تسارع مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة: تجاوز حاجز الأرقام القياسية وتطلعات مستقبلية

في سابقة تاريخية، تسجل مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة أرقامًا قياسية جديدة، حيث ارتفعت بنسبة 48 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. تمكن المستهلكون خلال الربع الثاني من العام الجاري من شراء ما يقارب 300 ألف سيارة تعمل بالبطاريات، مما يمثل زيادة ملحوظة وتحقيقًا لنجاح غير مسبوق في هذا القطاع.

تجاوزت هذه الأرقام القياسية الجديدة أيضًا عدد السيارات الكهربائية التي تم بيعها عام 2019 بأكمله، وفقًا لبيانات شركة “كوكس أوتوموتيف” المختصة في تحليلات السوق السيارات.

الإنجازات الحالية لا تشمل المبيعات الهجينة التي تجمع بين الوقود والكهرباء في آن واحد.

من جهتها، تتوقع “كوكس أوتوموتيف” أن يتخطى إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة حاجز المليون سيارة خلال عام 2023 لأول مرة في تاريخ القطاع. يأتي هذا بعدما تم بيع أكثر من 557 ألف سيارة خلال الأشهر الستة الأولى من العام.

يُعزى ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية إلى تداخل عوامل متعددة، منها تقديم خيارات أكثر تنوعًا وخفض أسعار هذه السيارات. إلى جانب ذلك، تساهم الاستثمارات الحكومية والصناعية المتزايدة في دفع عجلة نجاح هذا النوع من السيارات.

تعتبر منافسة الشركات المُصنِعة للسيارات الكهربائية أحد العوامل الداعمة، حيث زاد عدد الطرازات التي تستطيع قطع مسافة تصل إلى 300 ميل (حوالي 480 كيلومترًا) على الأقل من 13 طرازًا في عام 2021 إلى 51 طرازًا في عام 2023، وفقًا لبيانات وزارة الطاقة الأميركية.

تميّزت كاليفورنيا والعاصمة واشنطن بأنها أكثر الولايات الأميركية انتشارًا للمركبات الكهربائية الجديدة.

توضح المسؤولة في شركة “كوكس أوتوموتيف”، ستيفاني فالديز ستريتي، أن السعر المرتفع للسيارات الكهربائية يعد عائقًا أمام الاستهلاك، على الرغم من التخفيضات الكبيرة التي قامت بها بعض الشركات كتسلا وفورد هذا العام. في حزيران (يونيو)، بلغ متوسط سعر السيارة الكهربائية 53 ألف دولار، بينما بلغ متوسط سعر جميع السيارات 48 ألف دولار.

استنادًا إلى استطلاع رأي أجرته شركة كوكس، يبدو أن قلق المستهلكين من نقص محطات الشحن يأتي في المرتبة الثانية بعد السعر كأحد التحديات الكبرى التي تواجه انتشار السيارات الكهربائية. تظل محطات الشحن قليلة مقارنة بالحاجة المتزايدة لها، مما يشكل تحديًا للنمو المستدام. يرى الخبراء أن تطوير البنية التحتية للشحن سيكون أمرًا ضروريًا لدعم مستقبل هذا القطاع، حيث يحتاج الولايات المتحدة لتضاعف أو أكثر من ذلك عدد المحطات الموجودة حاليًّا بحلول عام 2030.