ولي العهد: لن نقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حتى يتم إنشاء دولة فلسطينية.
أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عدم إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلا بعد إنشاء دولة فلسطينية مستقلة. أشار إلى أن النشاطات غير النفطية كان لها حصة بنسبة 50٪ من الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي. كما تم تسجيل أدنى مستوى للبطالة بين المواطنين في الربع الأول من عام 2024. شهدت المملكة تحسنًا في نسبة تملك المساكن للمواطنين وفي مجال السياحة. وأكدت المملكة التزامها بتعزيز الأمن الإقليمي والدولي ودعت إلى حلول سياسية للأزمات في العديد من الدول.
ولي العهد: إقامة دولة فلسطينية ضرورية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل
جاء ذلك خلال افتتاحه أمس أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى.
وأشار إلى تسجيل الأنشطة غير النفطية أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ (50%) في العام الماضي، مما يعزز استدامة النمو وشموليته.
كما سجلت البطالة بين المواطنين والمواطنات، أدنى مستوى لها تاريخي في الربع الأول من عام 2024م بلغ (6ر7%)، بعد أن كانت نسبته (8ر12%) في عام 2017م.
وأشار سموه إلى ارتفاع نسبة تملك المساكن للمواطنين من (47%) عام 2016م إلى ما يزيد على (63%).
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الخطاب الملكي السنوي، فيما يلي نصه:
بعون الله وتوفيقه نفتتح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا ويسدد خطانا.
الإخوة والأخوات: ونحن على أعتاب دورة جديدة من أعمال مجلس الشورى، نؤكد أهمية دور المجلس في الارتقاء بأداء مؤسسات الدولة، ودوره الفعَّال في تطوير الأنظمة وتحديثها، إلى جانب مهامه الرقابية ومتابعته المستمرة لتنفيذ الإستراتيجيات والخطط المعتمدة.
منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 والمواطن نصب أعيننا فهو عمادها وغايتها، وأي إنجاز يتحقق من خلال مظلتها الشاملة للمسارات المختلفة، هو رفعة للوطن ومنفعة للمواطن وحصانة – بإذن الله – للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات.
نلتقيكم اليوم وقد قطعنا أجزاءً من هذه الرحلة بخطوات ثابتة وعمل مستمر، نفخر فيها بتحقيق الكثير من المستهدفات على المستوى الوطني والدولي، وارتقت فيها المملكة درجات متقدمة في المؤشرات والتصنيفات الدولية، ونحن ماضون بتفاؤل وثقة في مواصلة الرحلة لتحقيق مستهدفاتنا، وفق منهج شامل وتكاملي يقوم على المراجعة الدقيقة وترتيب الأولويات.
%50 مساهمة الأنشطة غير النفطية
وحققت بلادنا منجزات جوهرية كثيرة خلال هذه الرحلة العظيمة، ومن نماذج هذه الأنشطة غير النفطية في المملكة، سجلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ (50%) في العام الماضي، مما يعزز استدامة النمو وشموليته ويحقق جودة عالية في التنوع الاقتصادي، ويواصل صندوق الاستثمارات العامة دوره في تحقيق أهدافه ليكون قوة محركة للاستثمار، وسجلت البطالة بين المواطنين والمواطنات، أدنى مستوى لها تاريخي في الربع الأول من عام 2024م بلغ (6ر7%)، بعد أن كانت نسبته (8ر12%) في عام 2017م.
وارتفعت نسبة تملك المساكن للمواطنين من (47%) عام 2016م إلى ما يزيد على (63%)، وفي مجال السياحة سبقت المنجزات التاريخ المستهدف، حيث حددت إستراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت عام 2019م، مستهدف (مائة) مليون سائح في 2030م، وتم تجاوز هذا المستهدف والوصول إلى (مائة وتسعة ) ملايين سائح عام 2023م ، وحققت المملكة المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية، ومع استكشاف الثروات الطبيعية تغدو المملكة من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم، كما أن بلادكم أحرزت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليمياً ودولياً.
إن المملكة اليوم نتيجة منجزاتها ورؤيتها، تحظى بثقة عالمية جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري، مما أسهم في اختيارها لاستضافة إكسبو 2030 وتستعد اليوم لتنظيم كأس العالم عام 2034م.
إننا نفخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، ونولي التعليم جل اهتمامنا ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار، ونعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع.
ونؤكد أنه بينما نمضي في مسارات التحديث والتنوع؛ فإننا حريصون أشد الحرص على حماية هويتنا وقيمنا، التي هي امتداد لمسيرة أجدادنا وآبائنا، وهي صورتنا الثاقبة في العالم أجمع.
القضية الفلسطينية في الصدارة
تتصدر القضية الفلسطينية اهتمام بلادكم، ونجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة، ولن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك.
ونتوجه بالشكر إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، ونحث باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة.
إن المملكة حريصة على التعاون مع كل الدول الفعالة في المجتمع الدولي، متيقنة أن ما يحمي البشرية ويصون قيمها الحضارية، هو السعي المشترك إلى مستقبل أفضل مبني على التعاون المثمر بين الدول والشعوب، واحترام استقلالية الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات.
كما أن المملكة تسعى إلى تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال بذل الجهود للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، وكذلك تدعم الحلول في الأزمات الدولية مثل الأزمة الروسية الأوكرانية.
