حرائق الصيف تجتاح شمال غربي سوريا: تفاقم إنساني وجهود الإطفاء تواجه التحديات
شهدت مناطق شمال غربي سوريا هذا الصيف موجة حرائق غير مسبوقة أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في المنطقة. تزامنت هذه الحرائق مع تداعيات زلزالين هائلين في فبراير، وأزمة اقتصادية متفاقمة. تكافح فرق الإطفاء في الجهتين المتناحرتين لمواجهة هذا العدو المشترك، إلا أن نقص الدعم من الحكومة والمجتمع الدولي يثقل كاهل جهودهم.
في سياق ملفت، زار رئيس النظام السوري، بشار الأسد، رجال الإطفاء في ريف اللاذقية الشمالي، المعقل الحكومي، في وقت سابق من هذا الشهر.
اندلعت الحرائق في أواخر يوليو، وهي تشكل الجزء الأحدث من سلسلة حرائق اجتاحت مناطق متعددة عبر البحر المتوسط من اليونان حتى الجزائر. وبحسب مسؤولين، اندلعت بعض هذه الحرائق بسبب انفجار محولات. وبينما يواجه رجال الإطفاء صعوبة في التعامل مع الحرائق، يؤثر نقص الدعم في جهودهم.
تضاعفت خسائر الحرائق بفعل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة المنخفضة والرياح القوية، حيث انتشرت النيران بسرعة عبر المناطق المليئة بأشجار الصنوبر في محافظتي إدلب وحماة.
رغم توفر الموارد البشرية لدى رجال الإطفاء، إلا أن تحقيق التغطية في المناطق الوعرة يواجه عقبات كبيرة بسبب نقص مركبات الإطفاء المناسبة. حسام زيليتو، من أعضاء “الخوذ البيضاء”، أو الدفاع المدني السوري، أوضح أن الحاجة لمركبات تستطيع التحرك في المنحدرات والطرق الوعرة ملحة، وأن تلك المركبات تعزز من قدرة الاستجابة.
للأسف، سجلت حصيلة الحرائق لحد الآن وفاة ما لا يقل عن 17 شخصًا، بما فيهم 13 طفلاً، وأصيب ما يقارب 80 شخصًا.
وعلى الرغم من أن منطقة اللاذقية تخضع لسيطرة الحكومة، إلا أن الحرب والعقوبات الغربية أثرت على مواردها. حسام زيليتو أشار إلى تراجع عدد سيارات الإطفاء بشكل كبير منذ بداية الحرب.
بالإضافة إلى الصعوبات الإنسانية، تمثل الألغام الأرضية عقبة إضافية أمام جهود إخماد الحرائق. وتقوم السلطات المحلية بمحاولات للتعامل مع الأضرار المترتبة على الحرائق، وتشير التقارير إلى أن الوضع تحت السيطرة.
على صعيد مختلف، عبّر ثائر الحسن، قائد فرقة الإطفاء في حماة، عن ضرورة زيادة رواتب رجال الإطفاء، مشيرًا إلى أهمية تقدير جهودهم في ظل الظروف الصعبة التي يعملون فيها.