سباقات الحمام الزاجل بنجران هواية تكللت بتأسيس أول نادٍ بالمنطقة
إعداد: علي آل منصور
تصوير و فيديو ومونتاج: صالح الدغاري
تُمثل الهواية شكلاً مهماً في حياة الفرد والمجتمع، ودافعاً للإلهام والإبداع، تتكون من خلال ممارستها الروابط المتعددة بما ينعكس على رقي المجتمع وتنوع ثقافته، وأولت القيادة الرشيدة – أيدها الله – هذا الجانب اهتماماً كبيراً حيث عززت قطاعات جودة الحياة المختلفة وأعطتها أولوية كبرى، وتعمل على ازدهار المجتمع وتنمية الفرد وتمكينه لبناء مجتمع حيوي مبادر وفعّال تحقيقاً لرؤية المملكة 2030.
وانطلاقاً من هذا التشجيع والاهتمام تمكَّنَ أصحاب هواية تربية وسباقات الحمام الزاجل بمنطقة نجران من تحويل هوايتهم من نمط مشاركات فردية في إطار خاص إلى شكل من أشكال الممارسات الجماعية المنظمة ، تكللت بتأسيس أول نادٍ بالمنطقة لسباقات الحمام الزاجل، وإنتاج من سلالات مصنفة عالمياً في السباقات الدولية.
وأوضح لوكالة الأنباء السعودية (واس)، رئيس نادي الجنوب لسباقات الحمام الزاجل بنجران، ناصر الربيعي أن إنشاء النادي بدأ بفكرة عمل جمعية للحمام الزاجل بنجران خلال عامي 2014م و2015 م.
وبيَّنَ الربيعي أن اللجنة السعودية لسباقات الحمام الزاجل اعتمدت النادي بشكل تجريبي خلال موسم سباقات 2019 م و2020م ، وبعد أن قدم النادي سباقات ونتائج جيدة، تم اعتماده نادٍ رسمي بموسم سباقات 2021م و2022م، ليكون نادياً ومركزاً لسباقات الحمام الزاجل بالمنطقة الجنوبية بشكل عام ومقره نجران، وتتبع له اللجان الخاصة بسباقات الحمام الزاجل في المدن الأخرى بجنوب المملكة.
وقبل الشروع في سباقات الحمام الزاجل يمر الهاوي لهذه الرياضة بعدة مراحل يستهلها ببناء مسكن مخصص للحمام الزاجل يسمى عالمياً LOFET)) “لوفت” وهو عبارة عن ألواح خشبية ، مكون من خانتين وحتى 8 خانات بشكل رفوف متراصة بشكل عمودي حسب عدد الحمام في المسكن الواحد، ثم تبدأ عملية تربية الحمام الزاجل والاهتمام بإطعامه، ويحمل كل طائر حجلاً إلكترونياً في قدمه اليمنى وآخر في اليسرى ، أحدهما مخصص، للسباق والثاني عليه رقم خاص يدل على اسم الطائر ونسبهِ ، وفقاً لما هو مدون في السجلات الدولية ، ويتم تدريب الحمام الزاجل منذ أن يبلغ عمر شهرين، حيث يبدأ تدريبه في مسافات قريبة من البيت ـ مثل مسافة 1 كيلو متراً تقريباً، في الاتجاهات الأربعة، وبعد ذلك يتم زيادة المسافة بالتدرج كل فترة، حتى تصل المسافة إلى 60 كيلو متراً في الاتجاهات الأربعة، ومن بعدها تبدأ في مضاعفة هذه المسافة بحيث تكون 120 كيلو متراً وعلى هذا المنوال حتى تبلغ المسافة المطلوبة، ويجري السباق بأن تُحْمَل الطيور في عربات خاصة ترافقها لجنة تحكيم مكونة من عضوين فأكثر إلى منطقة الإطلاق، وهناك تقوم اللجنة بفتح الحاويات التي يوجد بها الحمام لينطلق في رحلة عودته إلى مكان سكنه والذي تم تزويده بساعات إلكترونية وأجهزة جي بي أس مكونة من ثلاثة مهابط إلكترونية موجودة في مكان هبوط الحمام الزاجل في سكنه الخاص “اللوفت” مرتبطة بأجهزة حاسوبية دقيقة تتفاعل مع الشريحة الإلكترونية في الحجل الخاص الموجودة على قدم كل طائر، ويتم تسجيل الوقت بالدقيقة والثانية بكل دقة لحظة الوصول للمهبط، وترسل إلى الحاسوب الرئيسي للجنة التحكيم في منطقة الوصول ومنطقة الإطلاق .
وتبدأ سباقات الحمام الزاجل في المملكة من 100 كلم، وتصل إلى 1200 كلم في بعض المناطق، وبالنسبة لمنطقة نجران وصلت مسافة السباق إلى 550 كلم انطلاقاً من مدينة الأفلاج.
وأبان الربيعي أن عدد الأعضاء المسجلين والمشاركين في سباقات النادي ٢٠ عضواً، ويطمح نادي الجنوب لسباقات الحمام الزاجل والقائمين عليه للزيادة في الأعضاء والاهتمام بكل من لديه هذه الهواية وتشجيعه للرقي بهذه الرياضة ورفع أسهمها على المستوى، المحلي والدولي وزيادة عدد الممارسين للرياضة بالمنطقة.