الجيش السوداني يستهدف مواقع الدعم السريع في أم درمان وتحذير من تفاقم الأزمة الإنسانية
مع استمرار الاشتباكات في عدد من مناطق السودان، ذكر مراسل الحرة أن الجيش السوداني شن قصفًا على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في أم درمان، وهي منطقة شرق ووسط المدينة.
اندلعت اشتباكات عنيفة يوم الأحد، مصاحبةً للغارات الجوية المستمرة على العاصمة الخرطوم وما حولها، حسبما أفادت شهادات عيان.
ذكر مصدر طبي في الخرطوم لوكالة فرانس برس أن صواريخ سقطت على منازل مدنيين ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل.
تفيد منظمة “أكليد” غير الحكومية بأن الاشتباكات في السودان أدت إلى وفاة حوالي 5 آلاف شخص، ورغم ذلك يُعتقد أن الحصيلة الفعلية أكبر بكثير، حيث تبقى العديد من المناطق معزولة تمامًا وصعبة الوصول إليها. الجثث لا تزال متناثرة في الشوارع دون إمكانية دفنها، ويمتنع الجانبان الصراحة عن الإعلان عن خسائرهما.
خلال أربعة أشهر فقط، اضطر أكثر من 4.6 ملايين شخص للنزوح، وفقًا لتصريحات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، والتي أشارت إلى أن هناك أكثر من 700 طفل يعانون من نزوح كل ساعة تقريبًا بسبب النزاع.
حذرت الأمم المتحدة من اقتراب كارثة إنسانية مدمرة، تتضمن زيادة معدلات الجوع، وتدهور الرعاية الصحية، وتدمير البنية التحتية، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه إقليم غرب دارفور اتهامات لقوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها بارتكاب جرائم التطهير العرقي.
يتبادل الجانبان الصراع اتهاماتهما بتصاعد الوضع، حيث بدأ الصراع في 15 أبريل بعد تصاعد التوتر لعدة أسابيع بسبب خطط لدمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو جزء من خطة للانتقال إلى نظام ديمقراطي.
منذ الإطاحة بنظام عمر البشير في عام 2019، شاركت قوات الدعم السريع والسلطة المدنية في الحكم معًا، لكن الأوضاع تدهورت بشكل كبير في عام 2021 مع إقصاء السياسيين المدنيين واستيلاء الجيش على الحكم.
في تطور نادر، غادر قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، العاصمة ووجه خطواته إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في الجزء الشرقي من البلاد. هذا الانفصال النادر يأتي بعد أكثر من أربعة أشهر من بدء الصراع بين قواته وقوات الدعم السريع.
في بيان صدر في وقت متأخر يوم الأحد، أعرب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، عن استعداده لبحث مستقبل الدولة السودانية مع الجيش، تجاوزًا الجوانب التقنية لوقف إطلاق النار الدائم التي أعاقت جهود الوساطة التي تقودها السعودية والولايات المتحدة.
أضاف البيان أن الصراع الحالي في السودان ليس سوى نتيجة للأزمة المستمرة في البلاد، وهذا يجعل من الضروري البحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد، مرتبطًا بمبادئ الحل السياسي الشامل الذي يتناول الجذور الحقيقية للنزاعات في السودان.
تمسك حميدتي برؤيته لتأسيس دولة سودانية جديدة مع التأكيد على مبادئ مثل الحكم الاتحادي متعدد الثقافات وإجراء انتخابات ديمقراطية وتوحيد الجيش.
هذا البيان جاء بعد وصول قائد الجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إلى بورتسودان يوم الأحد في أول زيارة خارجية له منذ بداية الصراع. وتشير مصادر حكومية إلى أنه من المقرر أن يتجه إلى السعودية ومصر لإجراء محادثات.
من جهتهم، حذروا السياسيون المؤيدون للديمقراطية البرهان من الإعلان عن حكومة جديدة، مؤكدين أن ذلك سيدفع قوات الدعم السريع إلى تشكيل سلطة بديلة تزاحم الحكومة الحالية.