الإقتصاد - مال و أعمال

زيادة نفقات ميزانية المملكة لعام 2025 لتحقيق أهداف رؤية 2030

يتوقع أن تكون الميزانية العامة للدولة لعام 2025 تسجل عجزًا ماليًا بسبب الإنفاق الزائد، ولكن ذلك يعتمد على حالة الاقتصاد في الدولة. المملكة تسعى لزيادة الإنفاق لتحقيق أهداف رؤية 2030 واستكمال مشاريع كبرى. السياسة المالية المرنة تسمح للحكومة بتحقيق النمو والاستدانة بمعدلات فائدة منخفضة. الدول العشرين تمتلك مستويات دين تفوق 20% والمملكة لديها أحد أقل مستويات الديون بينها، مما يمكنها من الاقتراض بشروط ميسرة. الاستضافة المستقبلية لأحداث كبرى من شأنها توليد فرص عمل ودفع النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية.

تحليل ميزانية السعودية 2025: توسيع النفقات لتحقيق أهداف رؤية 2030

تُقدّر الميزانية العامة للدولة أن تكون الإيرادات أقل من الإنفاق، ما يُنتج في نهاية المطاف عجزًا ماليًا.. فهل يمثل ذلك مؤشرًا سلبيًا لحالة السياسة المالية في كافة الدول التي تسجّل عجزًا في موازنتها؟

الجواب يعتمد على حالة الاقتصاد في الدولة ذاتها، وبالاتجاه إلى المملكة فإنها بلغت نقطة المنتصف في رحلتها التي بدأتها عام 2016 مع إطلاق رؤيتها الوطنية 2030، لذا فإن الميزانية لعام 2025 تسعى للتوسع في الإنفاق للتعجيل بتحقيق مستهدفات رؤية 2030 الاقتصادية، واستكمال المشاريع الكبرى، التي ستمثل حين إنجازها رافدًا ومحركًا للاقتصاد الوطني، لا سيما وأن المملكة مقبلة على استضافة أحداث كبرى ثقافية أكانت أم رياضية أم اقتصادية.. على سبيل المثال لا الحصر استضافتها لكأس العالم 2034 وإكسبو 2030 والتي من المتوقع أن تُحدث زخما اقتصاديا كبيرا وتولّد فرص عمل متنوعة وتغير من واقع البنية التحتية في المملكة.

وتُمثِّل قدرة الحكومة على التوسع في الإنفاق، مؤشرًا على مرونة سياسة المالية العامة القادرة على التوسع في الانفاق حسب الظروف و الفرص الاقتصادية المواتية، إذ أسهمت المبادرات والإصلاحات الهيكلية التي تم تنفيذها خلال الأعوام الماضية في تنمية الإيرادات غير النفطية حتى أصبحت مصدرا مهما ومستداما لتمويل المشاريع التنموية والنفقات ذات البعدين الاجتماعي والاقتصادي، ومساهمًا في زيادة هامش الحركة المالية العامة.

وتاريخيا مثّل اللجوء إلى سوق الدين القاطرة التي تضع البلدان على مسار النمو، لذا فليس من المستغرب أن جميع دول العشرين لديها مستويات دين تفوق 20%، فيما تمتلك أكبر الاقتصادات بين المجموعة والتي تمثل 85% من اقتصادات العالم مستويات دين تفوق 100%، أما المملكة فلديها ثاني أقل مستويات دين عام بين دول مجموعة العشرين وهذا بدوره يسهم في تمتعها بتصنيف ائتماني جيد يمكنها من الاقتراض والتمويل والاستدانة بمعدلات فائدة منخفضة وبآجال دفع بعيدة الأمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى