قهوة الشدوي: طعم الطبيعة في المملكة العربية السعودية
تشتهر مناطق الزراعة في جبلي شدا الأسفل والأعلى بزراعة البُن الشدوي بسبب مناخهما المناسب. يبلغ إنتاج البُن من الجبل الواحد حوالي 600-1000 مد سنويًا. تستمر زراعة البن لثلاث سنوات، ويتم جمعه وتجفيفه تحت أشعة الشمس قبل طحنه على الرحى. يباع البن بشكل مميز ونادر في الأسواق السعودية، التي تستورد ما بين 70 إلى 90 ألف طن سنويًا. تواصل السعودية تطوير قطاع البُن مع خطط لزراعة 1.2 مليون شجرة بن بحلول 2026.
طعم البقهوة السعودية الشهيرة بنكهة الطبيعة «البُن الشدوي»
ويشكل حجم الإنتاج من الجبل الواحد من 600 إلى 1000 مُدّ لتحصيل الخَراج الذي كانت تنزل به الدّواب قديماً ليذهب إلى إمارة المنطقة، في حين يصل إنتاج البُن حالياً على حدّ قول أهالي الجبلين ما يقرب من 1000 مدّ سنويًا.
وزراعة البُن تمتد إلى ثلاث سنوات، تبدأ في أواخر فصل الصيف على أن يكون قِطافه في بداية صيف السنة الرابعة، ومن ثم يتم تجفيف وفرز مكونات ثمرة البُن، ويُنقل بعدها إلى أسطح المنازل لنشره وتجفيفه تحت أشعة الشمس لمدة 3 أيام.
والبن يُجمع ويُبعد عن أشعة الشمس ليومين داخل البيوت، ثم يُعاد نشره مرة أخرى فوق الأسطح لخمسة أيام، عندها يتحول لون حبات البن من الأحمر إلى الأسود في حين يخف وزنه نتيجة فقدانه الرطوبة والماء جراء التجفيف.
ويجرش البن على الرحى بعد رفع حجر الرحى الأعلى درجة معينة ليتناسب مع حجم حبات البن، وهناك من يجرشه بحجارة خاصة أعدت خصيصاً لهذا الشأن بعدها يتم فصل القشرة عن الصرف كل على حدة ليتسنى بيعه بهذه الصورة وحسب رغبة الزبون. ويتشبث أهالي جبال شدا بزراعة البُن المتميز النادر مذاقه للمحافظة على ما تبقى من موروث امتد لمئات السنين لمزارعي البن العربي.إنتاج البن
وبينما تُعدّ السعودية من أكثر 10 دول حول العالم استهلاكاً للبن بأكثر من 80 ألف طن سنوياً، وتستورد أسواقها ما بين 70 إلى 90 ألف طن من البن سنويّاً؛ وينفق مواطنوها ما معدّله أكثر من مليار ريال لإعداد القهوة، صُنف البن السعودي نفسه الأول عالميّاً من حيث الجودة، وفقاً لوزارة البيئة والمياه والزراعة.
وخلال «المعرض الدّولي للبن السعودي 2024»، و«مؤتمر جازان الدّولي الأول لأبحاث البن» مؤخراً، أكّد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة منصور المشيطي، أن البن السعودي شهد نقلة نوعية خلال العقد الماضي، قفزت به من النطاق المحلي إلى العالمية، وهو مصنف اليوم الأعلى جودة على مستوى العالم.
وفي دراسات لوزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، من المتوقع أن ينمو القطاع بنسبة 5 في المائة خلال السنوات المقبلة، ليصل إلى 28700 طن بنهاية عام 2026، ما يتيح ويخلق فرصاً استثمارية جاذبة في القطاع.
وتستهدف خطة تطوير القطاع زراعة 1.2 مليون شجرة بُن بحلول 2026، وقد صدرت الموافقة على الانضمام لاتفاقية البن الدولية، بالإضافة إلى نجاح السعودية في تسجيل البُن في قائمة «اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي»، وإصدار تعميم لكل المطاعم والمقاهي لاعتماد اسم «القهوة السعودية» بدلاً من «القهوة العربية».