بريكس يسعى لمنافسة مجموعة السبع بقوة وتوسع محتمل يثير الجدل
تأخذ الصين خطوات جريئة نحو تعزيز دورها العالمي من خلال دفع كتلة بريكس للأسواق الناشئة للتحول إلى منافس قوي لمجموعة السبع، والتي تشمل الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا وبريطانيا. هذا وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
يُعقد حاليًا اجتماع قمة بريكس الذي يشمل قادة دول منظمة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وذلك لبحث توسع المنتدى الدولي. تعتبر هذه القمة أكبر توسع للمنتدى منذ عقود.
رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، دعا أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة للمشاركة في هذه القمة المهمة التي تُعقد في جوهانسبرغ ابتداءً من الأربعاء. يُشار إلى أن هناك دولًا أخرى مهتمة بالانضمام إلى هذه الكتلة، التي تعتبر تكتلًا اقتصاديًا وسياسيًا قويًا.
وعلى الرغم من هذا التوسع المحتمل، شهدت الفترة الماضية اتساعًا في الخلافات بين بكين ونيودلهي بشأن هذا التوسع. وتتنوع وجهات النظر بشأن دور بريكس المستقبلي، حيث يتساءل البعض عما إذا كان يجب أن تكون هذه الكتلة مجرد منظمة اقتصادية تمثل مصالح الدول النامية، أم أنها تسعى لأن تكون قوة سياسية تتحدى الغرب بشكل علني.
من جهته، أوضح مسؤول صيني، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “إذا تم توسيع بريكس ليصبح يمثل نسبة مشابهة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي كمجموعة السبع، فإن صوتنا سيزداد تأثيرًا في المشهد الدولي”.
في سياق متصل، أعربت وزيرة الخارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، عن رأيها في هذا التوسع المحتمل بأنه “خطأ شديد” وقد يكون معاديًا للغرب.
ومع هذا، يُرجح أن تستقبل العواصم الغربية انضمام دول جديدة مثل إيران وبيلاروسيا وفنزويلا على أنها خطوة تهدف لدعم علاقات روسيا والصين.
بالنسبة للدول التي تسعى للانضمام إلى بريكس، تتنافس الأرجنتين والسعودية وإندونيسيا على أن تكون أعضاءً جددًا في هذا التكتل القوي، وذلك بعد دعوة جنوب إفريقيا إلى انضمامهم في عام 2010.
من ناحية أخرى، فإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لن يشارك في القمة الحالية في جوهانسبرغ، ما سيُسهم في تجنب تنفيذ بريتوريا للإجراءات القانونية المتعلقة باعتقاله بسبب اتهامه بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يشارك بوتين عبر الاتصال المرئي ويجري مناقشات مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، حول انضمام إيران إلى دول بريكس. هذه الخطوة تأتي كجزء من جهود البلدان لتعزيز التعاون في الساحة الدولية.
ومن الملفت أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، سيغادر بلاده لحضور القمة والمشاركة في مناقشات مع الزعماء الأفارقة. هذه الرحلة تعتبر نادرة بالنسبة له خلال هذا العام، حيث سبق له أن قام برحلة إلى روسيا في شهر مارس الماضي. هذا يعكس أهمية القمة والمحادثات التي ستجري خلالها.
وأخيرًا، أعرب الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، عن دعمه لفتح عضوية دول جديدة في بريكس. إذ يسعى البرازيل إلى دعوة الأرجنتين وفنزويلا بالإضافة إلى السعودية والإمارات للانضمام. هذه الخطوة تهدف لتعزيز التعاون وتوسيع نطاق الكتلة.
ومن المقرر أن يتناول المجتمعون في هذه القمة إمكانية استخدام عملاتهم المحلية في التجارة بين دول الكتلة وسبل تعزيز التعاون المصرفي والاقتصادي.