خطبة بلا فائدة: الضياع وراء وسائل التواصل الاجتماعي
خطبة الجمعة الماضية لد. بندر بليلة في المسجد الحرام ، حث المسلمين على تقوى الله والاهتمام برصد الأوقات والتحضير ليوم القيامة. أشار إلى أن الأيام تمضي بسرعة والحياة قصيرة ، فعلينا أن نعمل على استغلال الوقت بالخير والعمل النافع. أكد على ضرورة مراقبة النفس والتحلي بالبر وصلة الأرحام. دعا إلى الدعاء وأعمال الخير كوسيلة لزيادة العمر. وأبرز أهمية ترك ذرية صالحة تدعو للإنسان بعد وفاته كوسيلة لكسب الأجر في الآخرة.
فائدة ضائعة: خطبة النسياق خلف وسائل التواصل الاجتماعي من قبل خطيب المسجد الحرام
#فيديو ..
الأعمار أثمن من الإهمال..
خطيب #المسجد_الحرام الشيخ د. بندر بليلة: اجعلوا انشغالكم بالطاعات والتقرب إلى الله زادا لحياتكم#صلاة_الجمعة#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/wsnDsbUfse
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) November 29, 2024
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام طُوبى لمن شَغلُوا أوقاتَهُمْ بالطَّاعاتِ، وعَمرُوا أيَّامَهُمْ بالقُرباتِ، يجدُونها أعظمَ ما تكونُ أجرًا وثوابًا عندَ ربّ الأرضِ والسّماواتِ، فعن أبي بكرةَ رضي الله عنه أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النّاسِ خير قال: “مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ”، قال: فأيُّ النّاسِ شرٌّ قال: “مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ”، أخرجهُ الإمامُ أحمدُ في مُسندِهِ والترمذِيّ في جامعِه وصححه.
#فيديو ..
خطيب #المسجد_الحرام الشيخ د. بندر بليلة: السعيد من راقب نفسه ونهاها عن الزلات وألجمها عن الشهوات#صلاة_الجمعة#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/5yk7AtbmR7
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) November 29, 2024
وبيّن فضيلته أن الإنسانُ بكلِّ يومٍ يمضِي، إنّما هو بذلكَ يقتربُ إلى أجلِهِ، ويدنُو من آخرتِهِ، عن أبي الدَّرداءِ رضي الله عنه أنَّهُ قال: ” ابْنَ آدَمَ إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ، فَكُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُكَ. ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ فِي هَدْمِ عُمُرِكَ مُنْذُ يَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ ” أخرجَهُ ابنُ أبي الدنيا في كتابِ الزهدِ، فَالسَّعِيدُ مَن راقبَ نفسَهُ وحاسبَها، وَأَرْغمَها علَى اغتنامِ الأوقاتِ وقَصَرَها.
#فيديو ..
خطيب #المسجد_الحرام الشيخ د. بندر بليلة: كل يوم يمضي يأخذ جزءا من عمرك فاجعل أيامك مليئة بالخير والعمل النافع#صلاة_الجمعة#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/rL7VDu3HJt
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) November 29, 2024
وأكد فضيلته أن العمْر من نعَمِ اللهِ العُظمى، ومِنَنه الكُبرى، الَّتي لا يعرفُ قيمتَها إلّا المُوفَّقونَ الأخيارُ، ولا يُقدِّرُها حقَّ قَدْرِها إلّا المُلهمونَ الأبرارُ، فعن ابنِ عبّاسٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : “نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ” أخرجَهُ البخاريُّ.
#فيديو ..
الحياة قصيرة والفرص لا تنتظر أحدا..
خطيب #المسجد_الحرام الشيخ د. بندر بليلة: اغتنموا صحتكم ووقتكم قبل الندم على الماضي#صلاة_الجمعة#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/B4oANZll8A
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) November 29, 2024
والنّاسُ في هذهِ الدُّنيا صِنفانِ: صِنفٌ أدركَ حقيقةَ وُجودِهِ في هذهِ الحياةِ، والغايةَ الَّتي من أجلِها خُلقَ، لعبادةِ للّهِ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، فجاهدَ نفسَهُ، وحدَّدَ هدفَهُ، واستقبلَ وِجهتَهُ الَّتي تُوصلُهُ إلى مرضاةِ اللهِ. وصِنفٌ آخر مَأفون مفتون، محرومٌ مغبونٌ، يجري خلفَ شهواتِهِ، ويلهثُ وراءَ ملذَّاتِهِ، نَسيَ اللهَ فأنساهُ نفسَه.
#فيديو ..
خطيب #المسجد_الحرام الشيخ د. بندر بليلة: وسائل #التواصل_الاجتماعي دون فائدة ضياع لأعماركم#صلاة_الجمعة#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/XxpWqI4wXh
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) November 29, 2024
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن من أعظمِ أسبابِ ضياعِ الأعمارِ في غيرِ ما يعودُ على العبدِ بفائدةٍ في دينِهِ ودنياهُ: الجهل بقيمَة الزّمن، وصُحبة البطّالينَ، وطُول الأمل، والغفلة، وضُعْف الهِمَّةِ، والتّسوِيف، والانسياق وراءَ وسائِلِ التَّواصُلِ في غَيْرِ منفعَةٍ تُرجَى، فإذا جاءَ الأجل، وبلغَ النّهايةَ، عرفَ حينَها قيمةَ الحياةِ، وكمْ ضيَّعَ من الأوقاتِ، وندِمَ على ما فاتَ، وتمنَّى العوْدةَ، ولكِن هَيْهات هَيْهات.
#فيديو ..
خطيب #المسجد_الحرام الشيخ د. بندر بليلة: اللهم كن لإخواننا في #فلسطين مؤيدا ونصيرا واحفظ جنودنا المرابطين على الثغور#صلاة_الجمعة#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/xEkF2EHjFA
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) November 29, 2024
وأشار فضيلته إلى أنَّ اللهَ جلَّ وعلَا لعِلمِهِ بجِبِلَّة عباده، ورغبَتِهِمْ في الحياةِ، جعلَ لهُمْ أسبابًا لإطالةِ الأعمارِ، ومَدِّ الآجالِ، منها: الدُّعاء، وأعمال البِرِّ، وصِلة الأرحامِ، قالَ عليه الصلاة والسلام “لَا يَرُدُّ القَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلَّا البِرُّ” أخرجهُ الإمام أحمدُ في مسندِهِ والترمذيُّ في جامعِهِ. وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: “مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.” متفَقٌ عليْهِ.
وأبان الدكتور بندر بليلة أن مِن أعظمِ أعمالِ البِرِّ أن يترُكَ العبدُ خلفَه ذُرّيَّة صالحة مباركة، بمثابَةِ عُمُرٍ ثانٍ لَهُ بعدَ فراقِ هذهِ الدّنيا؛ هِيَ من صَميمِ عملِهِ، تدعُو لهُ بعدَ موتِهِ، فيُكتَبَ لهُ أجرُها في ميزانِ حسناتهِ، لا ينقُصُ من أجورهِمْ شيء، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ” أخرجَهُ الإمامُ أحمدُ في مسندِهِ والبخاريُّ في الأدَبِ المُفردِ.