تحقيق نجاح ملموس في التغلب على تحديات “الموسمية” و “التمويل”
تم رفع المستهدف السياحي في المملكة العربية السعودية إلى 150 مليون سائح بحلول عام 2030، بعد وصول 100 مليون سائح العام الماضي. هذا جاء بفضل تغييرات في القطاع السياحي، بما في ذلك الاستثمار في تطوير الوجهات السياحية وتقديم تمويل للمشروعات. كما تم التوسع في نظام التأشيرات وزيادة الفعاليات السياحية لجذب الزوار. تم تقديم مشروعات متنوعة مثل مسبح الكرات في موسم جدة، واعتماد منظمة ديستينيشنز إنترناشيونال لوجهة العلا. شهدت أيضًا تأسيس كلية السياحة والضيافة في جامعة الملك خالد.
تحقيق نجاح ملموس في التغلب على صعوبات الموسمية والتمويل – اهم الكلمات المستخدمة
واللافت للانتباه أنَّ القطاع نجح في تغيير الدماء والخطط النمطية ليتجه الى تحقيق أهدافه الكُبْرى، بعد القضاء على الطبيعة الموسميَّة، وحل مشكلات التمويل، وتطوير أداء القوى البشريَّة.
وفي هذا الصدد لم يكن مستغربًا أنْ يعلن وزير السياحة أحمد الخطيب الأسبوع الماضي عن ارتفاع عدد السيَّاح خلال النصف الأوَّل من عام 2024، إلى 60 مليون سائح، أنفقوا خلالها 143 مليار ريال؛ ممَّا سيعزِّز رفع مساهمة السياحة في إجمالي الناتج المحلي إلى 10% بحلول 2030، وزيادة معدلات التوظيف من 650 ألف وظيفة تقريبًا في 2019 ليصل إلى 1.6 مليون وظيفة بحلول 2030م.
ويمكن أنْ نعزوَ الزيادة الملحوظة في إيرادات القطاع السياحي إلى عدَّة أسباب، من بينها رؤية 2030، التي ركَّزت على السياحة باعتبارها من القطاعات الواعدة، وفي هذا الصدد تم التوسُّع في نظام التأشيرات على مدار العام تقريبًا، وفتح المجال لمعظم حامليها لأداء العُمرة والتجوُّل في مدن المملكة المختلفة.
كما ساهم في انتعاش القطاع إطلاق صندوق التنمية السياحية الذي يقدم التمويل المناسب للمشروعات المختلفة، وحل مشكلة كانت تؤرِّق المستثمرين في ظل ارتفاع تكاليف إنشاء المشروعات السياحيَّة والترفيهيَّة.
أمَّا العامل الثالث فهو الاهتمام النوعي بالقطاع السياحي بالتكامل والتعاون مع كافة القطاعات، وعدم التركيز على التسوق فقط؛ ممَّا كان له أثر واضح في القضاء على مشكلة الموسمية التي عانى منها القطاع السياحي لسنوات طويلة.
ولا شكَّ أنَّ زيادة الفعاليَّات السياحيَّة تمثِّل عامل جذب للمنافسة على استقطاب الزوَّار من الداخل والخارج. ولعلَّ من الأسباب الرئيسة إطلاق نظام التأشيرات السياحيَّة في عام 2019 بـ44 دولةً، وزيادة الدول المستفيدة بمقدار 50% خلال فترة زمنية قصيرة.
تطوير الوجهات السياحية
ويلعب مشروع تطوير الوجهات السياحية الكُبْرى دورًا مهمًّا في جذب السيَّاح، وذلك نتيجة اختلاف الأجواء المناخية من منطقة إلى أُخْرى، فيما دخلت إمارات المناطق والمدن على الخط بالعمل على الاستفادة من المزايا النسبيَّة التي تتمتع بها كل منطقة؛ لتكون عنصر جذب سياحي متميِّز بالمرحلة المقبلة.
ولا جدالَ على أنَّ التوسع في زيادة عدد مقاعد الطيران يمثِّل أهمية كبيرة خلال موسم الصيف؛ لضمان سرعة السفر بين مناطق المملكة المختلفة، وتقليص قوائم الانتظار.
وإذا كانت الأهداف المتحققة تشير إلى نجاح ملحوظ، فإنَّ التحدِّي الأهم يبقى الهبوط بأسعار الخدمات والسكن، مع توسيع قاعدة مقدِّمي الخدمة لتعزيز المنافسة.
إقبال نوعي على موسم جدَّة
حظي موسم جدَّة المُقام حاليًّا تحت شعار «من جديد» بتفاعل وإقبال لافت من الزوَّار من داخل المملكة، والسيَّاح القادمين من الخارج، وذلك لما يحمله من قيمة ترفيهيَّة واجتماعيَّة كُبْرى.
تضم منطقة الـ»سيتي ووك» مزيجًا متنوِّعًا من التجارب التفاعليَّة، والألعاب الحركيَّة والمهاريَّة، إلى جانب المسرحيات العربية والحفلات الغنائية، والمطاعم والمقاهي ومتاجر التسوق.
فيما تُقدِّم منطقة « Warner Bros Discovery: Celebrate Every Story» مزيجًا من الألعاب والعروض الترفيهيَّة، إضافة إلى الفعاليات المُقامة في «Imagine Monet»، وحديقة الأمير ماجد.
مسبح المليوني كرة بجدَّة
أتاحت منطقة نادي الشاطئ في السيتي ووك بموسم جدَّة 2024، الفرصة لزوَّار الموسم ليعيشوا تجربة مميَّزة داخل أول وأكبر مسبح من الكُرات، تتجاوز مليوني كرة داخل مساحة واسعة، وأجواء رائعة تعمُّ المنطقة التي تتميَّز باللونين الأبيض والأصفر؛ ممَّا يضفي روح الحماس والمتعة.
ويتضمَّن مسبح الكور قسمين، أحدهما للكبار بعمق متر، والآخر مخصص للصغار بعمق 50 سنتيمترًا للقفز والسباحة واللعب في بحر من الكرات البلاستيكية المعاد تدويرها.
العلا لاعتماد المنظمة الدولية للوجهات السياحية
أعلنت وجهة العُلا عن حصولها على اعتماد المنظمة الدولية للوجهات السياحيَّة «ديستينيشنز إنترناشيونال» التي تتَّخذ من الولايات المتحدة الأمريكيَّة مقرًّا لها، لتكون بذلك أول وجهة في الشرق الأوسط تحصل على هذا الاعتماد.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن «برنامج اعتماد تسويق الوجهات»، وهو معيار قطاع منظمات تسويق الوجهات لقياس الجودة والاحترافيَّة، كما يأتي الاعتماد بعد عام من نجاح العُلا في الانضمام إلى «ديستينيشنز إنترناشيونال» بصفتها أول جهة من الشرق الأوسط.
تدشين كلية السياحة والضيافة
احتفلت جامعة الملك خالد، بتدشين «كلية السياحة والضيافة»، وشاهد الحضور عروضًا مرئيَّةً لمرافق الكليَّة والمنظومة التعليميَّة للسياحة في الجامعة والتي تضم مرافقَ تعليميَّةً تشملُ فندقًا تعليميًّا مصمَّمًا على التراث العسيري، كما تحتوي المرافق على «صوبة زراعيَّة» تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية، وتقديم تجربة عمليَّة في زراعة الأعشاب والخضراوات والفواكه الطازجة، وأعلنت الجامعة -خلال الحفل- عن إطلاق عدَّة مبادرات وبرامج تعليمية، بالتعاون مع جهات دولية مرموقة.