في صحيفة “أخبار السعودية”: خطبة من المسجد النبوي تحذر من إلهاء المال عن أداء الصلاة في أوقاتها
وصى إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين بتقوى الله وأهمية الصلاة وأداء الفرائض. حث على العودة للصلاة قبل الموت وتعاهد الأهل والأولاد بأدائها. دعا لتكرار النوافل وقضاء الصلوات المفروضة الضائعة. أوصى بضرورة مراعاة وقت الصلاة وعدم الانشغال بالمال والتجارة. أكد على أن مراقبة أوقات الصلاة تبعد عن الذنوب والمحرمات. وختم الخطبة بدعوة للالتزام بالصلاة وتجنب الخيانة والمعاصي.
إنذار خطيب المسجد النبوي للمسلمين: الحرص على أداء الصلاة في أوقاتها وتجنب إلهائهم بالمال – آخر أخبار السعودية
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح البدير المسلمين بتقوى الله تعالى فهي ركن الاستقامة وحصن السلامة والحرز الحريز من موجبات الندامة، قال جل من قائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الصلاة هي علامة الإيمان وعصمة الدين، مشيرًا إلى أن من يحافظ عليها يعظم أمرها ويعرف قدرها ويرجو أجرها، قال عز وجل (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين).
وبين فضيلته أن تكرار الأمر بإقامة الصلاة في القرآن دلالة على عظم شأنها وعلو منزلتها، قال تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)، وقال تعالى (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)، وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ مَا لَمْ يَحْضُر الْعَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَّر الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَا لَمْ يطلع قرنُ الشَّمْس).
وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي: كما أن الترهيب الشديد والتخويف البالغ والتهديد الزاجر والوعيد لمن تعمد إخراج الصلاة المكتوبة عن وقتها المقدر، قال تعالى (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُون)، مبينًا أن المقصود من الآية هو إضاعة الوقت بلهو حتى يضيع الوقت، فيما توجه فضيلته لتارك الصلاة بالعودة إلى صلاته قبل الموت، وأن عليه الاعتبار بمن رحل من القرناء والأحبة.
وحث فضيلته على تعاهد الأهل والأولاد وتذكيرهم وإرشادهم والأمر بأداء الفرائض، عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدِّه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (مُرُوا أولادكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنين، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عَشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المَضاجِعِ).
ودعا فضيلته إلى الإكثار من صلاة النوافل تقربًا لله وجبرًا لما نقص، منوهًا بأن من فاتته صلاة مفروضة أو نام عنها وجب قضاؤها متى ذكرها، ففي الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ)، مشيرًا إلى أن من نقص من صلاته زيد عليها من النوافل والتطوع حتى تتم، عن أبي هريرة قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول ما يحاسب به العبد المسلم يوم القيامة الصلاة المكتوبة، فإن أتمها، وإلا قيل: انظروا هل له من تطوع فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه، ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك».
وفي الخطبة الثانية بيَّن إمام وخطيب المسجد النبوي أن على المسلم أن يتنبه أن يلهيه المال والولد، كما لا تنسيه تجارته وبيعه ولا يشغله السوق عن أداء الصلاة في مواقيتها. عن ابن مسعود أنه رأى قومًا من أهل السوق، حيث نودي بالصلاة، تركوا بياعاتهم ونهضوا إلى الصلاة، فقال عبد الله: هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله). وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات)، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط).
واختتم الخطبة إمام وخطيب المسجد النبوي بأن مراعاة أوقات الصلاة تبعد صاحبها عن مباشرة القاذورات وتعاطي المحرمات والشبهات، وتجافي عن أفعال الخائنين للأمانات.