منوعات

لمحة عن دروب ومسالك الطائف القديمة

ترسم خارطة الطائف ومحيطها الجغرافي تفرع 16 درباً ومسلكاً اشتهرت بها المحافظة منذ آلاف السنين نظراً لموقعها الإستراتيجي مما أكسبها أهمية اقتصادية وحضارية وثقافية.
وتربط هذه الدروب والمسالك الطائف بالعديد من القرى وفي صدارتها مكة المكرمة، ومن أشهر هذه الدروب: درب زبيدة، ودرب كرا، والسيل، ودرب المحضرة، ودرب الظبيات، ودرب المحمدية، ودرب علق، ودرب حاوية نمار من خلف جبل دكا جنوب المحمدية، ودرب كلوة، ودرب عقبة سلامة، ودرب يعرج، ودرب غرزة، ودرب الثنية، ودرب عفار، وغيرها.
وتتفرع هذه الدروب من بين الأودية المشهورة والشعاب وقمم الجبال والسهول التي تحيط بالمحافظة، كما تشتمل هذه الطرق على مياه عذبة وأراض خصبة وتنوع في الغطاء النباتي، وأنشأت على بعض هذه الدروب محطات واستراحات تم تزويدها بالآبار والبرك والسدود والقصور والدور والخدمات المتنوعة، ونفذت مساراتها بطرق علمية وهندسية فريدة، مع رصف بالحجارة للدروب المارة بالمناطق الرملية، وعمل دلالات وإشارات يهتدي بها المسافر قديماً.
ووثقت عدسات مصوري وكالة الأنباء السعودية “واس” دروب الطائف القديمة ومن بينها: درب كرا الحجري للمشاة، وهو درب أثري يربط بين الطائف ومكة المكرمة، ويشق هذا الدرب طريق الهدا جبل كرا (عقبة كرا – ثنية بين مكة والطائف) وهي عقبة تمثل مسيرة يوم للقوافل من مكة، ونصف يوم للهابط من الطائف إلى مكة، ويمشي في عرض درب كرا الأثري ثلاثة جمال بأحمالها، وعمّرها الحسين بن سلامة قبل ألف عام تقريباً، وتم تجديد الدرب سنة 1228هـ، ثم جددت عمارته سنة 1242هـ، كما تم إصلاحه سنة 1332هـ، وخلال فترات القرن الماضي تم إصلاح طريق الكر في عهد الملك عبد العزيز -رحمه الله- وتجديده مع الطريق الرابط بين الطائف ووادي محرم في عام 1352هـ 1933م.
ويطل على درب كرا الأثري دكة بافيل والحلواني وهي من أقدم الأماكن المطلة على طريق الهدا – الكر في الطائف، لما لها من مكانه تاريخية تجعلها تأخذ بعداً آخر، كونها كانت بداية فكرة إنشاء طريق الهدا من لدن الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- عام 1374 هـ، حيث تمثل دكة بافيل والحلواني لأهالي الطائف وزوارها؛ استراحة تطل على جبال الهدا وتضاريسها الجميلة، كما تستمد “دكة بافيل” قيمتها التاريخية من كونها مستراحاً للملك فيصل في منتصف القرن الماضي، وكذلك دكة الحلواني، التي تحتضن مبانٍ بارتفاع دور واحد، وبركة أسماك منذ عهد الملك عبد العزيز، حيث حظيت الدكة بزيارة أغلب ملوك المملكة العربية السعودية وضيوف الدولة.
وتميزت طرق الطائف القديمة بعبور القوافل التجارية وقوافل الحج، التي رسمت بوصلة انطلاقها في جزيرة العرب، فقد سلك الحجاج وغيرهم تلك الطرق والمسالك التي تربط المدينتين ببعضهما (مكة والطائف).
وتعد هذه الدروب معالم أثرية مهمة؛ تُكمل الصورة الجمالية للطائف، بعد أن عبدت وذللت وشقت من بين تلك الجبال الشامخة والأودية السحيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى