كونت باريس يناشد اللصوص إعادة الجواهر الملكية المسروقة من متحف اللوفر: “من أجل تراث فرنسا”

في مشهد عاطفي نادر، وجّه كونت باريس جان دورليانز، حفيد ملوك فرنسا المباشر، نداءً مؤثراً إلى اللصوص الذين نفذوا أكبر عملية سرقة في متحف اللوفر منذ اختفاء لوحة الموناليزا الشهيرة عام 1911، طالبهم فيه بإعادة الجواهر الملكية المسروقة قائلاً:

“أعيدوا لنا جواهرنا.. من أجل تراث فرنسا، ومن أجل عائلتي.”

وجاء هذا النداء من القصر الملكي في دريو، الواقع على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب غرب باريس، حيث يقيم الكونت البالغ من العمر 60 عاماً. وخلال حديثه لوكالة رويترز، استعرض صوراً عائلية قديمة تظهر جدته الكبرى دوقة غيز مرتدية تاج الياقوت الأزرق السريلانكي المرصع بالألماس عام 1931.

وأضاف قائلاً:

“هذه الجواهر ليست مجرد زينة، بل جزء من تاريخ عائلتنا ومن هوية فرنسا نفسها. كانت تُرتدى في حفلات الزفاف والمناسبات التاريخية الكبرى، إنها رموز لحقبة لا تُنسى من تاريخنا.”


💎 سرقة تاريخية تهز فرنسا

وقعت الحادثة في 19 أكتوبر، حين تمكن مجهولون من تنفيذ أكبر عملية سرقة في تاريخ اللوفر الحديث، استولوا خلالها على كنوز وطنية تزيد قيمتها على 102 مليون دولار، في عملية لم تستغرق سوى دقائق، استغل فيها اللصوص ثغرات أمنية خطيرة داخل المتحف.

وتضم المسروقات ثماني تحف من القرن التاسع عشر كانت ملكاً للعائلة المالكة الفرنسية أو لأباطرة فرنسا، أبرزها:

  • تاج الياقوت الأزرق وقلادة وأقراط من مجموعة الملكة ماري أميلي والملكة هورتنس.

  • تاج ودبوس صدري للإمبراطورة أوجيني.

  • قلادة زمرد وأقراط أهداها نابليون بونابرت لزوجته الإمبراطورة ماري لويز عند زواجهما.

وتشير السجلات إلى أن الملك لويس فيليب اشترى مجموعة الياقوت من الملكة هورتنس عام 1821، وظلت ضمن مقتنيات عائلة أورليانز لأكثر من قرن قبل أن تُعرض في متحف اللوفر عام 1985 بعد بيعها بخمسة ملايين فرنك فرنسي.


🏰 نداء من القلب: “إنه تراث لا يُقدر بثمن”

شبّه الكونت جان دورليانز الصدمة الشعبية الناتجة عن السرقة بـ”الوجع الوطني” الذي تبع حريق كاتدرائية نوتردام عام 2019، قائلاً:

“ما سُرق ليس مجرد مجوهرات.. بل قطع من الذاكرة الفرنسية، من روح فرنسا الملكية والإمبراطورية. يجب أن تعود هذه الكنوز إلى الشعب.”

كما دعا إلى مراجعة الإجراءات الأمنية في المتاحف الوطنية ووضع الجواهر المسروقة – حال استعادتها – في قاعة عرض أكثر أماناً، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد التراث الثقافي الفرنسي.


🚨 تحقيقات مستمرة ومخاوف من تهريب الجواهر

ورغم مرور أسابيع على الحادثة، لم يصدر أي تعليق رسمي من إدارة متحف اللوفر أو الشرطة الفرنسية بشأن نتائج التحقيق. لكن مصادر أمنية أكدت أن البحث ما زال جارياً على مستوى دولي، وسط مخاوف من تفكيك الجواهر وبيعها في الأسواق السوداء العالمية.

ويرى مراقبون أن هذه السرقة تشكل ضربة قوية لسمعة اللوفر الذي يُعد أكثر المتاحف أماناً في العالم، وأثارت الحادثة نقاشاً واسعاً في فرنسا حول ضرورة تشديد الحراسة على المقتنيات الوطنية النادرة ومنع تهريبها خارج البلاد.