محليات

المدينة: تاريخ يمتد لـ 90 عامًا من النجاح الإعلامي

تحتفل جريدة المدينة بصدور عدد 222222 اليوم الأحد، مستمرة في خدمة الوطن والمواطن لمدة تسعين عامًا. تأسست الجريدة في عام 1356هـ في المدينة المنورة، ودشنتها علي وعثمان حافظ. انتقلت ملكية الصحيفة لمؤسسة المدينة للصحافة والنشر في عام 1383هـ. تطورت الجريدة وزادت صفحاتها وانتشرت في المملكة والخارج. في عام 1982، افتتحت الأمير ماجد بن عبدالعزيز مبنى جديد للصحيفة في جدة. الجريدة تعاني اليوم من تحديات التمويل والإعلان وتسعى للحفاظ على دعمها وخدمة الوطن بقيادة رشيدة.

“تاريخ 90 عامًا للإعلام في المدينة”

يصادف اليوم الأحد صدور العدد «222222» من جريدة المدينة، التي دخلت عامها التسعين، مواصلة مسيرةً طويلةً من الرِّيادة الإعلاميَّة في خدمة الوطن والمواطن، وقضايا الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة منذ العدد الأوَّل لها. أسَّس علي وعثمان حافظ صحيفة المدينة المنوَّرة، وصدر أوَّل عدد منها في يوم الخميس السادس والعشرين من محرم عام 1356هـ بالمدينة المنوَّرة، وفي عام 1383هـ انتقلت ملكيَّة الجريدة لمؤسَّسة المدينة للصحافة والنشر، متجاوزةً مراحل عديدة من النموِّ والتطوير الدائم على مدى نصف قرن، وذلك على الرغم من التحدِّيات المختلفة، لاسيَّما في السنوات العشر الأخيرة، مع ظهور التقنيات الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي.

12

الصدور الأوَّل في 4 صفحات

صدرت «المدينة» لأوَّل مرَّة في أربع صفحات، لكنَّها تفرَّدت كأوَّل صحيفة سعوديَّة تنشر الصُّور الفوتوغرافيَّة، وتصدَّر العدد الأوَّل صورة للملك المؤسِّس عبدالعزيز -يرحمه الله-، وكان من اللافت في هذا العدد ملحوظتان: الأُولَى الخط العام الذي اختطته الجريدة لنفسها، وهو أنَّها ليست جريدةً محليَّةً فقط، بل للجميع ابتداءً من الوطن، وحتَّى الأُمَّة، وفي هذا الصدد قال عثمان حافظ في افتتاحيَّة العدد الأوَّل إنَّها (الصَّحيفة التي نعدُّها لعامَّة أبناء المملكة العربيَّة السعوديَّة، شيبًا وشبَّانًا، لا فرق بين المكيِّ، والمدنيِّ، والرِّياضيِّ، والجَديِّ، والقصيميِّ، والعسيريِّ، بل إِنَّا لنعدُّها لأوسعَ من هذا، فهي تقبل كلَّ مقال عربي قيم، وكل رأي إسلامي سديد، القصد منه المنفعة والإصلاح المأمول..). هكذا كانت الرؤية واضحةً وشاملةً وجليَّةً منذ الانطلاقة. «المدينة للوطن والأمَّة والإصلاح».

وفي العدد الخامس تجلَّت الرُّؤية أكثر من خلال قصيدة تدافع فيها عن فلسطين، للشَّاعر إبراهيم الجبهان، جاء فيها:

يَا فلسطينُ عزَّ -واللهِ- خطبٌ

دَاهمتنَا بذكرِهِ الأنباءُ

لكِ حقُّ الإخاءِ فِي الدِّينِ منَّا

وَلكِ الماد والنُّفوس فداءُ

ومِن الواجبِ القيامُ لكِ اليومَ

بمَا يقتضيه ذلكَ الإخاءُ

فهُو حقٌّ يضمُّنا الدِّينُ فيهِ

لَكِ منَّا والملَّةُ السَّمحاءُ

وفي البداية كانت «المدينة» تصدر أسبوعيَّة، ومنذ تأسيسها اشتغلت بنشر ألوان المعرفة والثقافة، بالإضافة إلى الأخبار المحليَّة والعالميَّة، وكان أوَّل رئيس تحرير لها أمين مدني، وفي 19 ربيع الآخر 1356هـ تولَّى السيِّد عثمان حافظ رئاسة التحرير، بعدما أصبح صاحب الجريدة، ومحررها المسؤول، وشارك علي حافظ، أخاه مسؤوليَّة التَّحرير في 26 جمادى الأُولى 1358هـ، وأصبحا معًا (صاحبَي الجريدة ومحرِّرَيهَا).

