الرئيس الروسي ينوي الترشح للرئاسة مجددًا في ظل ظروف اقتصادية صعبة وتحديات عسكرية مستمرة
كشفت صحيفة “الغارديان” عن تطلعات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للترشح لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات المقررة العام المقبل، وذلك بالرغم من تداعيات ضغوط اقتصادية كبرى تفرضها حالة الحرب التي يشنها والإنفاق العسكري الكبير.
تناولت الصحيفة في تقريرها تحديات بوتين الاقتصادية والسياسية، حيث أشارت إلى أن الكرملين يجد نفسه في حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الاستقرار المالي والنقدي في ظل تدهور قيمة الروبل، مع تصاعد التضخم.
وبيّنت الصحيفة أن الإنفاق الضخم على دعم الجهود الحربية وبرامج الرعاية الاجتماعية لن يكون قائمًا إلى الأبد، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
على الرغم من عدم توقع خبراء الاقتصاد انهيار الاقتصاد الروسي، يلاحظون أن بوتين يواجه تحديات جسيمة، مثل تقدير تكاليف الإنفاق على الحرب في أوكرانيا ومدى تحمل العقوبات الدولية المفروضة على روسيا.
أشار أليكسي إريمينكو، المدير المساعد في شركة كونترول ريسكس الاستشارية، إلى أن الإنفاق العسكري الكبير يعوق التحسن الاقتصادي، مما يفرض اختيارًا على المسؤولين الروس بين خفض الإنفاق الحربي ومواجهة تأثيراته السلبية أو القبول بتدهور الأوضاع الاقتصادية.
بينما تتسارع وتيرة الأحداث، ارتفعت قيمة الروبل إلى مستويات متدنية، دفعت البنك المركزي الروسي لرفع أسعار الفائدة بهدف احتواء التضخم وحماية العملة الوطنية. يعد هذا القرار هو الأول من نوعه منذ بداية الحرب.
تُظهر تطورات الوضع الاقتصادي والمالي في روسيا، التحديات التي يواجهها الرئيس بوتين في استمرار مساره السياسي، وخاصةً في ظل تصاعد الإنفاق العسكري والتحديات الاقتصادية المتنوعة.
من جهته، يشير أليكسي إريمينكو إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي معتمد بشكل أساسي على إنتاج السلاح، مما يعزز التساؤلات حول استدامة هذا النمو في المدى البعيد.
بوتين يواجه تحديات ليست فقط اقتصادية بل أيضًا سياسية، حيث تجري استعدادات لانتخابات رئاسية في مارس المقبل، ومن المتوقع أن يترشح بوتين لرئاسة البلاد لولاية خامسة.
تبقى الأسئلة مطروحة حول استعداد بوتين للمشاركة في هذه الانتخابات وسط مخاوف من انهيار الاقتصاد الروسي وتأثيره على استدامة سياسته.