بنان 2024: تجربة تفاعلية مبتكرة مع الحرف التقليدية
عرض “بنان” للحرف اليدوية قدم رحلة تفاعلية في قرية فنون الحرف مع تشكيل فلسفة الوحدة في التنوع وتقديم الحرف التقليدية في المملكة مثل النقش والنجارة والخوص. اعتبرت الفعالية حرفة الحدادة والسدو وصناعة الأواني الفخارية والتطريز وزخارف الجبس وترتيب تركيبة “رحلة بين الأمواج” وتركيبة “متاهة التراث” لتعكس جمالية الحرف التقليدية وذوق المرأة السعودية. يهدف المعرض إلى الحفاظ على التراث وتعزيز السياحة الثقافية بتقديم تجارب تفاعلية مميزة للزوار.
معرض بنان 2024 – تجربة تفاعلية للفن التقليدي بأسلوب فريد
قدم معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية “بنان” 2024 لزواره رحلة تفاعلية في قرية فنون الحرف مزجت بين مفهوم الجمال البصري والحسي من خلال أقسام القرية التي جسدت العلاقة بين عناصر المكان وأثرها في ثقافة الإنسان، وتشكيل فلسفة الوحدة في التنوع.
وتعد حرفة النقش واحدة من الفنون التقليدية العريقة في المملكة، وتعكس التراث الثقافي والتاريخي للبلاد، حيث يتم النقش على مواد مثل الخشب والحجر والمعادن، مما يضيف جمالية للمنتجات المحلية، والنقش السعودي يتميز بتصاميمه الغنية التي تتضمن أنماطًا هندسية وزخارف نباتية، ويُمارس في مناطق مثل العُلا ونجران، ويحرص الحرفيون على نقل هذه المهارات للأجيال الجديدة، ما يسهم في الحفاظ على هذا التراث ويعزز السياحة الثقافية.
معرض بنان 2024
وتعّد النجارة من أقدم الحرف التقليدية، التي تعكس إبداع الحرفيين ومهاراتهم، وتُستخدم لصنع الأبواب والنوافذ التقليدية والأثاث، يستخدم الحرفيون أدوات بسيطة وتقنيات دقيقة لتشكيل الخشب بتصاميم هندسية مستمدة من التراث المحلي.
وتمثل حرفة الخوص عن العلاقة الوثيقة بين الإنسان والبيئة، حيث تُستخدم سعف النخيل لصناعة منتجات متنوعة، وتعتمد هذه الحرفة على تقنيات تقليدية تُبرز جمال النخيل وتسلط الضوء على إبداع الحرفيين.
الحرف التقليدية
وفي ورشة تعج برائحة المعدن والنار، يبدأ حرفيو الحدادة يومهم بتجهيز أفرانهم، تسخن قطع النحاس حتى تتوهج وتصبح قابلة للتطويع، ثم يمسك الحداد بمطرقة ضخمة ويبدأ بتشكيل النحاس والمعادن بأنواعها ليصنع منها قطع مزخرفة، يضرب المعدن بدقة وفق تصميمات تقليدية تضيف لمسات جمالية على القطع، مثل النقوش الهندسية والدوائر، وبعد الانتهاء من التشكيل، يلمع النحاس ويُطلى بطبقة من الزيت لحمايته، ما يجعل القطع من أدوات ودلال وغيرها جاهزة للاستخدام.
ويُعد السدو من أشهر الحرف التقليدية في المملكة، ويُحكى من خلاله قصة تداخل العناصر داخل المجتمع السعودي عبر خيوط يتم صبغها وتجهيزها، ثم تنسج لتكون نسيجًا موحدًا، تعكس هذه التحفة الفنية تحول الخيوط المتناثرة إلى سجاد وإكسسوارات تزين المنازل، ما يرمز إلى جمال ثقافي يعبر عن الهوية والتراث، يعتبر تجسيد للتعاون والإبداع، ويجسد تاريخًا طويلًا من العمل الجماعي والتواصل بين أفراد المجتمع السعودي.
السدو السعودي
تعرض هذه التحفة الفنية تحول نسيج السدو السعودي التقليدي، بدءًا من شكله الكامل كسجاد أو أقمشة منسوجة من خيوط الصوف، والتي تتفكك تدريجيًا لتصبح خيوطًا ملونة.
وتتجمع هذه الخيوط في الوسط لتشكل “غابة” من الألوان الزاهية، ولن تصل جميع الخيوط إلى الأرض، ما يسمح للزوار بالتفاعل مع العمل الفني من خلال التقاط الصور على منصة مرتفعة بارتفاع 30 سم كما ستكون هناك قطع صغيرة من القماش بألوان مختلفة متناثرة على الأرض، بينما ستعلق أدوات حياكة السدو من السقف، ما يضيف لمسة إضافية من اللون والتنوع.
متاهة التراث
وتُقدم “متاهة التراث” تجربة فريدة تأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن، حيث يلتقون بالحرفيين السعوديين وقصصهم، تشمل التركيبة ألواحًا شفافة تعرض صورًا تجريدية للحرفيين أثناء العمل، ما يخلق جوًا من الغموض والجذب.
وتشكل صناعة الجلد من الحرف التقليدية التي تعكس المهارة والإبداع، يتيح العمل الفني للزوار تجربة العزف على الطبول التقليدية، مع إضاءة تتفاعل مع الإيقاعات.
صناعة الأواني الفخارية
وتبدأ صناعة الأواني الفخارية بجمع الطين وتنظيفه، ثم تشكيله على الدولاب، بعد ذلك يجفف الطين قبل إدخاله الفرن، ليصبح جاهزًا للاستخدام.
ويُعد التطريز حرفة تقليدية تعكس ذوق وإبداع المرأة السعودية، يتم استخدامه لتزيين الملابس التقليدية، ويتميز بتصاميم مستوحاة من التراث المحلي. وتُستخدم زخارف الجبس لتزيين المباني، حيث تتطلب هذه الحرفة مهارات يدوية دقيقة، يجسد العمل الفني أعمدة جبسية محفورة بعناية، تعكس تنوع الهوية الثقافية.
تراث المملكة
وتسرد “رحلة بين الأمواج” هذه التركيبة التاريخ الطويل للارتباط بالبحر في المناطق الساحلية، تستخدم أجزاء حقيقية من قوارب الصيد لتعرض الأدوات المستخدمة، مع موسيقى طبيعية تعزز التجربة.
وأتاحت هذه الرحلة لاستكشاف التراث الغني في المملكة، والتفاعل مع الحرف التقليدية بأسلوب مبتكر.