ختاماً.. أشكر الإخوة والأخوات في المجلس وجميع العاملين في أجهزة الدولة، الذين يخدمون وطنهم بإخلاص وتفانٍ مما أثمر عن هذه الإنجازات المشهودة اليوم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء يؤدون القسم
لدى وصول سمو ولي العهد، مقر مجلس الشورى، كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، ورئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ. ثم عُزف السلام الملكي.
إثر ذلك تشرف نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور مشعل السلمي ومساعد رئيس المجلس الدكتورة حنان الأحمدي والأمين العام للمجلس الأستاذ محمد المطيري، بالسلام على سمو ولي العهد.
وتوجه سمو ولي العهد إلى قاعة الجلسات، حيث تشرف رئيس مجلس الشورى بتلاوة القسم أمام سمو ولي العهد وردد أعضاء وعضوات المجلس القسم. بعد ذلك التقطت الصور التذكارية لسمو ولي العهد مع أعضاء مجلس الشورى.
ولي العهد.. ورسائل حاسمة للداخل والخارج
يُمثِّل الخطابُ الملكيُّ الذي ألقاه سموُّ ولي العهد في افتتاح أعمال السنة الأُولى من الدَّورة التَّاسعة في مجلس الشورى، نهجًا راسخًا حيال إيمان الدَّولة بالدور التشريعي، والرِّقابي للمجلس في تنفيذ الخطط والإستراتيجيَّات المعتمدة.
ويأتي تأكيد سمو ولي العهد أنَّ المواطن يأتي في سُلَّم اهتمامات الدَّولة؛ بوصفه عماد وغاية رؤية المملكة 2030، امتدادًا ثابتًا، والتزامًا راسخًا لإيمان سموِّه بدور المواطن وحرصه على تحقيق أعلى درجات جودة الحياة لعموم المواطنين.
ولا شكَّ أنَّ المُستهدَفات والمُنجزات الكبيرة التي حقَّقتها المملكة مُنذ إطلاق رؤية 2030 في العديد من القطاعات الحيويَّة والواعدة على صعيد الإسكان، والتعليم، والاستثمار، وجودة الحياة، والاستضافات العالميَّة تأتي ثمرةً للتخطيط النموذجي، والإشراف والمتابعة المستمرَّين من سموِّ وليِّ العهدِ النَّابع من حرصه والتزامه على تحقيق المكانة المستحقَّة للمملكة ومواطنيها.
وفي الخطاب لم يكن مستغربًا أنْ يرسلَ سموُّ وليِّ العهدِ رسالةً واضحةً للعالم أجمع، بشأن محوريَّة القضيَّة الفلسطينيَّة بالنسبة للمملكة، من خلال تأكيده أنَّه لنْ تُقامَ أيُّ علاقة مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينيَّةٍ مستقلَّةٍ وعاصمتهَا القُدس الشرقيَّة، ودعوته دول العالم للاعترافِ بالدَّولة الفلسطينيَّة؛ تجسيدًا للشرعيَّة الدوليَّة.
وتلعب المملكةُ دورًا محوريًّا في إرساء دعائم الاستقرار في المنطقة والعالم، وتعزيز الأمن والسلم الدوليَّينِ وأنَّ احترامَ استقلاليَّة الدول وقيمها، والأخذ بمبدأ حُسن الجوار، وعدم التدخُّل في شؤونها الداخليَّة، وتجنُّب اللجوء إلى القوَّة في حلِّ النزاعات هو السبيل الأمثل لبناء مستقبلٍ أفضلَ للجميعِ.
آل الشيخ: عمل تنموي جبار بفضل القيادة والرؤية
ألقى رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ كلمة قال فيها إن العمل التنموي الجبار والمتميّز الذي تشهده بلادنا في هذا العهد الميمون لم يكن ليتحقق لولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم السياسة الحكيمة التي انتهجتها الدولة بعد أن رسمت رؤية 2030 المباركة التي يشرف عليها سموكم الكريم مساراً تنموياً متفرداً في أبعاده وأهدافه، ومتنوعاً في طموحاته وعطاءاته لتضع هذه البلاد المباركة في مكانها المستحق بين الأمم.
يطيب لي أن أعرض لسموكم الكريم بإيجاز أنه صدر عن مجلس الشورى خلال السنة الماضية وهي السنة الرابعة من الدورة الثامنة للمجلس أربعمائة وثلاثة وتسعون قراراً في مختلف الموضوعات التي يدرسها المجلس، منها ثمانية وخمسون قراراً تتعلق بمشروعات الأنظمة واللوائح، ومائتان وأربعون قراراً تتعلق بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية، ومائة وأربعة وتسعون قراراً تتعلق بتقارير الأجهزة الحكومية، وغيرها مما يدخل في اختصاص المجلس ومهامه، ويأتي ذلك في ظل الرعاية المستمرة والدعم الكبير الذي يلقاه المجلس من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومن سموكم الكريم.
وفي الختام اسمحوا لي يا صاحب السمو أن أرحّب بأعضاء المجلس رجالاً ونساء الذين نالوا الثقة الكريمة متمنياً لهم التوفيق والنجاح، وأن أقدم الشكر للأعضاء الذين انتهت مدة عضويتهم على ما بذلوه من جهود طيلة مدة عملهم تحت قبة المجلس.