التعاون الخليجي: الشراكة الروسية تاريخية واستراتيجية – أخبار السعودية
جاسم محمد البديوي يؤكد أهمية التعاون مع روسيا لدول الخليج، وتسريع تنفيذ خطة 2023-2027 المشتركة. يعقد الحوار الإستراتيجي بينهم بشكل دوري لتبادل الآراء حول القضايا المهمة. يدين الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ويدعو لوقفها وتأمين المساعدات الإنسانية. يدعو المجتمع الدولي للتدخل لحماية المدنيين في غزة، ودعم حل سياسي شامل للأزمة بين روسيا وأوكرانيا. يشدد على أهمية ضمان حرية الملاحة بين البحر الأحمر وخليج عدن ودعم الجهود لتسهيل تصدير المواد الغذائية. تقدير للجهود السعودية وسلطنة عمان في التوسط باليمن وحث الحوثيين على المشاركة بإيجابية مع الأمم المتحدة.
“التعاون الخليجي مع روسيا: تاريخ واستراتيجية – آخر أخبار السعودية”
وفي الاجتماع، الذي ترأسه رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وبمشاركة وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون، وحضور وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، أكد البديوي أن الحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية بالاجتماع الوزاري المشترك السابع يأتي انعقاده في إطار الحوار الإستراتيجي الذي تأسس بموجب مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها في أبوظبي في نوفمبر 2011، واستكمالاً للجهود الحثيثة التي يبذلها الجانبان لتقوية أواصر العلاقات الصديقة بينهما بما يحقق تطلعاتهما، لاسيما أن هذا الحوار يمثل منصة دائمة للحوار على المستوى الوزاري لتبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك بما فيها مهددات الأمن الإقليمي والعالمي من جانب، وبحث سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات لخدمة المصالح المشتركة من جانب آخر.
وقال البديوي: “يشوب صورة عالمنا اليوم العديد من الصراعات والأزمات، بما يؤثر جدياً على أمنه واستقراره، وتبذل دول مجلس التعاون أقصى الجهود الممكنة للإسهام في حل النزاعات وتسوية الخلافات من خلال الحوار والمفاوضات والوسائل السلمية والدبلوماسية”، مؤكداً على أهمية تغليب الحكمة ولغة الحوار، واحترام سيادة القانون، بما يتوافق مع الأعراف والقيم والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تكفل لهذا العالم المحافظة على أمنه واستقراره، وهو ما من شأنه أن يحقق لكافة دول العالم ازدهارها ولشعوبه رفاهيتها.
وندد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي باستمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، وجرائم الحرب التي تواصل القيام بها القوات الإسرائيلية تناقض كل القيم الإنسانية وتتعارض مع المواثيق كافة، بما في ذلك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقرارات الأممية ذات الصلة، وهو ما يؤكد مع شديد الأسف فشل المجتمع الدولي في إيجاد الحل الشامل والنهائي والدائم لهذه القضية المأساوية حتى هذه اللحظة، حيث أدان المجتمع الدولي استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مجدداً وقوف مجلس التعاون جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني.
وطالب البديوي بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار والعمليات العسكرية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أهمية ضمان تأمين وصول كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية اللازمة لسكان غزة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
وطالب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات جادة وحازمة على نحو عاجل، لتوفير الحماية للمدنيين في قطاع غزة، وأن يساند جهود دولة فلسطين في نيل اعتراف المزيد من دول العالم، ودعمها للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي من أجل تحقيق السلام الشامل القائم على حل الدولتين.
وأضاف: في ما يتعلق بالوضع في اليمن فإن مجلس التعاون يشيد بالجهود المخلصة التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان والاتصالات القائمة مع كافة الأطراف اليمنية لإحياء العملية السياسية، بما يفضي إلى تحقيق حل سياسي شامل ومُستدام في اليمن، مشدداً على أهمية انخراط الحوثيين بإيجابية مع جهود الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام لتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني الشقيق.
ولفت إلى أن التطورات في البحر الأحمر تمس أمن الملاحة الدولية وتؤثر سلبا على عمليات التبادل التجاري العالمي، وقد بات من الضروري والملح خفض التصعيد للمحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، واحترام حق حرية الملاحة البحرية فيها، وفقاً لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، حفاظاً على مصالح العالم أجمع.
وجدد البديوي دعمه لجهود الوساطة التي قامت بها دول المجلس في ما يخص الوضع في أوكرانيا، مشدداً بالقول: مجلس التعاون يجدد دعمه لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ووقف عمليات إطلاق النار، وحل هذه الأزمة سياسياً، وتغليب لغة الحوار، وتسوية النزاع القائم بينهما من خلال المفاوضات، بهدف الوصول إلى حل سياسي مستدام للأزمة، والتخفيف من آثارها وتداعياتها، إضافة إلى دعم المجلس لكافة الجهود الرامية إلى تسهيل تصدير الحبوب وكافة المواد الغذائية والإنسانية للمساهمة في توفير الأمن الغذائي للدول المتضررة.