مركز أبحاث الزيتون بجامعة الجوف.. بيئة بحثية متكاملة لدعم وتشجيع المبادرات
يمثِّلُ مركز أبحاث الزيتون التابع لجامعة الجوف بيئة بحثية متكاملة للباحثين من منسوبي جامعة الجوف؛ لدعم وتشجيع المبادرات ذات الأولوية البحثية التي لها اهتمام بالزيتون وزيادة كفاءته والاستفادة من مخلفاته وإيجاد طرق حديثه للحد من الري والآفات الممرضة، وذلك في إطار الدور الحيوي الذي يلعبه البحث العلمي في النهوض بالأهداف التنموية تماشياً مع رؤية المملكة 2030.
وكرَّس المركز منذ نشأته دعمَه الأبحاثَ ورفع المستوى المعرفي للمجتمع والمزارعين خاصة، وذلك بإقامة الورش والدورات والزيارات الميدانية، مع التركيز على التفرد والتنوع في المجال البحثي؛ ليكون مركزُ أبحاث الزيتون من ضمن أبرز المراكز البحثية، انطلاقاً مما تتميز به منطقة الجوف من خصوصية منفردة بزراعة الزيتون عن باقي مناطق المملكة، حيث يسعى المركز خلالها إلى دعم التعاون مع باحثي الجامعات السعودية، وطوير الشراكات مع قطاعات البيئة والزراعة والمياه، التي يمكنها أن تمد الكوادر الباحثة فيه بفرص بحثية عالية التنوع؛ مما من شأنه خدمة وتعزيز الرؤى البحثية التكاملية لجامعة الجوف.
وتنطلق رؤية المركز من كونه تحقق التميز محليًّا وإقليميًّا،الذي من شأنه أن يعزز السمعة العالمية لجامعة الجوف، وانتماءها لمنطقة منتجة للزيتون كمعلم ثقافي وحضاري، وفق رسالته المتمثلة في إجراء أبحاث متميزة تتواكب مع الخطة الإستراتيجية لجامعة الجوف تخص الزيتون، حيث يعمل على تشجيع الأساتذة وطلاب الدراسات العلياء للإسهام في الأبحاث المختصة، وتقديم المشورة العلمية والبحثية للمسهمين في الأبحاث لضمان جودة العمل البحثي المشترك وفق الخطة الإستراتيجية للمركز.
ويستهدف المركز إجراء الأبحاث العلمية لزيادة إنتاج الزيتون، والتركيز على تطوير تقنيات بيئية مستدامة، وإنشاء قاعدة بيانات عالمية عن الزيتون والمحافظة عليها، مع تقديم التدريب للطلاب، والباحثين، والمرشدين، والمدربين، والمزارعين، وغيرهم حول إدارة زراعة الزيتون، وتوفير الاستشاريين والخبراء في مجال أشجار الزيتون، وخدمة المجتمع في كل ما يتعلق بالزيتون، إضافة للقيام بدور فاعل لإجراء الأبحاث والدراسات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة؛ وذلك بالدفع للعمل التكاملي لهذا القطاع الضخم.
وقام المركز بنشر ومتابعة العديد من الأبحاث التي تعالج كثيرًا من المشكلات المتعلقة بقطاع الزيتون من رفع كفاءة الإنتاج، والاستفادة من مخلفات الزيتون، وتقنيات الري الحديث، وبعض الآفات الممرضة؛ حيث تعدُّ أشجار الزيتون أكثر الأشجار المثمرة عددًا في المملكة بعد النخيل؛ لذا كان لمركز أبحاث الزيتون بجامعة الجوف دور كبير لرفع المستوى المعرفي تجاهها؛ خاصة أن منطقة الجوف لها مكانه مهمة كأبرز المناطق توسعًا في العالم في زراعة الزيتون خلال السنوات العشرين الماضية، حين تخطت أعداداها في المملكة 22 مليون شجرة، وتستحوذ منطقة الجوف على حوالي 85% من هذه الأعداد؛ وذلك بسبب ملائمة الظروف الجوية المناسبة، إذْ تقع منطقة الجوف بين خطي عرض 30و40 مع وفره المياه الجوفية والتربة المغذية ذات النفاذية الجيدة.
يذكر أن مركز أبحاث الزيتون بجامعة الجوف سيقوم مستقبلاً بالتوسع بإجراء التحاليل المخبرية بشكل أكبر؛ لمعرفة جودة الزيتون وزيت الزيتون، ليكون معتمدًا دوليًّا بالشراكة مع مراكز عالمية لها خبرتها بهذا المجال؛ ولتكن جامعة الجوف من أبرز مصادر المعرفة في أبحاث الزيتون.