13

وتطوَّرت الجريدة إلى أنْ صدرت مرَّتين في الأسبوع، واستمر الصدور من المدينة المنوَّرة حتى بداية عام 1383هـ، وفي الرابع من صفر 1383هـ، تولَّى رئاسة التحريرهشام حافظ، بينما تولَّى محمد علي حافظ منصب مدير التحرير، والسيد خالد حافظ مسؤوليَّة الإدارة في حين انتقلت الجريدة إلى مدينة جدَّة لتصدر بشكل يومي (مع إجازة أسبوعيَّة ليوم واحد).

وصدر أوَّل عدد من جدَّة في السابع والعشرين من رجب عام 1382هـ، وأخذت الصحيفة على عاتقها الإسهام بالمبادرات والأفكار، ومن على صفحاتها انطلقت دعوة توسعة الحرمين الشَّريفين، والدعوة لإنشاء جامعة أهليَّة بجدَّة، والتي كانت النواة الأولى لإنشاء جامعة الملك عبدالعزيز الحاليَّة التي تبنَّتها الدولة من بعد.

14

15

نقطة التحوُّل

ويمثِّل عام 1383هـ نقطة تحوُّل في تاريخ الصحافة السعوديَّة، بعدما صدرت الصحف السعوديَّة عن المؤسَّسات الصحفيَّة، وفي الخامس والعشرين من شوال عام 1383هـ عقدت الجمعيَّة العموميَّة لمؤسَّسة المدينة أوَّل اجتماع لها برئاسة عبيد مدني، ريثما يتم تعيين المدير العام. وكان عدد أعضاء الجمعية 21 عضوًا هم: محمد عمر توفيق، عبدالرحمن أبا الخيل، أحمد صلاح جمجوم، عبيد مدني، يوسف محمد زاهد، عبدالله محمد المهنا، عبدالعزيز أحمد ساب، حبيب محمد أحمد، محمد السعد العجروشي، عثمان إبراهيم الفضل، سليمان عبدالعزيز الخريجي، محمد عبدالرحيم العطار، سمير شما، عزيز ضياء، عبدالحميد عبدالقدير عنبر، وهيب سعيد بن زقر، محمد أبو بكر باخشب، محمد عبدالرحمن الشيباني، عثمان عبدالقادر حافظ، حامد أحمد دخيل، محمد علي حافظ، وفي عام 1384هـ انضم لأعضاء المؤسَّسة عبدالله المنيعي، عبدالله القصيبي، ومحمد عبدالقادر علاقي، وانتخبت الجمعيَّة العموميَّة أحمد صلاح جمجوم أوَّل مدير عام للمؤسَّسة، ومحمد علي حافظ أوَّل رئيس تحرير، وانضم لعضويَّة المؤسَّسة عام 1396هـ كلٌّ من: أحمد محمد محمود، وعلي سعيد الغامدي، وفي عام 1402هـ انضمَّ الدكتور محمد سعيد فارسي.

16

مراحل التطوُّر

ومرَّت صحيفة «المدينة» في عهد المؤسَّسات بمراحل تطوُّر هامَّة في تاريخها، واتَّسع انتشارها، وارتفع توزيعها، وزاد عدد صفحاتها، فكان أنْ شهدت الصحيفة مكاتب في الداخل والخارج، إلى جانب أقسامها المتعدِّدة، وثمانية عشر مكتبًا في مدن المملكة المختلفة، ومكتبًا إقليميًّا في القاهرة، إضافة إلى مراسلين داخل وخارج المملكة. افتتاح المبنى الجديد

وفي عام 1982م، افتتح الأمير ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكَّة المكرَّمة المبنى الجديد لمؤسَّسة «المدينة» فى شارع الصحافة الشَّهير بمدينة جدَّة، وضمَّت دار العلم للطباعة والنشر، التابعة لمؤسسة المدينة أضخم ماكينة طباعة في المملكة، وأصبح بالإمكان أنْ تصدر (المدينة المنوَّرة) في عهدها الجديد طوال أيام الأسبوع، بعد أنْ كانت تحتجب عن الصدور في يوم الجمعة.

17

18

وظهر أوَّل عدد يُلغي الإجازة الأسبوعيَّة في يوم الجمعة 20 /2/ 1402هـ. وفي تلك الفترة زِيد عدد صفحات الجريدة -حسب برنامج الخطة الموضوعة- إلى 24 صفحةً، ودأبت «المدينة» منذ ذلك الوقت على إصدار صحف، وملاحق متخصِّصة تميَّزت بها عن الصحف الأُخْرى، حيث صدرت «الملاعب الرياضيَّة» عام (1398هـ)، وأوَّل ملحق ثقافي «الأربعاء» الأسبوعي في (1403هـ). واليوم تسعى الجريدة في ظل صعوبات تتعلَّق بتحدِّيات التمويل والإعلان، وارتفاع التكاليف أنْ تبقى صامدةً تواصل رسالتها في خدمة الوطن والحفاظ على مكتسباته، في ظل حرص القيادة الرشيدة على استمرار المسيرة الإعلاميَّة ودعمها على كافة المستويات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى