أخبار العالم

مصممو ميادين قفز حواجز الفروسية.. إمكانات فنية في رسم مسار البطولات

إعداد وتصوير : فيصل بامفلح
تمثل رياضة بطولات قفز الحواجز، من أهم أنشطة الفروسية التي تجمع الجمهور الرياضي ومحبي الأصالة والارتباط الراقي بين الإنسان والخيل.
ولن يكتمل الحديث عن قفز الحواجز دون التطرق إلى دور المصممين في مسابقات قفز الحواجز “مصممي ميدان القفز “، الذين يقومون بتهيئة ميادين البطولات وتشكيل موقع الحواجز وتحديد ارتفاعاتها والمسافات بينها ونوعها بما يتناسب مع درجة الشوط بالإضافة إلى حلول عملية للصعوبات التي قد تواجه الفرسان أثناء القفز لأشواط المبتدئين، في البطولات التي تقام بمختلف مناطق المملكة بما يتلاءم مع المعايير والقوانين للاتحاد السعودي والدولي للفروسية.
” واس ” زارت ميدان قفز الحواجز لإحدى البطولات المقامة بجدة، للوقوف على أهم أعمال “المصممين “، ومضمار التنافس وطرق تنظيمه، والتقت، بالمصمم علي المقاطي الحائز على المستوى الثالث في الاتحاد السعودي والدولي للفروسية وهي أعلى تصنيف في مجال التصميم، ويعمل في هذا المجال منذ 34 عاما .
وأوضح المقاطي، أن عملية تصميم ميدان قفز الحواجز تعتمد على أن يكون المصمم فارس متمكن ولديه إحساس بالتصميم وتركيب الحواجز، لافتاً النظر إلى أن أغلب المصممين تجدهم من كبار السن ولديهم خبرة طويلة في ذات المجال بالإضافة إلى أن التصميم فن تستطيع من خلاله، خلق منافسة للتعرف على مقدرة الفارس وجواده.
وأفاد أن الارتفاعات ومواقع الحواجز في كل جولة ” كورس ” تبنى على مستوى البطولات والمشاركين، فهناك مستويات مثل بطولات الجائزة الكبرى ، والبطولات الأقل مثل الأشواط المتوسطة والصغيرة التي من خلالها تُبنى الارتفاعات ومواقع الحواجز ، إلى جانب إلمام المصمم وتعرفه على مستوى الفرسان المشاركين ومشاهدتهم أثناء امتطاء الخيل خلال التدريبات من أجل أخذ هذه المستويات في الاعتبار أثناء تصميم الميدان .
وقال: “هناك مسافات قانونية لكل سباق، ويأتي دور المصمم ليضع المسافة حسب الفكرة التي يريدها من الشوط، بحيث يضع بين كل حاجز وحاجز خطوات معينه تبين توافق الفارس والخيل أثناء القفز بحيث يجب على الفارس أن يجتازها بمهارة وذكاء من أجل إظهار الأفضل بين المتنافسين، وذلك لأنه ليس كل خيل تستطيع القفز وتجاوز كل الحواجز.
وأضاف اً: “إن الأشواط الأقل مستوى ” الشوط الصغير ” يتم تصميمه بشكل أسهل وتكون خطوات الخيل والفارس مثالية من أجل بناء الخيل، مع الأخذ بعين الاعتبار وضع خطوات صحيحة بحيث لا ترتبك الخيل ويقع الفارس ويخسر ” وينكسر قلب الحصان بالخوف “.
ونبّه إلى نوعية أرض ميدان المنافسة من خلال تصميم المضمار عبر اختيار الأرض المسماة بـ” الفيبر “، المخلوط بنوعية معينة من الرمل وهي أفضل من الأرض المزروعة التي تحتاج دائما إلى الصيانة، لافتاً الانتباه إلى اختيار ألوان الحواجز التي يجب تجنب البعض منها وتخيف الحصان وتجعله لا يقفز ويقف أمام الحاجز، وبخاصة للأشواط الصغيرة والمتوسطة مثل الألوان الباهتة وغير واضحة المعالم، وكذلك اللون الأزرق الذي يجعل الحصان أكثر حرص في التعامل معه حين مشاهدته.
وتطرق إلى أنواع الحواجز ومنها الحواجز المركبة، ثنائي وثلاثي، وهناك حواجز تكون مستقيمة، محسوبة خطوات الخيل فيها بالضبط بينهما، مستعرضاً أنواع الأشواط من أجل تحديد أفضل مهارة للخيل والفارس من قبل المشاركين عندما يكون هناك أكثر من فارس اجتاز الشوط بنجاح يتم إضافة شوط آخر يسمي بـ ” التمايز ” يعاد فيه تصميم ميدان التنافس على نصف الحواجز بطريقة مختلفة ، ويكون عامل قصر الوقت في تجاوز الشوط بدون أخطاء هو الفيصل في تحديد بطل التنافس .
وفي جانب اختيار المصممين، قال المختص في هذا المجال علي العطاف:” هناك مصممون دوليون في الاتحاد السعودي للفروسية بمختلف المناطق يتم ترشيحهم لجميع البطولات في المملكة ، بحيث يجب يكون فارس ذو خبرة في ركوب الخيل وعلى دراية بأشواط البطولات ، وأن يكون شارك من قبل في عددٍ من الدورات الدولية المتخصصة في مجال تصميم الميادين ، وفي حال اجتياز الدورة تُمنح له شهادة تصنيف المستوى الأول وبالتدرج إلى أن ينتقل للمستوى الثاني والثالث ،حيث شارك العديد من المصممين السعوديين في البطولات الدولية المؤهلة لكأس العالم خارج المملكة وداخله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى