تصاعد التوتر في السودان: القوات المسلحة تتهم قوات الدعم السريع باستخدام الأطفال في القتال واعتداء على موظفين طبيين
تشهد السودان أزمة تصاعد التوترات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، حيث اتهمت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية قوات الدعم السريع باستخدام الأطفال دون سن الـ15 عاماً في القتال، ما يعتبر انتهاكًا للقانون الدولي. وتجري اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من البلاد، وتتركز بشكل خاص في العاصمة الخرطوم، مخلفة مئات القتلى والجرحى بين المدنيين.
وفي سياق متصل، ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن مسلحين اعتدوا على 18 موظفًا تابعًا لها بالضرب والجلد بالقرب من مستشفى تركي بالخرطوم، مما يثير مخاوف من تأثير هذه الهجمات على العمل الإنساني في المنطقة. يأتي ذلك في ظل استمرار التوترات بين قادة القوات المسلحة وقادة قوات الدعم السريع، مما يعقد جهود التوصل إلى اتفاق سياسي نهائي لإنهاء الأزمة في السودان.
وفي ما يتعلق بالأحداث الأخيرة، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنها تواجه اعتداءات على فرقها الطبية في منطقة الخرطوم، حيث تعرض 18 موظفاً من بينهم أطباء تابعون للمنظمة للضرب والجلد بالقرب من مستشفى تركي. وأعرب كريستوف جارنييه، رئيس عمليات المنظمة في السودان، عن قلقه العميق بشأن تلك الهجمات، وأكد أنه يجب حماية عمال الإغاثة والسماح لهم بممارسة مهامهم بأمان.
من ناحية أخرى، يستمر الصراع الدامي بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع تكرار حوادث الاشتباكات المؤلمة والهجمات الجوية التي تستهدف المناطق السكنية والمدنيين. ويأتي هذا في ظل توقيع “الاتفاق الإطاري” الذي من شأنه أن ينهي الفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني في السودان، ولكن تبقى الخلافات بين القوى العسكرية وقادة قوات الدعم السريع والمدنيين عائقاً أمام تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد.
الأوضاع الحالية في السودان تستدعي تدخلًا عاجلاً لحماية الحقوق الإنسانية وتجنب المزيد من الانتهاكات والهجمات العنيفة على المدنيين وعمال الإغاثة. يجب أن تعمل المؤسسات الدولية والإقليمية على توفير بيئة آمنة لعمل الفرق الطبية وضمان تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين. وعليها أن تسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاقات واستراتيجيات تعزز الاستقرار والسلام في السودان، وتضمن حماية حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في المنطقة المنكوبة.