أخبار العالم

أزمات لبنان “بشخطة قلم” – أزمة بين لبنان والكويت بسبب تصريح وزير الاقتصاد اللبناني بشأن إعادة بناء صوامع القمح في بيروت

عشية الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، شهدت العلاقات بين لبنان والكويت أزمةً متصاعدة بسبب تصريح لوزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أمين سلام. وفي مقابلة إعلامية، أشعل سلام الجدل بعدما أدلى بتصريح يحمل عبارة “بشخطة قلم” حول تمويل إعادة إعمار صوامع القمح التي دمرها الانفجار.

وكشف وزير الاقتصاد اللبناني أن لبنان يعول بشكل كبير جداً على دعم دولة الكويت لإتمام مبادرة إعادة بناء الصوامع التي قدمها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، وطلب فيها باسم الشعب اللبناني إعادة بناء الصوامع حفاظًا على الأمن الغذائي. وأوضح أن الأموال موجودة في صندوق التنمية الكويتي ويمكن اتخاذ القرار “بشخطة قلم”.

تصاعدت التوترات بين لبنان والكويت على خلفية هذا التصريح، حيث استنكر وزير خارجية الكويت الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح هذا التصريح، معتبراً أنه يتنافى مع الأعراف السياسية ويعكس فهماً قاصراً لطبيعة اتخاذ القرارات في دولة الكويت. كما حث وزير الاقتصاد اللبناني على سحب هذا التصريح حفاظًا على العلاقات الثنائية بين البلدين.

على صعيد آخر، أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة الكويتي عبد الله جاسم المضف، أن علاقتهم بالشعب اللبناني ليست محل اختبار، وأن الكويت ترفض أي تدخل في قراراتها وشؤونها الداخلية.

من جهته، عبّر الناشط الكويتي أحمد الميموني عن استياءه من تصريح سلام، واعتبر أن لبنان قادر على الاعتماد على رجال الأعمال المليارديرين اللبنانيين لإعادة بناء بلاده بدلاً من طلب المساعدة من الكويت.

تجدر الإشارة إلى أن صوامع مرفأ بيروت قد بُنيت بالتعاون مع الكويت في أواخر الستينات من القرن الماضي لتوفير المخزون الاستراتيجي من القمح للشعب اللبناني. وقد أدى انفجار مرفأ بيروت إلى تدمير هذه الصوامع وتحويلها إلى ركام بعد انهيارات متتالية.

بعد تفاعلات موجة الاستنكار والاستغراب حول تصريحه، قام وزير الاقتصاد اللبناني بتوضيح موقفه وأكد أنه لم يقصد التجاوز على الأصول الدستورية والقانونية مع الكويت وأن العبارة “بشخطة قلم” تستخدم في اللغة العامية للدلالة على الأمر القابل للتنفيذ بسرعة دون الاستخفاف بالأمور الدستورية.

تشهد العلاقات بين لبنان والكويت توتراتٍ إضافية على خلفية هذه الأزمة، حيث يعكف الجانبان على تهدئة الأوضاع وتجاوز هذه الصدامات والتأكيد على أهمية العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى