزية فلقد ساهم توفر الخدمات لضيوف الرحمن لا سيما الخدمات المعيشية في راحتهم، فعلى سبيل المثال هناك توفير للعديد من المأكولات من مختلف مطابخ العالم، ضمن سلسلة مطاعم منوعة أوروبية وآسيوية وأفريقية وعربية، فضلاً عن النظافة عالية الجودة في ردهات المنطقة المركزية، إضافة إلى الجلسات المفتوحة التي توفّرها المقاهي، أو الجلسات العامة وكل هذا يجعل المنطقة المركزية تتكلم بكل اللغات والاشارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى