رئيس الهيئة العامة للطيران المدني: السعودية تلتزم بلعب دور قيادي في قطاع النقل الجوي المتقدم
أكد عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج عن تحول غير مسبوق في قطاع الطيران المدني في السعودية تحت الإستراتيجية الوطنية للطيران. شاركت المملكة في المنتدى الأول للطيران المدني الدولي بكندا، حيث تم تسليط الضوء على دورها الريادي في الطيران المتقدم. خطط مستقبلية لإنشاء مركز للقدرات بحلول عام 2028 في تدريب المواهب المحلية. منحت الطلاب جائزة عن بحث عن التنقل الجوي المتقدم. دعا الى تعزيز التعاون الدولي في قطاع الطيران المدني. يُذكر أن منتدى الإيكاو يهدف الى تعزيز التبادل بين الجهات المعنية بالتنقل الجوي المتقدم.
رئيس الطيران المدني: المملكة تلتزم بدور قيادي في التنقل الجوي الحديث
جاء ذلك خلال مشاركة المملكة ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني بوفد برئاسة الدعيلج في المنتدى الأول لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) حول التنقل الجوي المتقدم (AAM)، الذي يقام في مدينة مونتريال بكندا، خلال الفترة من 9 إلى 12 سبتمبر 2024، بحضور رئيس منظمة الطيران المدني الدولي سالفاتوري شاكيتانو، وبمشاركة دول الأعضاء في منظمة “الإيكاو” وقادة قطاع الطيران في العالم.
وأفاد أن مشاركة المملكة في الكلمة الافتتاحية بالمنتدى، يأتي نظير دورها الريادي في الطيران المتقدم بشكل خاص والطيران المدني الدولي بشكل عام، مشيراً إلى أن الهيئة قد أطلقت خارطة طريق التنقل الجوي المتقدم في وقت سابق من العام الجاري، التي شملت رؤية إستراتيجية تتوافق مع الإستراتيجية الوطنية للطيران، مؤكداً معاليه أن هذه الخارطة كانت إعلاناً للتغيير الشامل الذي يرتكز على سبعة محاور رئيسية هي: اعتماد الحلول التقنية، وتطوير البنية التحتية، وتحقيق الحوكمة الشاملة، وبناء الثقة، وجذب الاستثمارات، ووضع اللوائح والأنظمة، وتمكين رأس المال البشري.
وأبان أن الهيئة أقامت النسخة الثالثة لمؤتمر مستقبل الطيران 2024م برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين خلال الفترة 20 – 22 مايو 2024، وشهدت هذه النسخة نجاحات استثنائية من ضمنها مشاركة (7) طائرات نقل جوي متقدم في المعرض المصاحب للمؤتمر؛ وتُعد الأكبر من حيث عدد مشاركات الطائرات من هذا النوع في العالم.
وأشار إلى أن تجربة التاكسي الجوي التي أجرتها الهيئة خلال موسم الحج في يونيو الماضي، كمثال على الدور الذي يمكن أن يلعبه التنقل الجوي المتقدم في مختلف مناحي الحياة، مشدداً على ضرورة توسيع نطاق هذه التكنولوجيا، لتمكين ومساعدة ملايين الحجاج الذين يأتون لزيارة الأماكن المقدسة كل عام.
كما كشف عن خطط مستقبلية لإنشاء مركز للقدرات بحلول عام 2028، يهتم بتدريب المواهب المحلية، وجذب أبرز العقول والكفاءات من جميع أنحاء العالم، لافتاً إلى أن المسافرين حينها لن يضطروا للتوجه إلى المطار بسياراتهم أو عبر محطة القطار، بل سيقومون باستدعاء التاكسي الطائر عبر هواتفهم الذكية، تمامًا كما نفعل الآن مع خدمات طلب السيارات.
وبيّن الدعيلج أن التنقل الجوي المتقدم يمتلك إمكانات هائلة وذات تأثير عال على مختلف جوانب الحياة اليومية، مثل النقل والسياحة والرعاية الصحية وحتى الزراعة، ففي عام 2023، كانت قيمة السوق العالمية للتنقل الجوي المتقدم حوالي 9.7 مليارات دولار، وسوف تنمو بحلول عام 2032، لتصل إلى ما يقارب 50 مليار دولار، وهي قفزة كبيرة، تظهر كم الفرص التي تنتظر هذه السوق، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 200 مدينة ومنطقة في 57 دولة حول العالم، تعمل على خططها الخاصة، لتمكين التنقل الجوي المتقدم في الوقت الحالي.
وفي ختام كلمته، دعا رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، سلطات الطيران المدني في جميع أنحاء العالم إلى تبادل المعرفة ومواجهة التحديات وبناء شراكات من شأنها توفير إنجاح تقنيات التنقل الجوي المتقدم على مستوى العالم.
وضمن جدول أعمال المنتدى، منحت منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو”، جائزة مسابقة الأوراق الأكاديمية العالمية للتنقل الجوي المتقدم، لطلاب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، في تأكيد على إمكانيات المملكة بمجال التنقل الجوي المتقدم ونجاح خططتها لدمجه وتمكينه، بما يتماشى مع أهداف المملكة الطموحة للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2060، ويعزز التزام المملكة بالأبحاث المتقدمة، ويكمل استثماراتها في الطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي ( eVTOL).
وجاءت منح الجائزة بعد تقديم طلاب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ورقة عمل بحثية تتناول مدى كفاءة الشبكات غير الأرضية في توفير التغطية الاتصالية لمركبات النقل الجوي المتقدم، ومقارنتها مع كفاءة أبراج الهواتف المحمولة التقليدية، واستعرضت الورقة نموذجًا مبتكرًا لمحاكاة خط البصر بين الطائرات المتقدمة والمركبات الذكية على الطرق في المدن المزدحمة، حيث يدمج التضاريس الحضرية وديناميات المركبات للحصول على توقعات أكثر دقة، من خلال محاكاة واسعة ونماذج مدن واقعية، وتعكس هذه الخطوات التزام المملكة بدمج التقنيات المتقدمة في شبكة النقل الخاصة بها وكجزء من رؤية 2030، الهادفة إلى مضاعفة عدد الركاب السنوي ليصل إلى أكثر من 300 مليون بحلول نهاية العقد، مع اعتبار السياحة ركيزة أساسية لإستراتيجيتها في تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، من خلال التقدم في نماذج النقل الجوي المتقدم والتنقل الجوي الحضري، ودورها الريادي في الطيران المتقدم بشكل خاص والطيران المدني الدولي بشكل عام.
وضمن جدول أعمال المشاركة، عقد معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، لقاءات ثنائية مع عدد من قادة منظمات وسلطات الطيران، حيث التقى -كل على حدة- رئيس منظمة الطيران المدني الدولي السيد/ سالفاتوري شاكيتانو ، ورئيس جامعة إمبري-ريدل للطيران السيد باري باتلر، جرى خلاله مناقشة سبل تعزيز التعاون الدولي بقطاع الطيران المدني.
يُذكر أن منتدى منظمة الطيران المدني الدولي (الآيكاو) حول التنقل الجوي المتقدم تقام للمرة الأولى في مونتريال، بكندا، من 9 إلى 12 سبتمبر، بهدف الجمع بين رواد مجال الطيران المدني العالمي، والأوساط الأكاديمية والحكومية، والمنظمات الدولية في مجال التنقل الجوي المتقدم، بالإضافة إلى أنظمة الطائرات بدون طيار (UAS)، لتوفير منصة لتبادل المناقشات والخبرات وبحث أفضل الممارسات، والدروس المستفادة، والتحديات ذات الصلة.