لماذا لم يصمد أحدث النماذج اللغوية الكبيرة من ميتا على الإنترنت أكثر من 3 أيام؟
في 15 نوفمبر الماضي، كشفت شركة ميتا (Meta) الستار عن نموذج لغوي كبير جديد يحمل اسم غالاكتيكا (Galactica)، وهو نموذج يهدف إلى مساعدة العلماء. ولكن، وبدلاً من تحقيق النجاح المدوي الذي كانت ميتا تأمل به، انتهى أمر غالاكتيكا بصورة مهينة بعد ثلاثة أيام من الانتقادات الشديدة. وهكذا، أزالت الشركة النموذج التجريبي العام الذي شجعت الجميع على تجريبه.
مرة أخرى، يبين هذا الإخفاق الجديد لميتا -إضافة إلى عجرفتها- أن الشركات التكنولوجية الكبيرة ما زالت غير مدركة لحدود النماذج اللغوية الكبيرة. فهناك الكثير من الأبحاث التي تبرز عيوب هذه التكنولوجيا، بما فيها ميلها إلى إنتاج المحتوى المتحيز، والتأكيد على المعلومات الخاطئة كحقائق. لكن ميتا وغيرها من الشركات التي تعمل على النماذج اللغوية الكبيرة، مثل جوجل، لم تأخذ هذه الأبحاث بعين الاعتبار.
تم تصميم غالاكتيكا كنموذج لغوي كبير مخصص للأغراض العلمية، فقد تم تدريبه على 48 مليون مثال علمي من المقالات، ومواقع الويب، والكتب، والمحاضرات، والموسوعات. وقد روّجت ميتا لهذا النموذج بوصفه أداة مساعدة سريعة للباحثين والطلبة. ووفقاً لتوصيف الشركة، فإن غالاكتيكا “يستطيع تلخيص الأوراق البحثية الأكاديمية، وحل المسائل الرياضية، وتوليد مقالات ويكيبيديا، وكتابة البرمجيات العلمية، ووضع التسميات المعيارية للجزيئات والبروتينات، وغير ذلك”.
لكن هذا المظهر الخارجي اللامع لم يصمد طويلاً. فعلى غرار جميع النماذج اللغوية، ليس غالاكتيكا سوى بوت عاجز عن التفكير، ولا يستطيع تمييز الحقيقة من الخيال. وخلال ساعات، كان العلماء يشاركون نتائجه المتحيزة والخاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي.